أمير قطر عن أزمة المقاطعة: لا أود الحديث عن الماضي والعلاقات بمسارها الصحيح

الخميس 15 سبتمبر 2022 07:08 ص

قال أمير قطر، الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، إنه لا يود الحديث عن الماضي فيما يتعلق بأزمة المقاطعة الخليجية، مؤكدًا أن العلاقة بين دول الخليج تسير في المسار الصحيح.

وأضاف "تميم" في حوار صحفي مع مجلة "لو بوان" الفرنسية، نشرت نصه وكالة الأنباء القطرية "قنا": "ندرك أن وجهات النظر قد تتباين أحيانا، ونستعد للمستقبل مع دول مجلس التعاون الخليجي، وهو أمر أساسي لإطلاق إمكانات الشباب في المنطقة".

وأكد أن "وحدتنا وتعاوننا أمران مهمان للعالم أجمع، ويمر مجلس التعاون الخليجي بمرحلة تعافٍ بعد صدمة كبيرة واضطرابات، لكننا اليوم نسير في المسار الصحيح".

وفي 5 يناير/كانون الثاني 2021، جرى توقيع اتفاق مصالحة في مدينة "العلا" السعودية أنهى خلافا اندلع صيف 2017 بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جانب وقطر من جانب آخر.

الصراع الأمريكي الصيني

وبشأن الصراع بين الولايات المتحدة والصين، قال أمير قطر: "لا نريد أن نرى العالم منقسما بين قوتين عظميين لأن ذلك سيشكل خطرا كبيرا".

واستدرك قائلا: "لكنني لا أعتقد أن ذلك يحصل في الوقت الحالي، وآمل ألا يحصل أبدا. فدولة قطر حليف مهم للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بشكل عام، لكن الصين هي المستورد الأول للغاز الطبيعي المسال القطري".

واعتبر الشيخ "تميم"، أنه لا يمكن أن نتجاهل التباينات الكبيرة بين الدولتين، لكننا نأمل أن يتم حل التوترات بالطرق الدبلوماسية والسلمية. فعالمنا يشهد اليوم انقسامات كثيرة، وآخر ما نريده هو رؤية انقسامات جديدة.

لا علاقة مع "الإخوان"

في سياق آخر، قال أمير قطر، إنه لا علاقة لبلاده مع جماعة الإخوان المسلمين، مشددا على أن الدوحة لا تتعامل مع أحزاب سياسية أو تنظيمات ولكن مع دول وحكومات.

وأردف: "ليس هناك أي أعضاء نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين أو أية جماعات متصلة بها على الأراضي القطرية".

وتابع: "قطر دولة منفتحة، ويمر عليها عدد كبير من الأشخاص من أصحاب الآراء والأفكار المختلفة"، مشددا على أن بلاده "دولة وليست حزباً"، وتتعامل مع الدول وحكوماتها الشرعية، وليس مع المنظمات السياسية.

يذكر أن ملف دعم قطر المزعوم للإخوان كان أحد الاتهامات التي وجهتها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر للدوحة، إبان الأزمة الخليجية، بعدما أعلنت تلك الدول مقاطعة قطر وحصارها.

وكانت العلاقات متوترة بشكل خاص بين قطر ومصر، على خلفية هذا الملف، بعد إزاحة الجيش المصري للجماعة من السلطة في 2013، وإسقاط الرئيس المنتخب الراحل "محمد مرسي"، حيث اتهمت القاهرة الدوحة باحتضان قيادات وأفراد جماعة الإخوان، والتآمر على الأمن القومي المصري، فيما نفت الأخيرة ذلك.

أزمة الطاقة

وحول أزمة الطاقة، أكد الشيخ "تميم" أن قطر "تلعبُ دوراً مهماً في مجال الطاقة، ونحن فخورون بحقيقة أننا احترمنا دائماً الاتفاقيات المبرمة على مدى العقود الماضية، بما في ذلك في مجال الغاز".

وأضاف: "لقد تعلمنا من تاريخنا أن الموارد ليست أبدية ولهذا يجب أن نستثمر في أنفسنا وفي رأس المال البشري".

واستطرد أمير قطر: "سياستنا الخارجية تستهدف الجمع بين وجهات النظر المختلفة، ومساعدة جميع الأطراف، ولعب دور (المُيسّر) في المنطقة وخارجها".

ومطلع سبتمبر/أيلول الجاري أعلنت روسيا وقف توريد الغاز إلى الجانب الأوروبي عبر خط "نورد ستريم-1"، بسبب ما قالت إنه عطل في الأنبوب، في حين رد المستشار الألماني "أولاف شولتس" على هذه الخطوة بوصف الروس بأنهم شريك غير موثوق، ما زاد من أهمية دور قطر عالمياً في تأمين الطاقة.

استعداد للوساطة

في شأن آخر، قال الشيخ "تميم"، إن بلاده تؤمن بأهمية الحوار بين دول الخليج وإيران، معربا عن استعداده للتوسط بين إيران والولايات المتحدة على غرار ما فعلته قطر بين حركة "طالبان" الأفغانية وواشنطن.

ولفت إلى أن الجمع بين الأطراف المتحاربة هو جزء من سياسة قطر، ضاربا المثل بحركة "طالبان" الأفغانية والولايات المتحدة.

وفيما يخص الشأن الإيراني، قال الأمير "تميم" إن الدوحة لم تتلق طلباً بشكل رسمي للتوسط بينها وبين خصومها وأبرزها واشنطن، مردفا: "لكننا على تواصل مستمر مع حلفائنا الأمريكيين ومع الإيرانيين على حد سواء، لأن إيران دولة مجاورة".

وشدد على أهمية العلاقات القطرية الإيرانية للدوحة وطهران، لافتا إلى أن قطر وإيران تتشاركان حقلا كبيرا للغاز، في إشارة إلى حقل غاز الشمال.

ومقابل دور قطر في جميع الدول المتنافرة أو المتصارعة، أكد الشيخ "تميم" أن الدوحة "ليست مستعدة بطبيعة الحال للتحاور مع الإرهابيين والجماعات العنيفة".

وشهدت الأشهر الماضية تعزيزا من قطر لتموضعها في المنطقة كأحد أبرز القوى في إدارة الصراعات، بحكم علاقاتها المتميزة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، والتي اكتملت بعد المصالحة الخليجية والتقارب القطري السعودي، بعد أن قادت الأخيرة مع الإمارات والبحرين ومصر جهودا لمحاصرة قطر ومقاطعتها عام 2017.

أما فيما يتعلق ببطولة كأس العالم قطر 2022، فقد عبر الشيخ "تميم" عن ترحيبه بجميع المشجعين بغض النظر عن أصولهم أو ثقافاتهم، متطلعا إلى أن يسهم هذا الحدث العالمي في تعزيز معرفتهم بأوجه الاختلاف بين الثقافات، وأن يكتشفوا ثقافة قطر، وزيارتها مجددا في المستقبل.

وتستضيف قطر النسخة الثانية والعشرين من البطولة بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول المقبلين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر دول الحصار الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أزمة الطاقة الإخوان المسلمون

فوائد الحصار.. التكامل الخليجي سيكون أقوى مع استقلال الاقتصاد القطري

أمير قطر يوضح موقفه من تطبيع دول عربية علاقاتها مع إسرائيل