أكد "أنطونيو جوتيريش"، الأمين العام للأمم المتحدة، أن وصول عدد سكان العالم اليوم إلى 8 مليارات نسمة، دليل على ما تحقق من فتوحات علمية، وأوجه تحسن في مجالات التغذية والصحة العامة، مشيرا إلى أن هذا العدد يمكنه أن يتيح فرصا هائلة لبعض من أكثر البلدان فقرا.

وأوضح "جوتيريش"، في مقال له، أورده موقع الأمم المتحدة، أن هناك مليارات من الناس يكابدون المشاق، ومئات الملايين يواجهون الجوع بل والمجاعات، وهناك أعداد لم يسبق لها مثيل تنتقل بحثا عن الفرص، وسعيا للتخفيف من أعباء الديون، ووطأة المصاعب والحروب والكوارث المناخية، غير أنه أكد في هذا الصدد إيمانه في جدوى الإبداع البشري، والتضامن الإنساني.

وأضاف: "إذا لم نسد الهوة الهائلة بين من يملكون ومن لا يملكون على الصعيد العالمي، فإن عالم الثمانية مليارات نسمة، الذي ينتظرنا، سيكون عالما مشحونا بالتوترات والارتياب والأزمات والنزاعات".

ولفت أمين عام الأمم المتحدة إلى أن تسارع أوجه اللامساواة بفعل أزمة المناخ المتسارعة والانتعاش غير المتكافئ من جائحة كورونا "كوفيد-19" سيؤدي إلى الاتجاه مباشرة نحو كارثة مناخية، في الوقت الذي يتصاعد فيه إطلاق الانبعاثات، وترتفع فيه درجات الحرارة، وتلحق الفيضانات والعواصف وموجات الجفاف الدمار ببلدان لم تسهم بشيء يذكر في الاحترار العالمي.

وبينما استغرق نمو سكان العالم من 7 إلى 8 مليارات 12 عاما، سيستغرق الأمر حوالي 15 عاما، حتى يصل عددهم إلى 9 مليارات، وفقا للأمم المتحدة.

وذكر "جويتريش"، أن الحرب في أوكرانيا تزيد من أزمات الغذاء والطاقة والتمويل المستمرة، فتلحق أكبر الضرر بالاقتصادات النامية، وتؤثر أوجه اللامساواة هذه على النساء والفتيات، وعلى الفئات المهمشة التي تعاني أصلا من التمييز.

كما تواجه العديد من البلدان، في جنوب الكرة الأرضية، ديونا ضخمة، وزيادة الفقر والجوع، والآثار المتزايدة لأزمة المناخ، وليس لديها فرص تذكر للاستثمار في التعافي المستدام من الجائحة، أو الانتقال إلى الطاقة المتجددة، أو التعليم والتدريب من أجل العصر الرقمي.

وتابع أمين عام الأمم المتحدة قوله: "وبسبب الانقسامات التي تسمم الأجواء وانعدام الثقة، تواجه معالجة عدد من المسائل تأخيرات وحالات جمود، بدءا من نزع السلاح النووي إلى الصحة العالمية، مرورا بالإرهاب.. لقد بات لزاما علينا أن نكبح جماح هذه الاتجاهات الضارة، وأن نصلح العلاقات، وأن نجد حلولا مشتركة لتحدياتنا المشتركة".

لافتا إلى أن "الخطوة الأولى تتمثل في الاعتراف بأن هذا التفاوت الجامح هو خيار من الخيارات، وأن على البلدان المتقدمة مسؤولية عكس مساره، ابتداء من هذا الشهر في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مصر، ومؤتمر قمة مجموعة العشرين في بالي".

ودعا "أنطونيو جوتيريش"، في ختام مقاله، إلى ضرورة أن تكون اللقاءات العالمية الكبرى هذا الشهر فرصة للبدء في سد الفجوات واستعادة الثقة، استنادا إلى الحقوق والحريات المتساوية لكل فرد من أفراد أسرة البشرية ذات الثمانية مليارات نسمة.