قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن "يفجيني بريجوزين"، زعيم مرتزقة "فاجنر" الروسية، والتي تقاتل في أوكرانيا حاليا، اشتكى للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، مؤخرا، من سوء إدارة قادة القوات الروسية للحرب في ذلك البلد.

و"يفجيني بريجوزين"، رجل الأعمال المقرب من الرئيس الروسي، "فلاديمير بوتين"، والشخص الذي يدير – بشكل غير علني – نشاطات مجموعة "فاجنر" للمرتزقة.

وأوضحت الصحيفة أن "بريجوزين" هو الحليف الثاني لموسكو الذي ينتقد أداء الجيش الروسي في أوكرانيا، بعد الزعيم الشيشاني "رمضان قديروف"، والذي يقاتل أيضا في أوكرانيا، حيث ينضمان لقائمة شخصيات روسية تنتقد "إدارة الجيش الروسي الحرب" في أوكرانيا.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن "بريجوزين" تحدث بشكل خاص ومفتوح مع "بوتين"، مقدما "توبيخا قاسيا" للجهد العسكري الروسي، وهذا "يظهر كيف أن نفوذه يتصاعد مع تعثر حرب موسكو"، كما يسلط الضوء على "المكانة المهتزة" للقيادة الرسمية لمؤسسة الدفاع الروسية، التي تعرضت لانتقادات من "بريجوزين" وآخرين بعد أشهر من الأخطاء والخسائر في ساحة المعركة.

وتقول "واشنطن بوست" إن المحاورة بين "بوتين" و"بريجوزين" اعتبرت "مهمة بما يكفي" لتضمينها في الإحاطة الاستخبارية اليومية للرئيس الأمريكي، "جو بايدن".

وأضافت أن إحباط "بريجوزين" من وزارة الدفاع الروسية وتوتره المتزايد مع وزير الدفاع الروسي، "سيرجي شويجو"، كانا أيضا موضوع تقرير استخباراتي أمريكي منفصل تم تداوله بين المسؤولين في واشنطن، وفقا لأشخاص قرأوا التقرير.

وعلى مدى سنوات، عمل "بريجوزين" في ظلال السلطة الروسية، نافيا صلته بمجموعة المرتزقة الروسية سيئة السمعة "فاجنر"، ومجموعة سان بطرسبرج الاحتيالية عبر الإنترنت، التي قالت السلطات الأمريكية إنها ممولة للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.

وحصل "بريجوزين" على لقب "طاهي بوتين" بسبب ملكيته لمطعم في سان بطرسبرج كان الرئيس الروسي يرتاده، وشركة تموين تمتلك عقودا مربحة مع الدولة والمدينة الروسية.

ووفقا لتقرير المخابرات الأمريكية، الذي نقلت "واشنطن بوست" مقتطفات منه بالاعتماد على شهادات شخصيات مطلعة على التقرير، فإن "بريجوزين" عبر عن رأيه بأن وزارة الدفاع الروسية تعتمد كثيرا على "فاجنر"، ولا تمنح مجموعة المرتزقة بالمقابل ما يكفي من المال والموارد لتحقيق مهمتها في الصراع، حسبما قال الأشخاص الذين قرأوا التقرير.

ويعتقد مسؤولو المخابرات الأمريكية أن "بريجوزين" نشر مؤخرا مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يصور جنود "فاجنر" يشكون من نقص الغذاء الأساسي والمؤن كوسيلة للضغط على الكرملين لزيادة التمويل لمجموعته من المرتزقة.

ونفى "بريجوزين" اتصاله الشخصي الأخير مع "بوتين" في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" أدلى بها في وقت متأخر من الإثنين الماضي.

وقال: "أولا، لم أتواصل شخصيا مع فلاديمير بوتين سواء مؤخرا أو في المستقبل القريب كما لم أنتقد إدارة القوات المسلحة للاتحاد الروسي خلال الصراع في أوكرانيا. لذلك، لا يمكنني التعليق على أي شيء".

مضيفا أنه "ليس لديه الحق في انتقاد أو الإشادة بعمل القوات المسلحة الروسية لأنه لم يكن خبيرا عسكريا".

ويتعرض القادة التقليديون للمؤسسة العسكرية الروسية، مثل وزير الدفاع، انتقادات أدت إلى تحجيم سلطاتهم أو "رميهم في الكواليس" كما تقول الصحيفة، حيث "أصبح قادة العمليات يقدمون إحاطاتهم العسكرية مباشرة إلى الرئيس" كما تقول الصحيفة.

ونتيجة للضغط، بدأ قائد العمليات العسكرية الروسي الجديد، والذي أشاد به المتشددون مثل "بريجوزين"، باستهداف البنى التحتية الأوكرانية وخطوط الكهرباء مسببين تدميرا كبيرا في البلاد.