جدد الرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون"، دعمه الكامل لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، لإجراء الانتخابات التشريعية في ليبيا.

جاء ذلك خلال استقباله، الإثنين، في الجزائر، رئيس حكومة الوحدة الوطنية "عبدالحميد الدبيبة"، والوفد المرافق.

وأظهرت صور نشرها حساب الرئاسة الجزائرية الرسمي على "فيسبوك"، استقبال "تبون" لـ"الدبيبة"، وإجرائهما مباحثات، دون مزيد من التفاصيل حول فحواها.

ولم يشر المصدر إلى مدة زيارة "الدبيبة" للبلاد.

ووفقاً لمنصة "حكومتنا" التابعة للحكومة الليبية، عقد "تبون" و"الدبيبة" لقاءً ثنائياً، عقبه آخر موسّع حضره أيضاً الوفد الليبي.

وخُصص اللقاء لمناقشة الوضع السياسي القائم، وكذلك التعاون الاقتصادي بين البلدين.

ووفق المصدر ذاته، فقد تسلم "تبون" من "الدبيبة" الإطار العام لخطة عودة الأمانة للشعب الهادفة لإجراء الانتخابات.

وتتضمن الخطة الإجراءات التي قامت بها الحكومة لتنفيذ الانتخابات، وكذلك الرؤية العامة بهذا الشأن التي تتطلب دعماً إقليمياً ودولياً لتنفيذها، بحسب ما أوردت المنصة.

وأعرب الرئيس الجزائري عن تقديره لهذه الإجراءات، مؤكداً دعمه لهذه الخطوات والتنسيق الدولي بشأنها، والتحضير لعقد مؤتمر دولي تستضيفه الجزائر دعماً لإجراء الانتخابات في ليبيا.

وأكد "تبون" في كلمته، دعمه لحكومة الوحدة الوطنية، وإجراء الانتخابات التشريعية في ليبيا، التي اعتبرها الحل الحقيقي لأزمة البلاد.

من جهته، أكد "الدبيبة" استعداد الحكومة لإجراء الانتخابات، وقال: "الانتخابات تعتبر هدفنا الأساسي في هذه المرحلة، والشعب الليبي لم يعد راغباً بالمراحل الانتقالية التي يجري صناعتها بالتزوير من أجل إطالة الأزمة الليبية".

وبدأ "الدبيبة"، وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة، من بينهم قادة أمنيون، زيارة إلى العاصمة الجزائرية، الإثنين، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء، ووزيري الداخلية، والاتصال بالحكومة الجزائرية.

وتمثل الزيارة خروجا نادرا لـ"الدبيبة" من طرابلس، منذ أن عيّن البرلمان في شرق ليبيا "فتحي باشاغا" رئيسا للوزراء، وهي خطوة رفضها الأول وسط مواجهة مسلحة بين الفصائل المتناحرة للسيطرة على الحكومة.

وتأتي هذه الزيارة في إطار التشاور في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب تطوير علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين.

وفي 7 أبريل/نيسان الجاري، استقبل "تبون" وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة "نجلاء المنقوش"، لبحث تطورات الملف الليبي.

وحينها، قالت "المنقوش"، إن "تبون" أعرب لها "عن دعم الجزائر اللامشروط لحكومة الوحدة الوطنية؛ لسعيها الدؤوب لإقامة انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت ممكن".

وتأتي زيارة "الدبيبة" إلى الجزائر، في ظل أزمة مؤسسات تعيش على وقعها ليبيا، حيث يتواصل السجال السياسي مع "باشاغا"، حول أحقية وشرعية كل منهما بصلاحيات السلطة التنفيذية في البلاد.

وتسود طرابلس، منذ مطلع هذا الأسبوع، أجواء من التوتر والتحشيدات العسكرية دفعت قادة كتائب أمنية وعسكرية لإصدار بيانات تطالب بعدم عسكرة الصراع بين الحكومتين وإبقائه ضمن الإطار السياسي.

وتلقى الحكومة الجديدة دعماً من برلمان شرق ليبيا الذي منحها الثقة ضمن خارطة طريق أقرها في فبراير/شباط، وعدّل بموجبها الإعلان الدستوري، وتقضي، إضافة لتغيير الحكومة، بتعديل مواد خلافية في مشروع الدستور وطرحه للاستفتاء ثم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

في ناحية أخرى، يُفضّل المجلس الأعلى للدولة بقاء حكومة الوحدة الوطنية الحالية لحين التفاهم مع مجلس النواب على سيناريو الانتخابات.

وفي هذا الجانب، يتماهى المجلس مع مبادرة أممية تتجه نحو إقرار قاعدة دستورية تُجرى على أساسها الانتخابات، وتحويل أمر الدستور للبرلمان المقبل.