قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن الكويت لم تستفد من ثرواتها الطائلة في تحقيق التقدم والتنمية كما فعلت نظيراتها في دول الخليج، مشيرة إلى أن الدولة الخليجية تعاني من ضعف في البنية التحتية وقطاعات متنوعة مثل التعليم والطب وغيرها.

وذكرت أن الكويت تكافح في الوقت الحالي لتأمين استثمارات غير نفطية لتنويع اقتصادها، ويفكر الكثير من مواطنيها الذي يشعرون الغيرة والإحباط من نجاح جيرانهم، في السفر إلى خارج الدولة الغنية بالنفط.  

وأشارت الوكالة إلى أن الحكومات الكويتية المتتالية تركز على قضايا ثانوية بدلا التركيز على الاقتصاد وعلى التنمية، في الوقت الذي تتقدم دول خليجية مجاورة في هذين المجالين وتستخدم ثرواتها من عوائد النفط والغاز في إحداث تغييرات اقتصادية جذرية.

وأوضحت أن ثمة مخاوف بين الكويتيين من تراجع بلادهم في عدة مجالات، مشيرة إلى أن شوارع الكويت الممتلئة بالحفر لا تناسب واحدة من أغنى دول العالم.

ونقلت الوكالة عن ناشطة كويتية أن بلادها تعاني من أزمات ذات أولوية مثل ضعف التعليم وضعف القطاع الطبي ومن غياب التنمية.

ووفق "بلومبرج"، فإن هذا التراجع الكويتي يأتي بالتزامن مع مضي منطقة الخليج قدماً في كل المجالات بدءاً من استضافة الأحداث الرياضية العالمية وبناء مدن جديدة بالكامل في وسط الصحراء.  

وحمّل خبراء وناشطون كويتيون مسؤولية هذا التراجع للسياسيين الذين اتهموهم بخدمة مصالحهم الخاصة على حساب مصالح الدولة الخليجية التي تعاني من أزمات مالية.

وتشكل الكويت موطناً لواحد من أغنى صناديق الثروة السيادية عالمياً، والكويت واحدة من أقل الدول مديونية في العالم، ويمتلك نظامها المصرفي القوي تاريخياً سيولة وفيرة.

وفي هذا الإطار نقلت الوكالة عن "ريم العيدان"، التي تدير شركة استشارية لتدريب رائدات الأعمال قولها: "نكافح لتأمين استثمارات لدعم المشاريع التي قد تساعد في بناء اقتصاد غير نفطي".

وتابعت: "هذا أمر ينظر إليه على أنه أمر مهم جداً في الخليج لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على مصدر الدخل من النفط فقط".

وعقّبت: "نشعر بالغيرة والإحباط من نجاح دول محيطة بنا، نحن بحاجة إلى فتح الباب أمام العولمة والاستثمار".

وذكرت أن "صبر كثير من الكويتيين بدأ ينفد من الأحوال في البلاد، وقد أخبرني العديد من الكويتيين من أنهم ينوون السفر إلى الخارج".

وقالت "بلومبرج" إنه بينما ضخت دول خليجية أخرى مليارات الدولارات لتطوير قطاعات غير نفطية، وأقرت قوانين لجذب الاستثمارات الأجنبية، ركزت الكويت على إجراءات حمائية.

وأشارت إلى أن أقلية اقتصادية وشركات عدة فقط تفضل التنويع الاقتصادي في البلاد.

وأوضحت أن الكويت ابتعدت عن الإصلاحات لتنويع الاقتصاد ولم تتجاوز طموحها في "كويت 2035" أكثر من مجرد إعلان تلك الخطة لتحويل البلاد إلى مركز تجاري، إلا أن الكويت الأكثر ديموقراطية في الخليج أصبحت الأقل تقدماً.

نقلت الوكالة عن "حمد البحر"، الشريك في شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا قوله: إن "نظام الرعاية الاجتماعية في الكويت يشبه الأب الذي ينفق على أولاده، لكنه لا يتوقع منهم أن يعملوا".

وأشار "البحر" إلى جهود السعودية لتخفيف الدعم ببطء عن مواطنيها.

ومع ذلك، يعتقد البحر أن الإصلاحات الاقتصادية ستتحقق قريبا في الكويت، ويؤكد أن الأعمال التجارية تزدهر في الكويت رغم التحديات، مضيفا: "أعيش في أمان مالي وجسدي في الكويت".

ونقلت "بلومبرج" عن مسؤول تنفيذي في شركة كويتية قوله إن تحركات أخيرة لفرض ضوابط على الأسعار أضرت بثقة المستثمرين الدوليين والشركات المحليين.

وأضاف أن بعض الشركات الأجنبية المعتمدة على استيراد السلع الاستهلاكية تبتعد عن السوق الكويتية أو تخفض الشحنات وتركز بدلاً من ذلك على أسواق إقليمية أخرى.