قائد الجيش الجزائري: عقديتنا دفاعية وليست لدينا نوايا توسعية

الجمعة 22 أبريل 2022 04:02 م

أكد قائد أركان الجيش الجزائري الفريق "السعيد شنقريحة"، عدم وجود "نوايا توسعية" لبلاده خارج حدودها، وشدد على أن عقيدة الجيش "دفاعية وليست هجومية"، قبل أن يحذر من تصاعد خطاب الكراهية بعد حادثة مشدالة.

جاء ذلك ضمن تصريحات جديدة لـ"شنقريحة"، الخميس، خلال زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة القوات البرية بالعاصمة.

وقال في كلمة توجيهية بُثت إلى كافة وحدات هذه القيادة عن طريق تقنية الاتصال المرئي عن بعد، إن "الجيش الوطني الشعبي يتجه نحو تنفيذ برنامج واسع لعصرنة وتجديد قدرات المعركة لديه بغية التواجد في أحسن ظروف الكفاءة والجاهزية العملياتية التي من شأنها رفع تحديات الدفاع الوطني وأداء مهامه على الوجه الأمثل".

وأكد عزم الجيش الجزائري على "تجسيد البرنامج على أرض الواقع والذي ينبثق من قناعة راسخة أن الجزائر أكبر من مجرد رقعة جغرافية وإنما هي وجود حضاري ضاربة جذورها في أعماق التاريخ وبلد يعرف حدوده الترابية بدقة ولا يتطلع أبدا إلى التوسع وراءها لأن عقيدته دفاعية بالأساس".

وأضاف: "الجزائر ستعرف في حال تطلب الأمر كيف ترد بقوة على كل من تسول له نفسه المساس بحرمة حدودها ووحدتها الترابية والشعبية وسيادتها الوطنية، وستواصل بخطى ثابتة مسارها المظفر ومشروعها الأصيل وهـو أن تكون كما تريد هي بنفسها، لا كما يراد لها أن تكون".

وفي شأن آخر، حذر "شنقريحة"، الأربعاء، من مغبة ما أسماه "الانسياق الأعمى" وراء الإثارة والتهويل الإعلامي على مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي الذي يصاحب بعض الأحداث المعزولة وما قد ينجر عنها من جدل عقيم ومزايدات من شأنها تهييج الرأي العام الوطني وتأجيج النعرات بين مكونات المجتمع الواحد.

واعتبر "شنقريحة"، ذلك بالأمر الخطير الذي يهدد السلم الاجتماعي والنظام العام، مؤكدا أنه يندرج دون أدنى شك في سياق المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر وهو ما يتطلب تضافر جهود الجميع.

وكان الجنرال الجزائري، يتحدث عن حادثة بلدية مشدالة في منطقة القبائل (شرقي البلاد)، والتي وقعت ليل السبت/الأحد الماضيين على خلفية حفل غنائي أقيم في شهر رمضان (بدأ مطلع أبريل/نيسان)، وما تبعها من جدل سياسي وشعبي، إلى بروز مخاوف رسمية ومدنية في البلاد، من إثارة جديدة للنعرات العرقية والمشكلات الإثنية، في تهديد جدّي للسلم المدني، وعودة خطاب الكراهية بين المكونات المناطقية، خصوصاً بشأن منطقة القبائل ذات الأغلبية من الأمازيغ.

ويأتي ذلك خصوصاً مع تزامن الحادثة الأخيرة في مشدالة مع ذكرى "الربيع الأمازيغي" الذي شهدته المنطقة في أبريل/نيسان 1980.

وأكد "شنقريحة"، بأنه ينبغي على الجميع، من أعوان الدولة وأعضاء المجتمع المدني والأعيان وقادة الرأي والنخب والأئمة ورجال الدين، استنهاض الهمم وتوعية الشباب والعمل بتضامن وتكاتف على وأد هذه المؤامرات.

وإزاء كل ذلك، حث رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أبناء الجزائر على "التحلي بالمزيد من الوعي واليقظة والتبصر وأن يحرصوا على الابتعاد عن كافة أشكال ومظاهر التهويل والإثارة وتحكيم العقل ونبذ التصرفات غير المسؤولة التي لا تخدم سوى مصالح أعداء الشعوب.

وبغض النظر عن كون خطاب قائد الجيش يتناول قضية ذات بعد سياسي ليست من صميم صلاحيات الجيش، ويفترض أن تتكفل بها الجهات السياسية والهيئات المعنية، فإن عدداً من المراقبين يعتقد أن تركيز قائد الجيش على مسألة السلم الأهلي والمدني والتحذير من خطاب الكراهية، ينطوي على محاولة استباقية لمنع معضلات داخلية في ظرف تواجه فيه البلاد تحديات حسّاسة اقتصادياً واجتماعياً وإقليمياً.

إضافة إلى أن مكان إطلاق قائد الجيش لمثل هذه التصريحات، مقر الدرك الوطني، كجهاز أمني، هو أيضاً إشارة للأجهزة الأمنية بملاحقة كل من يتورطون في إثارة النعرات العرقية والمناطقية وتوظيفها السياسي والأمني.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الجيش الجزائري الجزائر السعيد شنقريحة عقيدة دفاعية حادثة مشدالة

الجزائر.. صدمة شعبية وارتباك بالجيش بعد تسريبات الضابط بونويرة

موقع عسكري: الجيش الجزائري عزز قدراته بمنظومة صينية للحرب الإلكترونية

الجيش الجزائري: الحرائق الأخيرة عينة من مؤامرة شاملة ضد البلاد  

الجزائر.. الجيش ينظم عرضا عسكريا غير مسبوق في ذكرى الاستقلال (فيديو وصور)

سباق تسلح.. المغرب يقتني مركبات عسكرية من فرنسا والجزائر تشتري مسيرات صينية