هل تشكل ملاعب قطر بالمونديال مستقبل الرياضة في عالم يزداد احترارا؟

الخميس 15 ديسمبر 2022 06:50 م

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الضوء على تجربة قطر الرائدة في تكييف ملاعب بطولة كأس العالم الجارية في الدوحة، لجعل الأجواء مريحة لكل من اللاعبين والمتفرجين خلال تواجدهم في واحدة من أكثر المدن سخونة في العالم.

واعتبرت الصحيفة أن ما قامت به قطر فيما يتعلق بتبريد الملاعب خلال بطولة كأس العام هذا العام قد يشكل مستقبل الرياضة في عالم يزداد حرارة.

وأبرزت الصحيفة الدور المحوري الذي لعبه الأكاديمي السوداني "سعود غني" (52 عاما) الحاصل على الدكتوراة في الهندسة الميكانيكية من جامعة نوتنغهام في إنجلترا. والذي جاء للتدريس في جامعة قطر في عام 2009، في الوقت الذي كانت فيه الدولة تستعد لاستضافة كأس العالم.

وكشف "غني" خلال مقابلة أجرتها معه الصحيفة، عن كواليس توليه تلك المهمة، حيث ذكر بأنه تلقى مكالمة من جهة عُليا في قطر، تسأله عن قدرته على تصميم نظام يحافظ على برودة الجو حتى في الملاعب الخارجية، في الدوحة وحتى في الصيف، وكان جوابه: بالتأكيد.

وفي غضون ذلك، ابتكر "غني" ورفاقه، نظاما تمت الاستعانة به في الملاعب الثمانية المقام عليها البطولة، مستندا لفكرة رئيسية واحدة وبسيطة، وهي أن الهواء الدافئ يرتفع إلى أعلى، والهواء البارد ينخفض إلى أسفل.

لم يكن "غني" بحاجة إلى تبريد حجم الملعب بالكامل - فقط 6 أقدام أو نحو ذلك فوق الأرض حيث يلعب الرياضيون وفي المدرجات المنحدرة حيث يجلس الناس.

وقال "غني" إنه استخدم الهواء البارد في الأسفل لضخه بشكل مباشر إلى الميدان، أو إلى كل صف من مقاعد المتفرجين.

من الناحية النظرية، كان الهواء البارد الذي ظل في الأسفل بمثابة بطانية مريحة لكل من اللاعبين والجماهير في الملعب الذي تم تغطيه بمظلة بيضاء لحماية المتفرجين من أشعة الشمس، كما أنها تحتوي على ثقوب تسمح بمرور الهواء الساخن إلى الخارج.

وعلق "غني" قائلا: "أريد أن يشعر الناس بالحياد.. لا أريدهم أن يشعروا بالبرد أو الدفء".

وذكر الأكاديمي السودان أن نظام التبريد الذي استخدمه لم يعتمد على مكيف للهواء، ولكن بدلا من ذلك خزان مياه عملاق مخبأ خارج الاستاد، ويمتلئ بمئات الآلاف من جالونات الماء. 

وقال "غني" إنه في الليالي التي تسبق المباريات، يتم تبريد المياه في الخزان إلى 5 درجات مئوية (41 فهرنهايت). وقال إن الطاقة تأتي من مزرعة شمسية خارج الدوحة.

وتابع: "لدي مضختان فقط.. تأخذ الماء البارد إلى الملعب، ولدينا الكثير من المبادلات الحرارية، مثل مشعات السيارة، تحت المدرجات، حيث يُسحب الهواء من الملعب، ثم يعود مرة أخرى مبردا".

وأشار إلى أنه تحت المقاعد، هناك فتحات تهوية مصممة خصيصًا لإبطاء اندفاع الهواء أو توزيعه.  

وأوضح أن النظام يحتوي على مستشعرات وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء لإجراء تعديلات في عملية التبريد وتوجيه المزيد من الهواء البارد إلى أماكن مختلفة.

وأشارت الصحيفة إلي أن التجربة القطرية يمكن الاستعانة بها فى جميع المباني الضخمة المليئة بالهواء والمغطاة بالسقف في جميع أنحاء المناطق الساخنة في العالم: محطات المطارات ومراكز التسوق والمستودعات وقاعات المؤتمرات والملاعب الداخلية في أماكن مثل تكساس وأريزونا والتي تختنق في الصيف.

وذكرت الصحيفة أنه بالنسبة لـ"غني"، فإن هناك نقاشات أكبر حول مكان تكييف الهواء في العالم، وماذا يعني تبريد الهواء للغازات الدفيئة أو الشبكات الكهربائية أو حتى علاقاتنا مع الهواء الطلق.

لكنه يتساءل عن نهائيات كأس العالم المستقبلية، بما في ذلك بطولة 2026 التي ستستضيفها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وحول مدى "الحياد" الذي سيشعر به اللاعبون والمشجعون في منتصف الصيف بالملاعب الخارجية في أماكن مثل ميامي، وكانساس سيتي، وفيلادلفيا، أو المدن الثلاث المضيفة في المكسيك؟

كما تساءل عن كل بطولات كأس العالم بعد ذلك، أو الألعاب الأولمبية أو أي أحداث كبرى أخرى تعتمد على الملاعب الخارجية مع استمرار ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض؟

قال "غني"، "إذا أردنا ممارسة هذه الألعاب بشكل مريح وآمن، في الوقت والأماكن التي نريدها، فنحن بحاجة إلى التفكير في هذه الأشياء".

المصدر | نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تبريد ملاعب كأس العالم الأكاديمي السوداني سعود غني هواء ساخن مناخ الدوحة

إنفانتينو: مونديال قطر الأنجح تاريخيا والجميع اكتشف حقيقة الدول العربية

نحو ثلثي سكان العالم.. بي إن سبورتس تعلن رقم تاريخي لمشاهدات المونديال