لماذا تتردد إسرائيل في مساعدة الإمارات ضد الحوثيين؟

الجمعة 11 فبراير 2022 09:43 ص

في أعقاب الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون على أبوظبي، لجأ حكام الإمارات إلى إسرائيل طلبا للمساعدة العسكرية، خاصة أن آخر هجوم جرى خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الإسرائيلي "إسحاق هرتسوج"، الأسبوع الماضي، إلى الدولة الخليجية.

ولم يكن ذلك أول تهديد حوثي لتل أبيب، فقد كان الحوثيون قد هددوا في الماضي بإطلاق صواريخهم على مدينة إيلات جنوبي إسرائيل، والتي تبعد 1500 كيلومتر عن اليمن.

وردا على ذلك، رفعت إسرائيل قبل عامين من حالة التأهب في منطقة إيلات ونشرت أحيانا بطاريات القبة الحديدية هناك بناء على تحذيرات استخباراتية. وفي الوقت نفسه، كثف الموساد والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية من رقابتهما على اليمن وجمع المعلومات هناك.

وفي الآونة الأخيرة، قام وفد إسرائيلي رفيع المستوى يتألف من مسؤولين في وزارة الدفاع والموساد وشركات صناعة الأسلحة الإسرائيلية بزيارة إلى الإمارات.

ويهتم المسؤولون الإماراتيون، بشكل خاص، بالدفاعات الجوية الإسرائيلية مثل القبة الحديدية، بالإضافة إلى أنظمة الرادار. وحاليا، تعد جميع الأنظمة الإماراتية والسعودية المضادة للصواريخ من صنع الولايات المتحدة، مثل بطاريات "باتريوت".

وقالت مصادر إسرائيلية إنها تدرس الطلب الإماراتي، لكنها أضافت أنه أمر خطير يجب التعامل معه بحذر.

وسيتعين على إسرائيل الموازنة بين رغبتها في بيع الأسلحة في جميع أنحاء العالم (حيث أعلنت رسميا هذا الأسبوع أنها منحت تراخيص تصدير عسكرية إلى 139 دولة) والحاجة إلى حماية معداتها الحساسة محلية الصنع.

  • التفوق التكنولوجي

وتتمثل المعضلة الإسرائيلية في كيفية الحفاظ على تفوقها التكنولوجي أثناء بيع الأنظمة لشركاء استراتيجيين. وفي الماضي، ورد أن السعودية كانت مهتمة أيضا بأنظمة القبة الحديدية.

وحتى الآن، باعت إسرائيل مكونات جزئية من القبة الحديدية؛ مثل الرادارات والتحكم الأرضي، إلى سنغافورة وأذربيجان، ولكن لم تبع الصواريخ الاعتراضية، التي تصنعها شركة "رافائيل" المملوكة للدولة. واشترت واشنطن نظامين من أنظمة القبة الحديدية لتقييم فعاليتهما.

وتزعم إسرائيل أنه خلال حروبها في غزة، أظهرت القبة الحديدية معدل اعتراض بنسبة 92%. وفي الماضي، أعربت كوريا الجنوبية أيضا عن اهتمامها بالمنظومة التي لديها القدرة على اعتراض الصواريخ التي يبلغ مداها نحو 80 كيلومترا.

ومع ذلك، هناك عقبة أخرى أمام تسليم إسرائيل أنظمة الدفاعات الجوية إلى الخليج، وهي عقبة ربما تكون أقوى من العقبات الأخرى، ألا وهي الولايات المتحدة نفسها.

وتنظر الولايات المتحدة إلى المنطقة على أنها مجال رئيسي تتمتع فيه بالنفوذ. وتبيع واشنطن أسلحة من جميع الأنواع إلى دول المنطقة، ابتداء من طائرات "إف-35" المقاتلة والطائرات بدون طيار وتكنولوجيا الاستخبارات، إلى المعدات البحرية والبطاريات المضادة للطائرات.

ولا ترغب الشركات العسكرية والأمنية الأمريكية في رؤية منافسة إسرائيلية في منطقة تعتبرها ساحة نفوذ خاصة بها.

  • التعاون السري

ولأعوام، سهّل الموساد العلاقات السرية بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسعودية؛ ما أدى إلى تعاون وثيق في تبادل المعلومات الاستخباراتية ضد إيران، فضلا عن بيع معدات استخباراتية إسرائيلية مثل برنامج التجسس "بيجاسوس" إلى دول الخليج.

وعملت شركات إسرائيلية مثل "لوجيك"، المملوكة لـ "ماتي كوخافي"، سرا لأعوام في الإمارات. ووظف "كوخافي" مسؤولين سابقين في الموساد والشاباك، بالإضافة إلى خبراء سابقين من صناعات الفضاء الإسرائيلية.

وبعد أن تعثرت علاقات "كوخافي" مع عائلة "آل نهيان" الحاكمة في أبوظبي، تم استبداله وحل محله "ديفيد ميدان"، وهو مسؤول سابق في الموساد، كوسيط بين إسرائيل والإمارات.

وحظيت كل هذه الصفقات والاتصالات السرية بموافقة وتشجيع وزارة الدفاع الإسرائيلية.

ومنذ أن بدأ التطبيع المفتوح بتوقيع "اتفاقات أبراهام" عام 2020، تمكنت إسرائيل من إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية كاملة مع الإمارات والبحرين والمغرب لاحقا، فضلا عن تعزيز علاقاتها الاستخباراتية مع تلك الدول. ولم يعد التعاون بحاجة إلى أن يبقى سرا.

وفي الأسبوع الماضي، زار وزير الدفاع الإسرائيلي "بيني جانتس" البحرين والتقى بحكامها، ووقع مع نظيره مذكرة تفاهم للتعاون الأمني، وهي الأولى التي يتم الاتفاق عليها مع دولة عربية.

وتبقى فقط العلاقات الخاصة بين إسرائيل والسعودية في صورتها السرية التقليدية.

وبالرغم من التشجيع والضغط من قبل الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" وإدارته، رفضت الرياض الانغماس في حفلة التطبيع خوفا من الرأي العام. ومع ذلك، قالت مصادر أمنية ودبلوماسية إسرائيلية إن لديها توقعات كبيرة بأنه بمجرد أن يجلس ولي العهد "محمد بن سلمان" على العرش، فإن المملكة على الأرجح ستسمح بالعلاقات المفتوحة مع إسرائيل.

وفي غضون ذلك، ستواصل السعودية ودول الخليج الأخرى تعاونها الأمني ​​مع إسرائيل، بل من المتوقع تسريع هذا التعاون عبر شراء المزيد من الأسلحة الإسرائيلية.

المصدر | يوسي ميلمان/ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التطبيع الإماراتي الإسرائيلي اتفاقات التطبيع اتفاقات إبراهيم هجوم الحوثيين ضرب أبوظبي التكنولوجيا العسكرية الأسلحة الإسرائيلية القبة الحديدية

هجمات متزامنة.. التهديد الإيراني يحفز التقارب بين مثلث تركيا والإمارات وإسرائيل

إسرائيل والخليج.. هل تفتح التطورات الأخيرة الباب أمام شراكة أمنية واسعة؟

وزير الاستخبارات الإسرائيلي: مستعدون لمساندة السعودية والإمارات ضد الحوثيين

سيناريوهات مقلقة.. الإمارات تواجه قرارات صعبة بعد هجمات الحوثيين