لهذه الأسباب لا تستطيع أمريكا الهروب من الخليج؟

الخميس 22 ديسمبر 2022 03:33 م

اعتبر الدبلوماسي السابق والأكاديمي المتخصص في استراتيجيات الشرق الأوسط "نبيل خوري" أن استراتيجية إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الرامية للاستدارة نحو أسيا لمواجهة الصين سوف تجعلها غير قادرة على الهروب من الخليج.

وقال "خوري" في تحليل مطول، نشره موقع "منتدى الخليج الدولي" إن إدارة "بايدن" تنخرط منذ عامين في تحويل بوصلتها نحو الاهتمام بأسيا والابتعاد التدريجي عن الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن ذلك كان هدفا طويل الأمد للعديد من المشرعين الأمريكيين، بما في ذلك الرئيس السابق "باراك أوباما".

أعرب "بايدن"، الذي شغل منصب نائب رئيس "أوباما" من 2009 إلى 2017، عن دعمه لوجهة النظر القائلة بأن ميزان القوى العالمي قد تحول من الشرق الأوسط، تلك المنطقة التي لعبت دورًا استراتيجيًا حيويًا في فترات الحرب الباردة وما بعد الحرب الباردة.

يُنظر إلى آسيا بشكل روتيني على أنها الساحة الاقتصادية والجيوسياسية الأساسية، وقد تغيرت المصالح القومية الأمريكية وفقًا لذلك.

وبعد دخول "بايدن" إلى البيت الأبيض، وعد باتباع سياسة خارجية قائمة على القيم تركز على تعزيز احترام حقوق الإنسان والديمقراطية في جميع أنحاء العالم.

وقد استلزم هذا إجراء مراجعات استراتيجية للعلاقات الرئيسية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط - ولا سيما مع السعودية.

وفي غضون ذلك لم يفعل "بايدن" وولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" (الحاكم الفعلي للمملكة) الكثير لإخفاء ازدرائهما المتبادل، وقد عانت العلاقات الثنائية بشكل كبير خلال العامين الماضيين.

وإضافة لذلك، فإن ثمة توتر متصاعد بين إدارة "بايدن" والحكومة اليمنية الجديدة في إسرائيل

وأكد "خوري" أن روسيا والصين عمقتا مؤخرا شراكتهما الاستراتيجية مع إيران، فيما تقوم تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بالتحوط بين روسيا والولايات المتحدة وتدفع بجيشها إلى شمال سوريا على الرغم من استياء واشنطن الصريح.

تواجه الولايات المتحدة احتمال حدوث مواجهات خطيرة مع روسيا بشأن حرب أوكرانيا والصين في شرق آسيا.

وذكر "خوري" أن المحللين الأمريكيين ينظرون إلى المنافسة الاستراتيجية مع الصين على أنها أكثر أهمية وخطورة على المدى الطويل.

وأضاف أنه مع تزايد الأسلحة المتطورة والاقتصاد الكبير، تعد الصين قوة صاعدة عازمة على الهيمنة الإقليمية، بينما يُنظر إلى روسيا على أنها خصم متراجع ولكنه لا يزال خطيرًا.

ومع احتمال المواجهة العسكرية مع قوتين عظميين (الصين وروسيا) وتوازن مائع وغير مستقر في الشرق الأوسط، تحتاج الولايات المتحدة إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة بدلاً من تفاقم التوترات.

وخلص الدبلوماسي السابق إلي أنه من خلال اتباع الإجراءات التي تؤدي إلى تفاقم الصراع الدولي، فإن إدارة "بايدن" تنحرف عن رؤيتها الاستراتيجية للمنطقة.

المصدر | منتدى الخليج الدولي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جو بايدن العلاقات السعودية الأمريكية التوجه الأمريكي نحو أسيا

ميدل إيست آي: حرب أوكرانيا منحت قادة الخليج السوط لإعادة اعتبارهم في واشنطن والغرب

أكثر من مبيعات الأسلحة.. هكذا يمكن لأمريكا اللعب بورقة التعاون الأمني لضمان شراكة دول الخليج