تحذيرات متصاعدة من موجة ركود تضخمي.. شبح أزمة الطاقة بالسبعينات يرعب العالم

الثلاثاء 8 مارس 2022 01:47 م

قالت "فايننشال تايمز"، الثلاثاء، إن ارتفاع أسعار النفط والغاز الناجم عن الصراع في أوكرانيا والتحركات الغربية لمعاقبة موسكو أدى إلى زيادة مخاطر تعرض الاقتصادات المستوردة للطاقة لأسوأ أزمة تضخم مصحوبة بركود منذ السبعينات.

فقد ارتفعت أسعار النفط الخام بعد أن قال وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكين" في نهاية الأسبوع إن واشنطن تجري "مناقشات نشطة للغاية" مع الحلفاء الأوروبيين بشأن حظر النفط الروسي.

بينما كان النواب الأمريكيون يناقشون، الإثنين، تشريعا يقضي بفرض حظر على النفط الروسي، كان المسؤولون الأوروبيون يضعون خططا لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي.

وحتى من دون فرض حظر على صادرات النفط من روسيا، ثاني أكبر منتج للخام، شكك العديد من الخبراء فيما إذا كان الاقتصاد العالمي، ولا سيما الاقتصاد الأوروبي، قويا بما يكفي للهروب من أزمة نفطية جديدة وركود.

وفي هذا الصدد، قال المستشار الاقتصادي لشركة "يوني كريدت"، "إريك نيلسن": "من المؤكد أن التعافي بعد كوفيد سيتأخر بشكل كبير مع وجود خطر واضح أننا قد نتجه إلى فترة من الركود، إن لم يكن حتى الركود مع التضخم".

ووفق "فايننشال تايمز"، فإن الحديث عن الركود التضخمي، الذي يعني مزيجا من النمو البطيء المقترن بالتضخم المرتفع، يثير ذكريات الصدمتين النفطيتين في سبعينات القرن الماضي، عندما ارتفعت الأسعار بعد أن فرضت الدول العربية حظرا نفطيا على الدول التي دعمت إسرائيل في حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، وفي عام 1979بعد الثورة الإيرانية.

وتكمن المعضلة الأبرز، وفق الصحيفة، في أن هدف الحكومات الغربية من العقوبات على روسيا هي تحمليها تكاليف اقتصادية تردعها عن الاستمرار في غزو أوكرانيا، لكن ارتفاع أسعار الطاقة يساعد موسكو بشكل غير مباشر على تحمل تلك العقوبات، ويهبط تأثيرها، وهو ما أكد عليه الزميل في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي "كولين هندريكس".

وكالة "بلومبرج" الاقتصادية كررت التحذير ذاته، قائلة في تقرير لها، الثلاثاء، إن العالم يواجه حاليا أخطر صدمة للطاقة منذ أزمة النفط في السبعينات، قبل 4 عقود.

وأضافت أن الأزمة ربما تكون أسوأ، ففي السبعينات كانت الأزمة تتمحور فقط حول النفط، أم اليوم فهي تطال النفط والغاز الطبيعي والكهرباء والفحم الحراري في وقت واحد.

في الصدد ذاته، حذر وزير الدولة للإسكان والمجتمعات البريطاني، "مايكل جوف"، من أن بلاده تواجه صدمة طاقة مماثلة لما حدث في السبعينات؛ عندما بلغ التضخم 23% وأسعار الفائدة 17%.

وسلط "مايكل جوف"، في تصريحات نقلها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اليوم، الضوء على "المقارنة التاريخية المباشرة" بين الأزمة الأوكرانية الحالية والمواجهة التي اندلعت بعد حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول في عام 1973.

وآنذاك، ارتفعت أسعار النفط بنحو أربعة أضعاف تقريبًا عندما فرضت الدول العربية المنتجة للنفط حظرًا احتجاجًا على دعم الغرب لإسرائيل.

وتحت وطأة الغزو الروسي لأوكرانيا، ارتفعت أسعار النفط نحو 40 ولارا للبرميل الواحد في نحو 10 أيام وذلك من 90 دولارا للبرميل قبل الغزو مباشرة إلى نحو 130 دولارا للبرميل حاليا.

وتخشى الأسواق العالمية من ارتفاعات جديدة، مع تحرك الكونجرس الأمريكي ومطالبته الرئيس "جو بايدن" بأن تشمل العقوبات قطاع النفط الروسي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أزمة الطاقة أوكرانيا روسيا الغزو الروسي لأوكرانيا النفط