«بنك قطر الوطني»: ربط عملات «مجلس التعاون» بالدولار سياسة مناسبة

السبت 5 ديسمبر 2015 12:12 ص

حافظت خمس من دول «مجلس التعاون الخليجي» على ربط عملاتها بالدولار الأمريكي لعقود، فيما ظلت الكويت هي الدولة الخليجية الوحيدة التي تربط عملتها بسلة من العملات يعتبر الدولار هوالأرجح وزنا فيها.

وأكد التحليل الاقتصادي لمجموعة بنك قطر الوطني «QNB» أن ربط سعر الصرف بالدولار الأمريكي هو سياسة مناسبة لدول «مجلس التعاون» لدول الخليج العربية حيث إنها توفر الاستقرار لمعدلات التضخم وللنمو.

وقال التحليل الاقتصادي الأسبوعي للمجموعة الصادر اليوم السبت، إنه مع تقدم دول «مجلس التعاون الخليجي» في مسار التنويع الاقتصادي، خاصة فيما يتعلق بالصادرات، بإمكانها أن تستفيد أكثر من نظام سعر صرف أكثر مرونة في المستقبل، مشيرا إلى أن هناك إرادة سياسية والتزاما وموارد كافية لدى دول «مجلس التعاون الخليجي» في الوقت الحاضر، للإبقاء على ربط عملاتها بالدولار الأمريكي.

ولفت إلى أن التراجع الحاد الذي طرأ مؤخرا على أسعار النفط أثار بعض التوقعات في سوق العملات حول إمكانية خفض دول «مجلس التعاون الخليجي» عملاتها، مؤكدا أن هذا الرهان ليس في محله على الأرجح لسببين، الأول أن الربط بالدولار مفيد على المستوى الاقتصادي بالنظر لهياكل اقتصادات دول «مجلس التعاون الخليجي»، والثاني أن هناك إرادة سياسية مدعومة بالوفرة في موارد دول «مجلس التعاون» للحفاظ على هذا الربط.

ولإدراك مزايا هذا الربط، تساءل ما الذي كان سيحدث لو أن «دول مجلس التعاون الخليجي» كانت تعتمد على نظام سعر الصرف العائم، مشيرا إلى أنه في مثل هذا السيناريو، كان تراجع أسعار النفط سيؤدي إلى انخفاض في قيمة العملات المحلية وهو ما حدث في بعض كبرى الدول المصدرة للنفط كروسيا والبرازيل اللتين تراجعت قيمة عملتيهما بواقع 71% و88%على التوالي مقابل الدولار الأمريكي منذ منتصف العام الماضي. 

وقال إنه حتى في بعض الدول الأخرى المصدرة للنفط التي تعتمد بشكل أقل على الصادرات النفطية مثل كندا والنرويج فشهدت تراجعا كبيرا في قيمة عملاتها (25% و42%على التوالي خلال نفس الفترة).

ونبه إلى أن انخفاض قيمة العملة من شأنه أن يثير ارتفاعا كبيرا في التضخم بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تستحوذ عليها السلع والخدمات المستوردة في سلة المستهلكين وهو ما تؤكده التجارب الدولية حيث تشهد أسعار المستهلك في البرازيل وروسيا تضخما كبيرا ونتيجة ذلك، كانت البنوك المركزية في دول «مجلس التعاون» ستقوم برفع أسعار الفائدة لجذب رؤوس الأموال الأجنبية والحد من تراجع قيمة عملاتها والسيطرة على ارتفاع التضخم.

واعتبر أنه على أثر هذا كله، كان النمو سيتأثر سلبا بشكل شبه حتمي بسبب تراجع الاستهلاك الخاص نتيجة تقلص القوة الشرائية للمستهلكين من جراء ارتفاع معدلات التضخم، كما كان الاستهلاك سيصبح أقل جاذبية من الادخار بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.

وذكر تحليل «QNB» أن من شأن ذلك كله أيضا تراجع الاستثمار نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة، كما أن التقلب المتزايد في معدلات التضخم وأسعار صرف العملات الناجم عن نظام سعر الصرف العائم كان سيجعل من الصعب اجتذاب العمال الأجانب ورؤوس الأموال الأجنبية، وهما المحركان الرئيسيان للنمو في بعض دول «مجلس التعاون الخليجي».

وأكد أن هذه الحيثيات تشير بوضوح إلى فوائد النظام الحالي القائم على ثبات سعر الصرف، لافتا إلى ما يراه البعض من أن انخفاض قيمة العملة كان بإمكانه أن يعزز القدرة التنافسية للصادرات ويدفع بعجلة النمو.

وأوضح التحليل أن تلك حجة صحيحة بالنسبة لاقتصادات مثل كندا والنرويج، لكنها لا تنطبق على دول «مجلس التعاون الخليجي» لأن معظم صادراتها تنحصر في النفط والغاز، اللذين يتم تحديد أسعارهما دوليا وتقويمهما بالدولار الأمريكي، مشيرا على سبيل المثال إلى أن انخفاض قيمة العملة في دول «مجلس التعاون الخليجي» لن يجعل برميل النفط الخليجي أكثر جاذبية من برميل النفط الروسي.

وأضاف: «بطبيعة الحال، ومع تنويع دول مجلس التعاون الخليجي صادراتها، يمكن لانخفاض قيمة العملة أن يفيد الصادرات غير النفطية، منبها إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي التي تمكنت من تنويع مصادر النمو الاقتصادي بعيدا عن النفط والغاز، مازال تنويع صادراتها متأخرا».

وأشار إلى أنه بالنظر إلى أن نظام سعر الصرف الثابت مناسب لدول «مجلس التعاون الخليجي»، يبقى السؤال هو: هل من المتوقع أن تحافظ دول مجلس التعاون على هذا الوضع؟، مجيبا بنعم وعازيا ذلك لسببين، الأول أن هناك إرادة سياسية والتزاما للحفاظ على الربط نظرا لفوائده الاقتصادية للمستهلكين والاقتصاد ككل، والثاني أن هناك موارد مالية وافرة للحفاظ على ربط سعر الصرف.

ولفت في هذا السياق إلى أن دول «مجلس التعاون الخليجي» نجحت في مراكمة مدخرات كبيرة بالعملات الأجنبية خلال الطفرة النفطية الأخيرة، وبإمكانها استخدام هذه المدخرات للدفاع عن ربط عملاتها بالدولار، حيث تبلغ هذه المدخرات في العديد من دول «مجلس التعاون» أكثر من 100 %من الناتج المحلي الإجمالي.

وقال إنه بالرغم من أن بعض هذه الاحتياطيات استخدمت في الأشهر الأخيرة،  فإنها تظل كبيرة وكافية للدفاع عن ربط العملات بالدولار حتى لو ظلت أسعار النفط منخفضة لبضع سنوات.

  كلمات مفتاحية

مجلس التعاون الخليجي الدولار النفط روسيا البرازيل كندا النرويج سعر الصرف

دول الخليج سترفض خفض إنتاجها النفطي خلال اجتماع «أوبك»

416 مليار دولار حجم أرصدة الاستثمارات الأجنبية في الخليج

الاستثمارات الخليجية في تركيا تتجاوز 5.5 مليار دولار خلال عامين

دول الخليج تستورد مواد غذائية من أمريكا بقيمة 1.8 مليار دولار في 2014

خبير اقتصادي: دول الخليج تدير ملف أسعار النفط عكس مقتضى الحسابات الاقتصادية

«الزياني» يشيد بجهود قطر المتميزة في تعزيز أواصر التعاون الخليجي

«الجبير» يترأس اجتماع وزراء خارجية التعاون الخليجي في الرياض

«قطر الوطني» يستحوذ على «فاينانس بنك» التركي بـ3 مليارات دولار

فك ارتباط العملات الخليجية بالدولار مستبعد حاليا

«فاينانشيال تايمز»: السعودية تسعى لتقليل المخاوف حول ربط الريال بالدولار

ارتفاع ديون 11 دولة عربية بينها «التعاون الخليجي» بأكثر من الضعف في 2015

للعام الخامس.. «قطر الوطني» يتصدر بنوك الخليج من حيث الموجودات

«ستراتفور»: دول الخليج .. توافق في الأولويات واختلاف حول الطرق

بنك قطر الوطني يحقق في تعرض 100 ألف حساب به للقرصنة

«بنك قطر الوطني» يوضح تفاصيل اختراق بيانات عملائه ويؤكد تأمينها

تجارة «التعاون الخليجي» تدرس إقرار قانون المنافسة ومكافحة الغش

بنك قطر الوطني يصدر قرضا مصرفيا بـ2.25 مليار يورو

«بنك قطر الوطني» يستحوذ على حصة «فينانس بنك» في تركيا