لقاء السيسي وبينيت وبن زايد.. هل هو استعداد لمرحلة إقليمية جديدة؟

الخميس 24 مارس 2022 07:52 م

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" يخطط للقمة الثلاثية التي عقدت قبل يومين مع الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" وولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" منذ زيارته إلى الإمارات في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وفاجأ "بينيت" الجمهور الإسرائيلي في 5 مارس/آذار عندما ظهر في موسكو في محاولة للتوسط بين الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ونظيره الأوكراني "فولوديمير زيلنسكي". وبالمثل، جاء "بينيت" إلى شرم الشيخ المصرية بشكل مفاجئ للقاء "السيسي" و"بن زايد"، لمناقشة الوساطة مجددًا من بين مواضيع أخرى.

ووصل "بينيت" إلى شبه جزيرة سيناء قبل ذلك بيوم لعقد اجتماعات ثنائية قبل الاجتماع الثلاثي. ووفقا لمكتب الرئيس المصري، فقد ناقش الزعماء الثلاثة "التطورات العالمية" - في إشارة واضحة إلى الحرب في أوكرانيا - وآثارها على الطاقة واستقرار السوق والأمن الغذائي وكذلك العديد من القضايا الإقليمية والدولية الأخرى.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن القادة ناقشوا تعزيز العلاقات وقضايا تتعلق بالتعاون لتحقيق النمو والاستقرار في المنطقة. وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي لهيئة البث الإسرائيلية "كان" إنه بالإضافة إلى الاتفاق النووي الإيراني، تحدث "بينيت" أيضا عن الوضع في أوكرانيا وجهوده للتوسط بين الطرفين.

الإجماع على التهديد الإيراني

سيطرت 3 مواضيع على أجندة الاجتماع هي: التهديد الإيراني بشكل واسع، والاتفاق النووي الذي يمكن توقيعه في فيينا في أي يوم، وغضب العواصم السنية من الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بسبب ما دعاه مصدر دبلوماسي إقليمي "التخلي عن جميع الأصول الأمريكية" في المنطقة.

وفي حين أن السعودية لم تكن حاضرة في شرم الشيخ، فقد تم تمثيل آرائها جيدا، حيث رددت إسرائيل آراء مشابهة لغضبهم وخوفهم بشأن الاتفاقية الوشيكة مع إيران.

وفي مساء يوم القمة الثلاثية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نيد برايس" إنه بالرغم من التقدم الأخير في المحادثات بين إيران والقوى العالمية "فإن الاتفاق ليس وشيكًا ولا مؤكدًا ونحن نستعد لكافة السيناريوهات بما في ذلك عدم التوصل لاتفاق"، ويتناقض ذلك مع تقييمات المخابرات الإسرائيلية بأن الاتفاقية الجديدة مع إيران أمر مفروغ منه.

وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي كبير لموقع "مونيتور" الأسبوع الماضي، شريطة عدم الكشف عن هويته إن هناك "إصرارا لدى الجانب الأمريكي للتوقيع على الاتفاقية بأي ثمن"، وهو الأمر الذي يثير مخاوف لدى بعض دول المنطقة المحبطة من قيام حليفها الأمريكي بفك نفسه عن أصوله الإقليمية.

تحالف على غرار الناتو

يحاول "بينيت" إنشاء تحالف إقليمي على غرار الناتو كقوة موازنة ليس فقط للبرنامج النووي الإيراني ولكن أيضا للاضطرابات التي تثيرها في المنطقة خاصة مع استخدامها المتزايد للطائرات المسيرة.

وكشفت إسرائيل هذا الأسبوع أن الطائرتين الإيرانيتين اللتين أسقطتهما طائرات مقاتلة أمريكية في العراق الشهر الماضي كان من المقرر أن تنفجرا في الأراضي الإسرائيلية.

وبعد ذلك بيوم واحد، نُسب لإسرائيل تفجير مئات الطائرات المسيرة الإيرانية في قاعدة طائرات سرية بالقرب من مدينة كرمانشاه. وفي حين أن إسرائيل لم تعترف بمسؤوليتها عن الهجوم، يبدو أن السبب في هذا الهجوم هو تجاوز إيران لخط أحمر رئيسي في اللعبة الإقليمية الحالية.

تحول في سياسة إسرائيل

تعكس هذه التطورات تغييرا كبيرا في سياسة إسرائيل تجاه إيران، حيث تحول "بينيت" إلى نقل موقف إسرائيل من الدفاع إلى الهجوم واستهداف المرافق في إيران. وفي الوقت نفسه، يقوم "بينيت" بحشد عسكري ضخم ويعزز التحالف الإقليمي الذي يساهم في دعم الأصول الإسرائيلية بما في ذلك لدفاعات الجوية وأنظمة الاعتراض والأسلحة الهجومية المختلفة، وبالطبع الاستخبارات.

ويشمل ذلك أيضًا أنظمة رادار متطورة على أراض الدول العربية السنية لتحسين ردع حلفاء إسرائيل ضد هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة.

وأثارت التقارير الأخيرة بشأن اعتزام الولايات المتحدة إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية (كجزء من الاتفاقية) غضبًا هائلًا في العديد من عواصم الشرق الأوسط، خاصة في السعودية والإمارات. وفي 19 مارس/آذار، أصدر "بينيت" ووزير الخارجية الإسرائيلي "يائير لابيد" بيانا مشتركا شديد اللهجة، للاحتجاج على هذه الخطوة.

وبعد عدة ساعات، أصدر وزير الدفاع "بيني جانتس" بيانا متناقضا إلى حد ما، يتعلق بمحادثة هاتفية مع وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" شكره فيها على المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، حيث تمت تعزيز المساعدات هذا العام لتعويض صواريخ القبة الحديدية التي تم استخدامها في حرب مايو/أيار 2021 مع غزة.

ويعكس ذلك محاولة الحكومة الإسرائيلية اللعب على الجانبين حيث يعترض "بينيت" و"لابيد" بشدة على السياسة الأمريكية فيما يركز "جانتس" على العلاقات الأمنية والدفاعية الحيوية مع الولايات المتحدة.

وفي الوقت نفسه، يحاول "بينيت" تخفيف بعض الغضب السعودي والإماراتي تجاه واشنطن. ففي ظل شغفه بدور الوسيط الدولي، دأب  "بينيت" على نقل الرسائل بين واشنطن ومحاوريه في المنطقة.

ويمكن القول أن إسرائيل تعتبر الوصول لاتفاق نووي مع إيران أمرا أكيدا، والسؤال هو مقدار المخاطر التي تستطيع إسرائيل تحملها الآن خلال الحرب المستمرة ضد إيران.

المصدر | بين كاسبيت/ المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الإمارات مصر الاتفاقية النووية بينيت السيسي بن زايد إيران تحالف إقليمي المفاوضات النووية الحرس الثوري الاتفاق النووي

زيارة مفاجئة.. السيسي يلتقي بينيت في القاهرة وبن زايد في شرم الشيخ

للمرة الثانية خلال 6 أشهر.. بينيت يعتزم زيارة مصر ولقاء السيسي

إيران: لقاء السيسي وبن زايد مع بينيت خيانة للقدس

ثاني زيارة وثالث اجتماع.. رئيس وزراء إسرائيل يزور الإمارات للقاء بن زايد