تستعد شركة "أرتشيليك Arcelik" التركية المتخصصة في صناعة الأجهزة الكهربائية المنزلية لاستثمار 100 مليون دولار، عبر إنشاء مصنع ضخم في مصر، بينما لا تزال العلاقات بين تركيا ومصر تراوح مكانها، في ظل توتر مستمر منذ نحو 10 سنوات.
وقال موقع "ميدل إيست آي" إن المصنع التركي المرتقب في مصر من المنتظر أن تبلغ طاقته 1.5 مليون جهاز منزلي.
وشركة "أرتشيليك" من الشركات التركية الرائدة في صناعة الأجهزة الكهربائية، حيث تمتلك علامات "بيكو beko" و "جرونديج GRUNDIG"، وهي شركة مملوكة لمجموعة "كوش" القابضة في إسطنبول.
وأوضح التقرير أن الرئيس التنفيذي للشركة التركية "هاكان بولجوريو" التقى في مدينة شرم الشيخ، قبل أيام، مع وزير التجارة والصناعة المصري "أحمد سمير"، لمناقشة فرص الاستثمار، وفقاً لبيان صادر عن وزارة التجارة المصرية، في 13 نوفمبر/تشرين الثاني.
ومن المنتظر، وفقا للبيان، أن ينتهي تشييد المصنع نهاية 2023، وأن تبلغ طاقته الإنتاجية 1.5 مليون جهاز سنويا، وسيوفر نحو 2000 فرصة عمل للمصريين.
وقالت الشركة التركية، إنها تخطط لجعل مصر مركزاً لإنتاج وشحن المنتجات إلى الأسواق الخارجية.
وأوضح "بولجوريو" أن شركته تدرس حالياً بدء المرحلة الثانية من الاستثمار في مكيفات الهواء والتلفزيونات في السوق المصري، مشيراً إلى أن شركة "كوش" القابضة، وهي التكتل الأم لشركة "أرتشيليك"، لديها خطط أيضاً للاستثمار في المحركات الصناعية في مصر، ورسوم السيارات الكهربائية والتكنولوجيا المالية والسياحة والطاقة وصناعة السيارات.
ومن المتوقع أن يبدأ العمل في إنشاء المصنع، في 7 ديسمبر/كانون الأول المقبل، بحسب إعلام محلي.
وكان "فاتح كمال إبيكلي أوغلو"، أحد كبار المديرين في شركة "كوش" القابضة، قال لصحيفة محلية، في سبتمبر/أيلول الماضي، إن شركة "أرتشيليك" تعتبر مصر موقعاً يمكن من خلاله تصدير بعض منتجاتها جزئياً.
وتُعَد "كوش" القابضة أكبر تكتل صناعي في تركيا، وقد حققت عائدات مجمعة بلغت 39 مليار دولار العام الماضي، بما في ذلك الاستثمارات في الخارج، مثل المملكة المتحدة.
وباعت شركة شركة "بيكو"، التابعة لشركة "أرتشيليك"، 25 مليون جهاز منزلي في المملكة المتحدة على مدار الـ25 عاماً الماضية، لتصبح العلامة التجارية الأكثر مبيعاً في مجالها في البلاد في عام 2019.
ووقَّعت تركيا ومصر اتفاقية تجارة حرة في عام 2005، وتضاعف إجمالي حجم التجارة بينهما ثلاث مرات بين عامي 2007 و2020.
وفي عام 2021، زادت صادرات تركيا إلى مصر بنسبة 44%، لتصل إلى 4.5 مليار دولار، وارتفعت التجارة الثنائية بنسبة 39%، لتصل إلى 6.7 مليار دولار.
وفي وقت سابق، الخميس، ألمح الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إلى إمكانية عودة كاملة للعلاقات مع النظام المصري، بعد الانتخابات الرئاسية الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في تركيا في يونيو/حزيران من العام المقبل.
وكان وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" قد أعلن أن التطبيع مع مصر "يسير ببطء" من جانب القاهرة، في وقت أعلنت فيه مصر تحفظها على خطوات تركية في ليبيا مؤخرا.
وجاء التحفظ بعد أن أعلنت أنقرة اتفاقا مع حكومة الوحد الوطنية الليبية برئاسة "عبدالحميد الدبيبة" للتعاون الأمني والعسكري والتعاون في مجال الطاقة، وهو الاتفاق الذي رفضته القاهرة، حيث ترى أن حكومة "الدبيبة" لم تعد شرعية، وأن الحكومة الموازية التي أعلنها مجلس النواب في طبرق برئاسة "فتحي باشاغا" هي الشرعية.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية المصري "سامح شكري"، إنه لم يتم استئناف مسار المباحثات مع تركيا لأنه لم تطرأ تغيرات في إطار الممارسات من قبل أنقرة.
وتوترت العلاقات بين تركيا ومصر، عقب استيلاء الجيش على السلطة في منتصف 2013، وأطاح بأول رئيس منتخب في البلاد "محمد مرسي"، حيث رفضت أنقرة ذلك التحرك، وسمحت لقيادات وأفراد من جماعة الإخوان المسلمين، التي كان ينتمي إليها "مرسي" بالتواجد على أراضيها.
لكن إرهاصات على وجود رغبة متبادلة لتجاوز الأمر وتحسين العلاقات بدأت منذ 3 سنوات، لكن الجهود في ذلك الإطار تشهد تقدما بطيئا للغاية، قبل أن تعلن القاهرة، قبل أسابيع قليلة، توقفها، عقب اتفاق أنقرة مع حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا.
