استقبل ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، السبت في جدة، المستشار الألماني "أولاف شولتس"، الذي بدأ جولة خليجية تستمر يومين، استهلها بزيارة السعودية، لمحاولة عقد شراكات في مجال الطاقة في مواجهة أزمة الغاز الأوروبية.
وتبادل "بن سلمان" و"شولتس" التحية بمصافحة قوية في قصر السلام الملكي.
وأجرى المستشار وولي العهد بعد ذلك محادثات منفردة، وكذلك في دائرة أكبر، تبعها مأدبة غداء مشتركة.
وناقش الزعيمان، عدة ملفات اقتصادية وسياسية تهم المنطقة والعالم.
#فيديو_واس| سمو #ولي_العهد يستقبل في قصر السلام بجدة المستشار الألماني.#المستشار_الألماني_في_جدة#واس pic.twitter.com/eeA1IQWuG6
— واس الأخبار الملكية (@spagov) September 24, 2022
وأفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" (رسمية) بأنه جرى خلال اللقاء "استعراض أوجه العلاقات السعودية الألمانية، ومجالات الشراكة بين البلدين، إضافة إلى بحث آفاق التعاون الثنائي، وفرص تطويره وفق رؤية المملكة 2030".
وأشارت الوكالة إلى أن اللقاء "استعرض مستجدات الأوضاع على المستوى الإقليمي والدولي، والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والسلم الدوليين، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا والمسائل ذات الاهتمام المشترك".
وبعد اللقاء الثنائي، التقى ولي العهد السعودي والمستشار الألماني، برجال أعمال من الجانبين السعودي والألماني.
وقال "شولتس" للصحفيين بعد الاجتماع، إنه يريد تعميق شراكة الطاقة بين البلدين، مشدداً على أن "الشراكة يجب أن تتجاوز حدود الوقود الأحفوري، لتشمل الهيدروجين والطاقات المتجددة".
وأضاف "شولتس"، أنه تناول أيضا قضايا تتعلق بحقوق الإنسان والحقوق المدنية في محادثاته مع ولي العهد.
وردا على سؤال عما إذا كان قد ناقش أيضا مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، قال المستشار الألماني: "يمكنك افتراض أنني لم أُترك شيئا دون أن يقال".
#صور_واس pic.twitter.com/MXlt1ahTUW
— واس الأخبار الملكية (@spagov) September 24, 2022
وكان "شولتس" وصل إلى جدة، السبت، في زيارة عمل إلى المملكة، حيث استقبله في المطار مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة "خالد الفيصل"، ووزير المالية "محمد الجدعان".
ويرافق "شولتس"، الذي سيعود مساء الأحد إلى برلين، وفد كبير يضم ممثلين لقطاعات اقتصادية عدة.
ووفق مصدر مقرب من "شولتس" لوكالة الصحافة الفرنسية، فإنها "الزيارة الأولى للمستشار الألماني للمنطقة في إطار المرحلة المتغيرة، التي تسببت بها الحرب في أوكرانيا".
وبعد الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" ورئيس الوزراء البريطاني السابق "بوريس جونسون"، يسابق "شولتس" الوقت لإيجاد مورّدين جدد للتعويض عن شحنات الغاز الروسي التي ستنفد قريباً.
وقد تفضي الجولة في الدول الخليجية التي تلعب دوراً "إقليمياً رئيسياً" إلى توقيع عقود للحصول على الغاز الطبيعي المسال.
سمو #ولي_العهد يستقبل في قصر السلام بجدة المستشار الألماني.#المستشار_الألماني_في_جدة#واس pic.twitter.com/25cRJrsD0r
— واس الأخبار الملكية (@spagov) September 24, 2022
وقال أحد مستشاري "شولتس": "سنضع اللمسات الأخيرة على طروحات طموحة"، بدون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وقالت المصادر الحكومية إن برلين ترغب في توسيع التعاون في تقنيات جديدة مثل الهيدروجين الأخضر المنتج باستخدام الطاقة المتجددة، والذي يمكن أن تستورده ألمانيا بكميات كبيرة من دول الخليج.
كما يسعى المستشار الألماني إلى تعزيز التعاون السياسي مع القوى الإقليمية لمنع تقاربها من روسيا والصين.
وتساهم زيارة "شولتس" إلى السعودية في ترميم صورة ولي العهد الشاب على الساحة الدولية، والتي تلطخت بعد جريمة قتل الصحفي "جمال خاشقجي".
واعتبر أحد مستشاري "شولتس" أن ولي العهد، الحاكم الفعلي للبلاد، سيقود المملكة في "السنوات العشر أو العشرين أو الثلاثين المقبلة"، وأنه سيلعب دوراً مهماً "في العقود المقبلة".
وأضاف: "علينا التحدث مباشرة مع السعودية اليوم إذا أردنا حل مسألة الحرب في اليمن مثلاً أو التطرق إلى المسألة الإيرانية"، مضيفاً: "لا يمكننا أن نتجاهل ضرورة العمل معاً".
وتحمل المخابرات الأمريكية، ولي العهد السعودي المسؤولية عن مقتل "خاشقجي" في القنصلية العامة السعودية في إسطنبول، قبل أربع سنوات، بينما ينفي ولي العهد إصداره موافقة على هذه الجريمة.
وأدت الجريمة إلى أزمة دبلوماسية عميقة بين ألمانيا والسعودية، إلا أنه يُنظر إلى زيارة "شولتس" الآن على أنها علامة على التطبيع بين البلدين.
ويستقبل الرئيس الإماراتي"محمد بن زايد آل نهيان" "شولتس" غدا الأحد، على أن ينتقل لاحقًا إلى قطر، أحد أكبر مصدري الغاز في العالم، للقاء أمير البلاد الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني".
وتتسابق أوروبا لإيجاد بدائل للغاز من روسيا بعد غزو أوكرانيا، وتعتبر واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة ودول الخليج خصوصا قطر، الحل الأمثل لمواجهة نقص الإمدادات.