انطلقت، اليوم الخميس، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، أعمال اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية؛ لبحث «التدخل العسكري» التركي في شمال العراق.
وأفادت وكالة الأنباء المصرية الرسمية (أ ش أ) أن الاجتماع ينعقد برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، «أنور قرقاش»، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية.
وكان العراق طلب رسميا عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية؛ لبحث التحرك العربي إزاء دخول قوة عسكرية تركية إلى عمق أراضيه، وتحديدا قرب مدينة الموصل، شمال، وأيد الطلب العراقي عدد من الدول العربية.
وأفادت مصادر دبلوماسية عربية بالقاهرة بأن دولة الإمارات طلبت إدراج بند على الاجتماع بشأن التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية.
كما ستطرح قطر مشروع بيان أمام الاجتماع تطالب فيه العراق ببذل جهود من أجل الإفراج عن مواطنيها المختطفين داخل الأراضي العراقية.
وكان مسلحون مجهولون خطفوا 26 قطريا، الأسبوع الماضي، من مخيم للصيد أقاموه بمنطقة صحراوية في العراق قرب الحدود السعودية، وتمكن تسعة أشخاص كانوا ضمن المجموعة المخطوفة من الهرب، وعبروا الحدود إلى الكويت.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، نشرت تركيا نحو 150 جنديا في منطقة بعشيقة قرب الموصل، معلنة أن الهدف هو تدريب مقاتلي البيشمركة (جيش إقليم كردستان العراق) على التصدي لمسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» وليس لأغراض قتالية.
وتقول الحكومة العراقية إن وجودهم ليس محل ترحيب، ويجب أن ينسحبوا، رغم صدور تصريحات عن أنقرة ورئيس إقليم كردستان العراق، «مسعود البرزاني»، تؤكد أن تواجد القوات التركية في العراق كان بطلب من رئيس الوزراء العراقي، «حيدر العبادي».
وسحبت تركيا بعض الجنود الأسبوع الماضي ونقلتهم إلى قاعدة أخرى داخل إقليم كردستان العراق، لكن بغداد تطالب بانسحابهم تماما.
وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بتاريخ 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، اشتكى وزير الخارجية العراقي، «إبراهيم الجعفري»، من أن تركيا انتهكت سيادة ووحدة وسلامة أراضي بلاده.
وطالب «الجعفري» مجلس الأمن بإصدار أوامر لتركيا بسحب قواتها على الفور، والتأكد بكل الوسائل المتاحة من انسحاب تلك القوات على الفور ودون شروط إلى حدود البلدين المعترف بها دوليا.
كما دعا المجلس إلى أن يطالب تركيا بعدم تكرار مثل هذا «الانتهاك» مرة أخرى؛ كونه يضر بالعلاقات الدولية ويعرض الامن الاقليمي والدولي لخطر جسيم.
ويقول مراقبون إن قيام تركيا، التي تملك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بنشر جنود لها في شمال العراق؛ محاولة لتأكيد نفوذها في وجه التدخل الروسي والإيراني المتزايد في العراق وسوريا.
