استقبل وزير الخارجية القطري «خالد بن محمد العطية»، مساء أمس الجمعة، «رياض حجاب» رئيس الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة السورية، بالدوحة، حيث بحثا معا الوضع الإنساني المتدهور الذي تشهده سوريا على وقع الحرب الدائرة بها منذ عدة سنوات. 

وقالت وكالة الأنباء القطرية، الرسمية (قنا) إن الجانبين تناولا خلال اللقاء «الوضع الإنساني المتدهور في سوريا، لا سيما بالزبداني ومضايا وبقين وبلودان»، وهي المناطق التي تعاني حصارا خانقا يفرضه النظام السوري منذ عدة أشهر على المدنيين. 

وحضر اللقاء، الشيخة «علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني» المندوب الدائم لقطر لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وعدد من المسؤولين بوزارة الخارجية القطرية. 

من جانبه قال وزير الخارجية القطري، إن «استمرار النظام السوري وأعوانه، وإصرارهم على استخدام سياسة حصار المناطق المدنية، بما في ذلك استخدام سياسة التجويع سلاحا، هو جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية».

وفي وقت سابق الجمعة، بعث وزير خارجية قطر برسائل إلى كل من «إليبو فيريري»، رئيس مجلس الأمن الدولي، و«بان كي مون»، الأمين العام للأمم المتحدة، و«موغنز ليكيتوفت»، رئيس الجمعية العامة للمنظمة الأممية، والتي أكد فيها أن «استمرار وإصرار النظام السوري وأعوانه في استخدام سياسة حصار المناطق المدنية، بما في ذلك استخدام سياسة التجويع سلاحا، هو جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية».

وأعرب «العطية» عن تطلعه إلى اتخاذ الأمم المتحدة ومؤسساتها «الإجراءات الكفيلة لضمان إيصال المساعدة الإنسانية الطارئة فوراً، وبشكل منتظم، إلى المدنيين المحاصرين في مضايا (بريف دمشق الغربي)، وجميع المناطق المحاصرة».

وكانت الأمم المتحدة، أعلنت أن نظام «بشار الأسد»، وافق، أول أمس الخميس، على إدخال مساعدات إنسانية إلى ثلاث بلدات سورية، بينها مضايا، المحاصرة منذ أشهر.

وتشهد «مضايا» الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، منذ 7 أشهر حصارا خانقا، منعت خلاله قوات النظام من دخول كافة أنواع المساعدات الإنسانية، الأمر الذي تسبب في حدوث حالات وفيات بصفوف المدنيين، فضلا عن ارتفاع جنوني للأسعار، حيث بلغ سعر كيلو الأرز في البلدة ما يعادل 115 دولارا.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري»، قال إن مفاوضات السلام بشأن سوريا، والمقرر عقدها في جنيف في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني الجاري، لن تتأثر بالخلاف الذي نشب مؤخرا بين إيران والسعودية.

وقال «كيري» في تصريحات للصحفيين من واشنطن، أول أمس الخميس: «كلا الجانبين يؤكدان أن نزاعهما لن يؤثر سلبا على المفاوضات».

وكانت المعارضة السورية شكلت هيئة عليا للمفاوضات، من 34 عضوا، وذلك خلال اجتماع موسع لها اختتم في الرياض في الـ 10 من الشهر الماضي، واختارت رئيس الوزراء السوري السابق، «رياض حجاب»؛ ليكون رئيسا للهيئة.