أزمة أوكرانيا.. جهود دبلوماسية مكثفة لمنع الحرب بعد التصعيد بين الانفصاليين وكييف

الأحد 20 فبراير 2022 07:00 م

غداة يوم ساخن من التصعيد بين الانفصاليين المدعومين من روسيا من جهة، وكييف من جهة أخرى، حتى ظن البعض أن شرارة الحرب قد اندلعت بالفعل، كثف زعماء ووزراء دول عظمى، الأحد، اتصالاتهم الدبلوماسية الرامية إلى إخماد شرارة تلك الحرب نظرا لتداعياتها السلبية على الجميع.

وخلال يوم السبت، تبادلت أوكرانيا والانفصاليون المدعومون من روسيا الاتهامات بشأن خرق وقف إطلاق النار، إذ ذكر الجيش الأوكراني أن الانفصاليين في دونباس خرقوا وقف إطلاق النار 78 مرة، في وقت اتهمه فيه الانفصاليون بخرقه 31 مرة.

كما قُتل جنديان أوكرانيان وسط تبادل للقصف مع الانفصاليين بإقليم دونباس، مع تواصل إجلاء آلاف المدنيين من الإقليم إلى روسيا.

تلك الأحداث أيقظت زعماء عالميون كانوا يظنون أن مسار البعد ما زال بعيدا، بينما أثبتت التطورات عكس ذلك، لذلك أجرى الرئيس الفرنسي "إمانويل ماكرون" اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي، "فلاديمير بوتين"، استهدف إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة المتصاعدة في أوكرانيا.

ووفق الكرملين، فإن اتصال الزعيمين، تم خلاله "تبادل مفصل للآراء بشأن الأوضاع حول أوكرانيا وكذلك وضع ضمانات قانونية طويلة المدى لأمن الاتحاد الروسي".

وأضاف الكرملين أنه تم خلال الاتصال "الإعراب عن قلق بالغ من التدهور الحاد للأوضاع على خط التماس في دونباس، حيث أشار الرئيس الروسي إلى أن سبب التصعيد يعود إلى الاستفزازات من قبل القوات الأوكرانية".

واتفق "بوتين" و"ماكرون"، حسب الكرملين، على الاستمرار في الاتصالات بين روسيا وفرنسا على مستويات مختلفة.

فيما قالت الرئاسة الفرنسية، إن "ماكرون وبوتين اتفقا على محاولة العمل خلال الساعات المقبلة لوقف إطلاق النار في دونباس".

وسبق أن ذكرت الرئاسة الفرنسية أن الاتصال الهاتفي استمر ساعة و45 دقيقة، ليتحدث الرئيس الفرنسي بعد ذلك مع نظيره الأوكراني، "فلاديمير زيلينسكي".

وبالفعل، ذكرت الرئاسة الفرنسية، في بيان، أن الرئيس "ماكرون" أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني، بعد محادثة مماثلة مع الرئيس الروسي.

وذكرت قناة "BFM" أن "المحادثات بين ماكرون وزيلينسكي استمرت 30 دقيقة"، فيما قال الرئيس الأوكراني عبر "تويتر" لاحقا إنه أبلغ نظيره الفرنسي "بالأوضاع الأمنية الحالية وعمليات القصف المستفزة"، مضيفا: "إننا ندعم تكثيف عملية السلام وعقد اجتماع لمجموعة الاتصال الثلاثية مع إعلان نظام الهدوء بشكل فوري".

وهذا هو ثاني اتصال لـ"ماكرون" مع "زيلينسكي" منذ مساء السبت.

وبحسب "الإليزيه"، فإنه من المقرر أن تشهد الساعات المقبلة محادثات مرتقبة بين الرئيسين الفرنسي والأمريكي "جو بايدن"، والمستشار الألماني "أولاف شولتز".

وفي السياق، أعلنت الخارجية الروسية أن الوزير "سيرجي لافروف" سيجري اتصالا هاتفيا مع نظيره الفرنسي "جان إيف لودريان"، فيما سيقوم الأول بزيارة للعاصمة الفرنسية باريس الأسبوع المقبل.

كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" أنه سيلتقي نظيره الروسي خلال أيام في أوروبا مالم تغزو روسيا أوكرانيا.

وقال "بلينكن"، الأحد، إن الرئيس "بايدن" مستعد للتحدث مع نظيره الروسي في "أي وقت وبأي شكل لمنع الحرب".

وأضاف "بلينكن"، في تصريحات لبرنامج "حالة الاتحاد" على شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن مخطط "كتاب قواعد اللعبة" الروسي لغزو أوكرانيا يمضي قدماً، رغم أنه لا تزال هناك فرصة للدبلوماسية لتجنب الحرب".

وتابع وزير الخارجية الأمريكي قائلاً إن "إدارة بايدن ستستمر في اتخاذ أي خطوات في وسعها لمحاولة إقناع موسكو بعدم غزو أوكرانيا".

وأردف: "نعتقد أن الرئيس بوتين اتخذ القرار، ولكن سننتهز كل فرصة وكل دقيقة إلى حين تحرك الدبابات والطائرات الروسية فعلياً لمنع ذلك".

من جهته، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي سيعقد، الأحد، اجتماعا لمجلس الأمن القومي لمناقشة الوضع في أوكرانيا، مشيرا إلى أنه اطلع على فحوى محادثات نائبته "كمالا هاريس" مع حلفاء الولايات المتحدة في مؤتمر ميونخ للأمن.

بدورها، أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنها ستعقد اجتماعا طارئا، الإثنين، لبحث الأزمة الأوكرانية.

التلويح بالعقوبات

وترافقت الجهود الدبلوماسية، مع استمرار سياسة التلويح بالعقوبات للضعط على روسيا، وذلك عملا بـ"سياسة العصا والجزرة"، إذا قال "بلينكن" في تصريحات صحفية، الأحد، إن "الولايات المتحدة وحلفاءها حزمة أعدوا حزمة عقوبات لفرضها على روسيا في حال غزت أوكراني".

وأضاف أن "ثمة مؤشرات مازالت تشي بأن روسيا قريبة من غزو أوكرانيا".

من جانبها، استمرت أوكرانيا في سياسة الضغط في هذا الاتجاه، وقالت إنه قد حان الوقت لفرض عقوبات على روسيا.

استمرار التصعيد الميداني

ميدانيا، استمرت الاتهامات المتبادلة بين الانفاصاليين وكييف في خرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع منذ 8 سنوات بخصوص نقاط التماس.

إذ أبلغ طرفا الصراع في المنطقة المتنازع عليها في شرق أوكرانيا عن انتهاكات جديدة لوقف إطلاق النار، الأحد.

من ناحية أخرى، نقلت قناة "سي إن إن" عن مسؤول أمريكي أن التقييم الاستخباري يشير إلى أن 75% من القوات التقليدية الروسية بوضعية هجومية ضد أوكرانيا.

كما ذكرت قناة "سي بي إس" أن الولايات المتحدة لديها معلومات استخبارية بأن القوات الروسية تلقت أوامر بالمضي في غزو أوكرانيا.

بالمقابل، قال السفير الروسي في واشنطن "لا يوجد غزو روسي لأوكرانيا، وقواتنا موجودة داخل أراضينا ولا تشكل تهديدا لأحد".

استمرار إجلاء الدبوماسيين والرعايا

وفي السياق، استمرت عمليات سحب والدبلوماسيين، إذ دعت إسرائيل مواطنيها إلى مغادرة أوكراني فورا، ونفس الأمر فعلته الهند، فيما قلصت السويد عدد موظفي سفارتها بكييف.

ومع تواصل العمليات الحربية في دونباس ودونيتسك، يتدفق المزيد من المدنيين عبر المعابر المتوفرة إلى روسيا، حيث أقيمت مخيمات مؤقتة لإيوائهم.

وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية، الأحد، وصول أكثر من 40 ألف لاجئ من إقليم دونباس إلى الأراضي الروسية منذ بدء عمليات الإجلاء.

كما أعلنت الوزارة عن خطط لإجلاء أكثر من خمسة آلاف مدني، وقالت إن ستة قطارات ستنقلهم إلى مقاطعات محاذية لأوكرانيا، بينما ستنقل الدفعات الجديدة من اللاجئين إلى نحو 30 إقليما روسيا مستعدا لاستقبالهم.

وتشهد العلاقات بين كييف وموسكو توترا متصاعدا منذ نحو 7 سنوات؛ بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".

ووفقا لمسؤولين أوكرانيين، حشدت موسكو مؤخرا أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية؛ ما أثار مخاوف من احتمالية أن روسيا تخطط لهجوم عسكري ضد جارتها.

ونفت روسيا استعدادها للغزو، واتهمت الدول الغربية بتقويض أمنها من خلال توسع الناتو نحو حدودها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أوكرانيا روسيا الحرب الروسية على أوكرانيا الغزو الروسي لأوكرانيا بوتين ماكرون بايدن