فايننشال تايمز: تهديد السعودية بخفض أوبك لإنتاج النفط رسالة لبايدن وإيران

السبت 27 أغسطس 2022 08:05 ص

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن تحذير السعودية الأخير من إمكانية قيادة تحالف "أوبك" لخفض إنتاج النفط مجددا رسالة في الأساس للإدارة الأمريكية برئاسة "جو بايدن"، والتي تتحضر للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وهي رسالة تعكس قلق الرياض من عودة نفط طهران للتدفق في العالم، علاوة على شعور السعوديين بمحاولة "بايدن" تجاوز مخاوفهم الأمنية حيال النفوذ الإيراني بالمنطقة.

ومارس "بايدن" ضغوطا على السعودية لكي تزيد من معدلات إنتاج النفط، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ووصلت الجهود الأمريكية ذروتها بزيارته إلى مدينة جدة في يوليو/تموز الماضي، التي أمل أن يعيد من خلالها إعادة ضبط العلاقة مع ولي العهد السعودي، "محمد بن سلمان".

وبعد أقل من شهر، أصبحت السعودية قلقة من عودة النفط الإيراني واحتمال انخفاض سعره العالمي إلى جانب قلقها على أمنها، وسط منظور إحياء خطة العمل المشترك الشاملة، أو الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015.

وقالت "هيلما كروفت"، المحللة السابقة في "سي آي إيه" والمتخصصة في "أوبك" في "أر بي سي كابيتال ماركتس"؛ إنه كان من العدل القول، بداية العام الحالي؛ إن السعودية واللاعبين الآخرين في المنطقة، كانوا وبشكل منطقي واثقين من عدم الاتفاق على صفقة في المستقبل القريب"، و"الآن ومع إحياء المفاوضات، أعتقد أنهم يركزون على سوق النفط والتداعيات الأمنية الأوسع للصفقة التي وصلت إلى المرحلة النهائية من الاكتمال".

وطالما عارضت السعودية التقارب الأمريكي مع إيران، وفي عام 2017 وضعت ثقلها خلف الرئيس "دونالد ترامب"، الذي مزق أهم إنجاز في السياسة الخارجية لـ"باراك أوباما".

واعتبرت الصحيفة أن إيران مستعدة بتذكير الولايات المتحدة والسعودية أيضا بثقلها في سوق النفط العالمية، وتعني اتفاقية جديدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، إعادة حوالي 1.3 مليون برميل في اليوم من صادرات النفط الإيراني، أي نسبة 5% من مجمل إمدادات "أوبك"، بشكل يخفف من مظاهر قلق التجار من نقص النفط، وسط تشديد أوروبا العقوبات على شحنات النفط الروسي الخام.

وفي الوقت الذي تحتاج فيه إيران إلى وقت لكي تنعش قطاعها النفطي وزيادة إنتاجها، لكن البلد لديه كميات كبيرة من النفط الخام المخزن في الناقلات بالبحر.

والأمر ليس متعلقا بإيران فقط، حيث يقول "بوب ماكنالي"، المستشار السابق في البيت الأبيض ورئيس "رابيدان إنرجي جروب" إن تصريحات وزير النفط السعودي "كانت تهدف لضخ استقرار في أسواق النفط الخام بالمستقبل، ومنع خروجها عن السيطرة وسط تراجع في السيولة والغموض الكبير، بما في ذلك الركود والحظر الأوروبي على النفط الروسي".

ويقول المحللون؛ إن روسيا كانت هي الأخرى مقصودة، فهي طرف في الاتفاقية النووية وطرف في "أوبك+"؛ فالرياض الراغبة في إعادة تأكيد تحالفها الأمني مع الولايات المتحدة، تريد الحفاظ على الاتفاق النفطي مع موسكو، الذي عزز من إيراداتها النفطية.

ويرى "روجر ديوان"، نائب المدير في "آي إتش إس ماركيت"؛ إن "احتمال عودة براميل النفط الإيرانية، هي عامل مزعزع للاحتكار السعودي- الروسي، لأوبك+، وبخاصة لو ضربت براميل النفط الإيراني السوق مع بداية الشتاء".

وتشير الصحيفة إلى أن الإعلان عن استمرار التحالف من أجل إدارة الأسواق واحتمال خفض الإنتاج، هو رسالة عن اتفاق بين السعودية وروسيا بشأن الحاجة للدفاع عن أسعار النفط وتحديد التوقعات بشكل أبكر".

من ناحي أخرى، فإن الخطوة السعودية قد تكون مربكة لإدارة "بايدن"، التي تعمل على خفض أسعار البترول قبل الانتخابات النصفية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث انخفضت الأسعار بالفعل خلال الأسابيع الماضية.

ويقول "جاري روس"، المراقب المخضرم لـ"أوبك" ومدير سابق لشركة "بيرا" للاستشارات: "من وجهة نظر بايدن، فستكون إشارة غير جيدة من السعوديين في هذا الوقت"، ويضيف: "من الواضح أن السعوديين يرسلون إشارات بأنهم يريدون سعر برميل النفط بمعدل 100 دولار للبرميل، وحتى هذا الوقت كان الأمير عبدالعزيز ناجحا في تغيير سيكولوجية السوق".

وحذرت "إنرجي أسبيكت" هذا الأسبوع من أن عودة إيران إلى سوق النفط قد يدفع أسعاره إلى مدى 80 دولارا حتى 70 دولارا للبرميل، وبدون أن تخفض "أوبك+" إنتاجها.

وحققت شركة "أرامكو" أرباحا قياسية في النصف الأول من العام الحالي.

ويقول مقربون من السعودية؛ إن المملكة قلقة من تداعيات تضييق العقوبات على النفط الروسي وضغوط الاستجابة للطلب نتيجة لذلك.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الأمريكية النفط أوبك خفض انتاج النفط الاتفاق النووي النفط الايراني

إعلان السعودية لاحتمال خفض إنتاج أوبك يرفع أسعار النفط

وسط توقعات خفض الإنتاج وزيادة الطلب.. ارتفاع أسعار النفط

رويترز: السعودية قد تخفض أسعار شحنات النفط المتجهة لآسيا في أكتوبر

انخفاض أسعار النفط إثر توقعات بتأثر الطلب على الوقود بالتضخم

هل فقدت الولايات المتحدة نفوذها على أسواق النفط العالمية؟

أوبك+ تدرس إبقاء الإنتاج دون تغيير أو خفضه قليلا.. واعتراض روسي

واشنطن تعترض على قرار "أوبك+" وتطالب بإبقاء إنتاج النفط مرتفعا

بايدن: ندرس البدائل بعد قرار أوبك+ المخيب للآمال