بعد ترحيب طهران.. هل تثمر وساطة العراق في تقارب مصري إيراني؟

الاثنين 26 ديسمبر 2022 07:30 م

رجح دبلوماسي مصري، الإثنين، أن تفتح الوساطة العراقية بين القاهرة وطهران، التي جرى الحديث عنها مؤخرا، الباب لبداية مشاورات بين العاصمتين رغم العلاقات غير الطبيعية بينهما.

والسبت الماضي، كشف وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبداللهيان"، عن اقتراح رئيس الوزراء العراقي "محمد شياع السوداني"، خلال مؤتمر بغداد-2 الذي استضافه الأردن يوم الثلاثاء الماضي، بدء مباحثات بين إيران ومصر، مؤكدا أن العراق سيتخذ إجراءات بهذا الشأن خلال الأسابيع المقبلة.

ورحب الوزير الإيراني بالمقترح العراقي مؤكدا استعداد بلاده لتلك المباحثات.

وبهذا الصدد، قال السفير "عزت سعد"، الرئيس التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، إن العلاقات بين مصر وإيران ليست طبيعية على أي حال؛ نظرا لأن هناك العديد من الملفات التي تقف عائقا في طريق ذلك.

وأوضح أن الوساطة العراقية التي يجري الحديث عنها بعد مؤتمر بغداد 2 في الأردن، ربما تفتح الباب لبداية مشاورات، بحسب ما نقلته وكالة "سبوتنيك"، الإثنين.

وأضاف "سعد": "هناك العديد من القضايا الخلافية بين القاهرة وطهران بعضها يرتبط بالعلاقة الخاصة بين إيران وعناصر من تنظيم الإخوان، بالإضافة لعدم احترام طهران مبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول".

وتابع: "مع هذا فإن هناك مكونا مهما في السياسة الخارجية المصرية يتعلق بالتعاون والانفتاح على الجميع وتسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية".

واستطرد "سعد": "في ظل الآليات التي تستند عليها السياسة الخارجية المصرية، في ظني أن مصر قبلت أن يكون هناك تفاوض على الملفات الخلافية مع تركيا رغم ما شاب العلاقات من فتور خلال السنوات الماضية، وقد يكون نفس الشيء فيما يتعلق بملف العلاقات مع إيران".

وحول ما إذا كانت بغداد تريد القيام بنفس الدور الذي مارسته لتقريب وجهات النظر بين طهران والرياض، أشار "سعد" إلى إمكانية حدوث هذا الأمر.

ولفت إلى أن "تلك التجربة العراقية يمكن الاستفادة منها على الأرض، حيث أن بغداد مؤهلة، بحكم علاقاتها الخاصة مع إيران، بأن تقوم بدور الوساطة في تقريب وجهات النظر بين القاهرة وطهران، في المقابل هناك تطورات إيجابية كبيرة لا يمكن تجاهلها في العلاقات العراقية المصرية".

وأوضح المدير التنفيذي للمجلس المصري أن العراق قد يلعب دورا محوريا في فتح باب المشاورات بين بلاده وإيران، خصوصا أن "القاهرة منفتحة دائما على العلاقات مع جميع الدول، طالما أن تلك العلاقات لا تتعارض مع ثوابتها وأمنها القومي".

ولا يزال مستوى التمثيل الدبلوماسي بين مصر وإيران بدرجة بعثة رعاية مصالح، إثر "توترات" في عقود سابقة.

ويعود ذلك التوتر منذ توقيع مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل، المعروفة باسم "كامب ديفيد" في العام 1978، واستضافة الرئيس المصري الراحل "محمد أنور السادات" لشاه إيران المخلوع بعد الثورة الإيرانية.

وقطعت مصر العلاقات مع إيران وطردت سفيرها إثر قيام الأخيرة بتدشين شارع في طهران باسم "خالد الإسلامبولي"، العقل المدبر لاغتيال "السادات"، بعد إعدامه في 15 أبريل/نيسان 1982، قبل أن تعود على مستوى مكتب تمثيل ورعاية مصالح، في أبريل/نيسان 1991.

وقد كانت هناك بعد ذلك جهود من قبل الطرفين لعودة العلاقات، والتقى الرئيس الإيراني الأسبق "محمد خاتمي" نظيره المصري الأسبق "حسني مبارك" عام 2003، على هامش قمة مجتمع المعلومات في جنيف.

وعقب رحيل نظام "مبارك"، زار الرئيس الإيراني السابق "محمود أحمدي نجاد" القاهرة في فبراير/شباط 2013، للمشاركة في القمة الإسلامية.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

مصر إيران العلاقات المصرية الإيرانية العراق وساطة عراقية حسين أمير عبد اللهيان محمد شياع السوداني

وكالة: اجتماعات غير معلنة بين القاهرة وطهران في بغداد قريبا