تضامن واسع شهدته مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، مع المسلح الذي هاجم أحد البنوك واحتجز رهائن لعدة ساعات، طالبا استرداد أمواله المودعة في البنك.
وعلى الرغم من أن العمل المسلح واحتجاز رهائن فعل "مدان عادة"، لكن ما حدث في العاصمة بيروت، الخميس، كان له رد فعل عكسي.
وتضامن اللبنانيون مع "المسلح"، قائلين إنه فعل محق بعد سرقة المصرف لأمواله.
الخطوة التي قام بها "بسام الشيخ حسين" (42 عاما)، لم تكن محل إدانة من اللبنانيين الذي يعانون من أزمة مالية خانقة مستمرة منذ أواخر العام 2019، عندما تداعى الاقتصاد تحت وطأة الدين العام، وتم تجميد أرصدة المودعين بالعملة الصعبة، إلى حد بعيد منذ ذلك الحين.
وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامنية واسعة ووسما بعنوان "باسم الشيخ حسين" تصدر موقع "تويتر" في لبنان، فيما نزل آخرون إلى محيط المصرف لتأكيد دعمهم لـ"المواطن صاحب الحق"، ورفضا لتوقيفه من قبل الأجهزة الأمنية.
إلى كل مودع ولبناني حر وبعد كذب وخداع وسفالة عدد من ضباط #شعبة_المعلومات واستخدام الخديعة لإبقاء #باسم_الشيخ_حسين موقوفاً رغم الوعود الصريحة التي قطعت:
— متحدون United For Lebanon (@UnitedForLeb) August 12, 2022
التجمع أمام مبنى المديرية العامة لـ #قوى_الأمن_الداخلي اليوم الساعة العاشرة صباحا#ثورة_المودعين#ايدك_معنا #ايد_وحدة #كفانا_ذل
اللي اقتحم البنك اليوم بالحمرا، أثبت إنو بيفهم، ولو مأخّر،
— Charbel Khalil (@khalil_charbel) August 11, 2022
بدال ما ينهبل ويقعد يسبّ العهد، عرف مين سرقلو مصرياتو وراح مباشرة ع الحرامية..
لو كم واحد عملو متلو من الأول ما كانوا لصوص المصارف تمادوا بزعرناتن هلقد.
ما بتنحل الا هيك.. لو الكل بيعمل متل هالبطل #باسم_الشيخ_حسين ما كان الزعما وصغيرهم #رياض_سلامة ومافيات المصارف عم يستمتعوا بسرقة اموال الناس ولا زالوا pic.twitter.com/3xVTdE0GQL
— fadi jouni (@fady_jouni) August 11, 2022
اليوم كل الشعب اللبناني تضامن مع #بسام وسموه بطل لأن نزل يجيب مصرياتو وحقو بإيدو ( وانا مع )
— Anthony F. (@AnthonyFlouty) August 11, 2022
بس نص هيدا الشعب تنمّر وشتم #غاده_عون بس نزلت تجبلنا حقنا بالقانون
شفتو كيف انتمائكن السياسي صار اهم من مصالحكن ومصرياتكن وتعبكن ؟
أصحاب المصارف وكبيرهم رياض سلامة والسلطة الحامية سارقين أموال الناس ورافضين القضاء يحاسبهم وبيعلنوا الاضراب ورافضين يردوا الودائع بالقانون ،
— edmondsassine ادمون ساسين (@edmondsassine) August 11, 2022
وبدن يلعبوا دور المظلوم لما #باسم_الشيخ_حسين اللي سارقينو ب ٢٠٠ الف دولار وبيو بالمستشفى بيهدد تيجيب حقو.
انتو سارقين وهيدا حق كل مودع.
لمّا الدولة ما تقدر تعطي المواطن حقُّه، بيصير المواطن هو الدولة. #باسم_الشيخ_حسين pic.twitter.com/7cRpRC511z
— Nasser Fakih (@fakihn) August 11, 2022
يشار إلى أن عملية احتجاز الرهائن، لم يكن مخطط لها مسبقا، فالمواطن "بسام الشيخ حسين" (42 عاما) دخل إلى مصرف "فيدرال بنك" في شارع الحمرا في العاصمة بيروت، للحصول على أمواله التي يحتاجها لدفع فاتورة المستشفى التي يوجد فيها والده.
وقيل لاحقا إن "الشيخ حسين" لم يكن مسلحا عندما دخل المصرف، وإنه حصل على السلاح من غرفة مدير المصرف أو نائبه.
وبعد ساعات طويلة من المفاوضات، انتهت العملية بعد الاتفاق على إعطائه مبلغ وقدره 30 ألف دولار، من أصل وديعته البالغة قيمتها 209 آلاف دولار أمريكي.
ويشهد لبنان الغارق في أزمة اقتصادية خانقة منذ خريف 2019 صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، حوادث مماثلة مع فرض المصارف قيوداً مشددة على سحب الودائع خصوصاً بالدولار.
وجعل ذلك المودعين عاجزين عن التصرّف بأموالهم خصوصاً بالدولار، بينما فقدت الودائع بالعملة المحلية قيمتها مع تراجع الليرة أكثر من 90% أمام الدولار.
وشهدت قاعات الانتظار في المصارف خلال العامين الماضيين، إشكالات متكررة بين مواطنين غاضبين راغبين بالحصول على ودائعهم وموظفين ملتزمين بتعليمات إداراتهم.
وفي ظل انقسام سياسي يحول دون اتخاذ خطوات بناءة لوقف الانهيار الذي لم توفّر تداعياته أي قطاع أو شريحة اجتماعية، يصدر مصرف لبنان بين الحين والآخر تعاميم لامتصاص نقمة المودعين، تسمح لهم بسحب جزء من ودائعهم بالدولار ضمن سقف معين.