مصدر دبلوماسي: العلاقات الجزائرية المصرية على المحك بسبب الملف الليبي

الاثنين 25 أبريل 2022 03:38 م

كشف مصدر دبلوماسي مصري بأن العلاقات المصرية-الجزائرية أصبحت على "المحك" بسبب اختلاف وجهات النظر الحادة المتعلقة بالملف الليبي في الفترة الأخيرة.

وقال المصدر، إن استقبال الرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون" لرئيس الوزراء الليبي "عبدالحميد الدبيبة" مثّل صدمة للمسؤولين في مصر، خصوصاً أن الزيارة كانت بهدف الحصول على الدعم، ولم تكن في إطار مسعى من جانب الجزائر لإقناعه بتسليم مهامه للحكومة المكلفة برئاسة "فتحي باشاغا".

وبحسب المصدر، فإن "الدبيبة لجأ إلى الجزائر أخيراً للاستقواء بموقفها الرافض لمد المرحلة الانتقالية، وإجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن"، حيث زار الجزائر، الثلاثاء الماضي، وأجرى هناك محادثات مع الرئيس "تبون"، وسط مساعٍ لحل أزمة الحكومتين في ليبيا.

وأكد المصدر الدبلوماسي لموقع "العربي الجديد"، أن التوتر في العلاقات المصرية الجزائرية وصل إلى ذروته، خصوصاً نهاية فبراير/ شباط الماضي، بعدما قررت الجزائر تشكيل الـ"جي 4" الأفريقية مع كل من نيجيريا، وإثيوبيا، وجنوب أفريقيا، في إطار تحالف جديد للتشاور والتنسيق حول قضايا القارة الأفريقية مستقبلاً".

وأوضح المصدر نفسه أن القيادة السياسية المصرية "رأت في تلك الخطوة استهدافاً مباشراً لها، خصوصاً في ظل ضم إثيوبيا للتحالف من جهة. ومن جهة أخرى أنه لم تتم مخاطبة مصر من جانب الجزائر للانضمام، على الرغم من عودة العلاقات أخيراً وانعقاد اللجنة المشتركة".

صراع مصري-جزائري على الأرض الليبية

وشدد الدبلوماسي على أن الأمر "تحول لصراع مصري جزائري على الأراضي الليبية، عبر دعم كل طرف لحكومة من حكومتي الصراع"، لافتاً، في الوقت ذاته، إلى أن "الأزمة الحقيقية بالنسبة للقاهرة هي تطابق الموقف الجزائري مع موقف البعثة الأممية الذي يحظى بدعم دولي أوسع".

وكان الرئيس الجزائري قد ألمح إلى خلافات مع مصر حول الملف الليبي. وقال في حوار بثه التليفزيون الرسمي، مساء السبت، إن "الحكومة الليبية التي تحظى بالشرعية الدولية هي حكومة الدبيبة".

وأشار إلى أن الجزائر ملتزمة ومتمسكة في إطار الشرعية الدولية بدعم الحكومة المعترف بها دولياً، مؤكدا رفضه للخطوة الانفرادية التي دفعت بها مصر تحديداً، بشأن تعيين حكومة "باشاغا".

كما كشف "تبون" عن تباين في المواقف أخيراً مع بعض الدول، دون أن يسميها، في إشارة إلى مصر، حول خيارات الحل السياسي في ليبيا.

وقال: "الموقف الجزائري هذه الأيام بشأن الأزمة الليبية يكاد يكون مخالفاً لمواقف بعض الدول. كنا نسير في موقف واحد، لكن تم تعيين حكومة أخرى تقررت من قبل مجلس النواب".

وتؤكد تصريحات دبلوماسيين في وزارة الخارجية الجزائرية أن هناك تباعداً فعلياً في المواقف بين الجزائر ومصر، وأن هناك تحفظاً جزائرياً واضحاً، وإن كان غير معلن على ما تقوم به القاهرة في ليبيا من دون التشاور مع دول الجوار المعنية بالأزمة الليبية.

ويجري "الدبيبة"، الثلاثاء المقبل، زيارة رسمية إلى تونس تستمر أسبوعاً، يرافقه فيها وفد وزاري وأمني يضم وزراء الداخلية والمالية والاقتصاد والثروة البحرية، ورؤساء الأركان والمخابرات العامة، والأمن، وآمر قوة مكافحة الإرهاب، بالإضافة لبعض وزراء الدولة والمستشارين.

وعلّق مصدر مصري على تحركات "الدبيبة" الأخيرة، بالقول إنها "تربك الترتيبات المصرية، وتفرض على المسؤولين في القاهرة ضرورة عدم إغلاق الباب تماماً معه، ومع داعميه من دول الجوار، والقوى الإقليمية، والدولية الأخرى".

وتتصاعد مخاوف في ليبيا من الانزلاق مجددا إلى حرب أهلية؛ حيث يرفض "الدبيبة" تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي وفق برلمان جديد منتخب، وذلك تنفيذا لمخرجات الملتقى السياسي.

وتبذل الأمم المتحدة جهودا لتحقيق توافق بين الليبيين على قاعدة دستورية لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية يأمل الليبيون أن تساهم في إنهاء نزاع مسلح عانى منه بلدهم لسنوات.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ليبيا مصر الجزائر تبون

هل ساعد التنسيق الجزائري المصري في تطورات ليبيا الأخيرة؟

الدبيبة لساويرس: أخطأت العنوان.. ليبيا بلد التاريخ وليست مهرجانا للتعري

الجزائر ومصر توقعان 12 اتفاقية اقتصادية

مصر تقر تسهيلات للجزائريين الراغبين في زيارتها