يعقد الاتحاد الأفريقي، الإثنين المقبل أول جلسات مفاوضات السلام بين الأطراف الإثيوبية، وذلك بجنوب أفريقيا، لمحاولة وقف الحرب المستمرة منذ قرابة عامين في إقليم تيجراي الإثيوبي.

وقال "رضوان حسين" مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإثيوبي "أبي أحمد علي"، في تغريدة له عبر "تويتر": "أبلغتنا مفوضية الاتحاد الأفريقي بأن محادثات السلام ستعقد في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2022 في جنوب أفريقيا.. أكدنا التزامنا المشاركة".

وتتصاعد الدعوات الدولية لوقف العنف المتصاعد في تيجراي منذ محاولة فاشلة للاتحاد الأفريقي في وقت سابق من الشهر الحالي لجلب الطرفين المتحاربين إلى طاولة المفاوضات.

واتفقت الحكومة وزعماء متمردي تيجراي على المشاركة في محادثات بقيادة الاتحاد الأفريقي، لكن الاجتماع لم يعقد مطلقا وتصاعد الصراع في المنطقة التي تمزقها الحرب.

وكانت الحكومة الإثيوبية، جددت الإثنين الماضي، استعدادها للانخراط في محادثات سلام، مؤكدة في الوقت ذاته أنها تريد استعادة السيطرة على مواقع اتحادية في منطقة تيغراي الشمالية.

وعقب ذلك بيوم، أعلنت الحكومة الإثيوبية أنها سيطرت على 3 مدن في إقليم تيجراي، بما في ذلك مدينة شاير الرئيسية التي اندلع فيها قتال عنيف أثار قلق المجتمع الدولي.

وقالت الحكومة في بيان إن الجيش الفيدرالي الإثيوبي "سيطر على مدن شاير وألماتا وكوريم بدون معارك مدنية".

وكانت قيادة قوات المتمردين في هذه المنطقة الواقعة شمال إثيوبيا أعلنت سابقا أن القوات الإثيوبية والإريترية سيطرت على شاير، التي يبلغ عدد سكانها حوالى 100 ألف نسمة والبعيدة نحو 40 كيلومترًا جنوب الحدود الإثيوبية مع إريتريا التي تحاذي تيغراي بأكمله ويدعم جيشها القوات الإثيوبية.

وتضم شاير مطاراً كما تقع على طريق رئيسي يؤدي إلى ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي، على بعد 300 كيلومتر.

وحصيلة النزاع الدامي في تيجراي غير معروفة، لكنه تسبب في نزوح أكثر من مليوني شخص ودفع بآلاف الإثيوبيين إلى ظروف أشبه بالمجاعة وفقا للامم المتحدة.

وبدأ القتال في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عندما سعت القوات الإثيوبية إلى انتزاع السيطرة على المنطقة من جبهة تحرير شعب تيجراي.

وبعد هزيمتهم أمام الجيش الفيدرالي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، استعاد متمردو تيغراي منتصف 2021 السيطرة على غالبية المنطقة إثر هجوم مضادّ جعلهم يقتربون من العاصمة أديس أبابا، قبل دحرهم من قبل القوات الحكومية.