كيف تستخدم إسرائيل كردستان العراق كنقطة انطلاق لمهاجمة إيران؟

الأربعاء 23 مارس 2022 02:44 ص

لا ينبغي لأحد أن يفاجأ بالكشف عن وجود قاعدة سرية لإسرائيل في أربيل. وقد ظهرت هذه الأنباء بعد أن أطلقت إيران صواريخ باليستية على القاعدة نهاية الأسبوع الماضي رداً على هجوم إسرائيلي على مصنع إيراني للطائرات بدون طيار في كرمانشاه.

وفي حين أن أنباء القاعدة الإسرائيلية في أربيل ربما فاجأت بعض المراقبين، فإنها في الواقع تأتي نتيجة علاقة طويلة الأمد بين إسرائيل وأكراد العراق. فبعد تأسيس إسرائيل في عام 1948، بدأ العديد من اليهود الأكراد في الهجرة إلى إسرائيل ووصل عددهم اليوم إلى نحو 300 ألف شخص.

وفي منتصف الستينات، أرسلت إسرائيل العميد "تسوري ساجي" إلى إيران لشن حملة ضد العراق الذي نفذ ضربات مميتة ضد القوات الإسرائيلية خلال حرب عام 1948. وتضمنت مهمته أيضًا تعزيز القتال من أجل منطقة مستقلة في كردستان العراق، حيث ساعد في بناء وتدريب الجيش الكردي.

مع استمرار الأكراد في القتال من أجل الاستقلال عن العراق، زودتهم إسرائيل بكميات كبيرة من الأسلحة. وقال "ساجي" ذات مرة إنه تعامل عن قرب مع الأكراد لدرجة أنه "أصبح كرديًا وطنيًا".

وبعد الثورة الإيرانية عام 1979، ازدادت الأهمية الاستراتيجية للأكراد بالنسبة لإسرائيل، حيث مثلوا قوة إقليمية معادلة يمكن أن تزعزع استقرار الحكم الجديد في طهران. 

وحافظ الموساد على شبكة من الجواسيس في المنطقة الكردية بالعراق، إلى جانب أذربيجان ومواقع أخرى على الحدود مع إيران. في عام 2005، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن القوات الخاصة الإسرائيلية كانت تدرب القوات الكردية على تقنيات "مكافحة الإرهاب".

وفي عام 2004، كتب "سيمور هيرش" تقريراً عن مثل هذه العمليات في "نيويوركر" جاء فيه: "يعمل عملاء المخابرات والجيش الإسرائيليون الآن بهدوء في كردستان، ويقدمون التدريب لوحدات الكوماندوز الكردية، والأهم من وجهة نظر إسرائيل، أنهم يديرون عمليات سرية داخل المناطق الكردية في إيران و سوريا". وبحسب ما نقله عن أحد مسؤولي "سي آي إيه" في المقال، فإن "الوجود الإسرائيلي كان معروفاً على نطاق واسع في مجتمع الاستخبارات الأمريكية".

وفي الوقت نفسه، يُزعم أن مهمات استخباراتية وهجمات على أهداف إيرانية قد تم التخطيط لها وتنفيذها من القواعد الإسرائيلية، مثل تلك الموجودة في أربيل. وقد أخبر جنرال إيراني مؤخرًا إحدى وسائل الإعلام اليمنية أن هناك قاعدتين أخريين على الأقل في العراق.

وتذكرنا الأخبار عن القاعدة الإسرائيلية في العراق بعلاقة إسرائيل الوثيقة مع الرئيس الأذربيجاني "إلهام علييف" لدرجة سمحت لإسرائيل بالوصول إلى القواعد الجوية الأذربيجانية على الحدود الشمالية لإيران. وكانت هناك تقارير تفيد بأن طائرات "إف-35" الإسرائيلية تتمركز الآن هناك. كما زودت إسرائيل أذربيجان بطائرات بدون طيار خلال حرب عام 2020 مع أرمينيا.

وبالرغم من العلنية التي اتسمت بها عملية أربيل وكرمانشاه، فإن مثل هذه الهجمات ليس لها تأثير مستدام. وبالرغم أن الهجمات قد تعرقل قدرات الطائرات بدون طيار الإيرانية. لكن إيران لديها بالتأكيد قواعد أخرى للطائرات بدون طيار كما أنها تحتفظ أيضًا بالمعرفة لتجديد المخزون المدمر. وبالنظر إلى التخريب الإسرائيلي المتكرر للمنشآت النووية الإيرانية، فقد قام المهندسون الإيرانيون بالتأكيد بإصلاحها من جديد.

إذا كان الهجوم الإسرائيلي بمثابة تحذير، فمن المؤكد أن إيران لن تستمع له، وستواصل مساعيها لاختراق دفاعات إسرائيل، سواء بطائرات بدون طيار أو بوسائل أخرى. وقد يؤدي الهجوم الأخير إلى تصعيد الأعمال العدائية بشكل أكبر، ما قد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق.

وفي الواقع، قد يؤدي سوء التقدير من أي من الجانبين إلى دخول إسرائيل وإيران في صراع مباشر لا يمكن التحكم فيه.

المصدر | ريتشارد سيلفرشتاين | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الكردية الإسرائيلية العلاقات الإيرانية الإسرائيلية الموساد إربيل كردستان العراق

وزير الاستخبارات الإيراني يحتفي بهجوم أربيل: مؤشر على قوة طهران

قراصنة إيرانيون يخترقون حاسوب رئيس الموساد.. وإسرائيل تعلق