مودرن دبلوماسي: ماذا وراء زيارة وزير الخارجية الصيني لمصر وأفريقيا؟

الأحد 22 يناير 2023 01:23 ص

اعتبر موقع "مودرن دبلوماسي" أن زيارة وزير الخارجية الصيني الجديد "تشين جانج" لعدد من الدول الأفريقية، تكتسب أهمية خاصة لدى بكين، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالقاهرة.

جاء ذلك في مقال نشره الموقع للكاتبة والأكاديمية المصرية المتخصصة في الشؤون الصينية "نادية حلمي".

وبدأ "جانج" جولته الأفريقية التي تعد تقليدا بدأ في عام 1991 في التاسع من الشهر الجاري واستغرقت 8 أيام، وشملت 5 دول هي إثيوبيا والغابون وأنغولا وبنين ومصر.

وسابقا، شغل الوزير الجديد (56 عاما) منصب سفير الصين لدى الولايات المتحدة، ومنصب المتحدث باسم وزارة الخارجية وتم ترقيته إلى نائب وزير الخارجية في العام 2018.

وتم تعيين "جانج" الشهر الماضي وزيرا للخارجية خلفا لـ"وانج يي" الذي قاد الدبلوماسية الصينية منذ عام 2013 حتى ديسمبر/ كانون أول 2022.

أهمية أفريقية

بشكل عام أوضحت "حلمي" أن الزيارة تأتي بمثابة رد من بكين عن عدة قضايا في مقدمتها المزاعم الأمريكية والغربية بأن الصين تخلق "شرك ديون" في القارة الأفريقية، والتأكيد أن استثماراتها ومعوناتها تصب في صالح القارة السمراء.

كما ترد الزيارة أيضا بشكل حازم على اتهامات المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "باتريك رايدر" بخصوص تحذيره من أن "تطور العلاقات بين الدول الأفريقية والصين سيكون له انعكاسات سلبية على علاقة هذه الدول بالولايات المتحدة الأمريكية".

وإضافة لذلك ترسل الصين من خلال الزيارة إشارة غير مباشرة لأمريكا، توضح مدى قوة علاقتها مع دول القارة الأفريقية، إذ تأتي الزيارة بعد فترة وجيزة من عقد القمة الأفريقية الأمريكية نهاية ديسمبر/ كانون أول 2022.  

كما تعكس الزيارة رغبة الصين في إقامة العديد من المناطق الاقتصادية والاستثمارية الخاصة مع الجانب الأفريقي وزيادة حجم التبادل التجاري بين الطرفين.

يذكر أن حجم التجارة بين الصين والدول الأفريقية شهد وتيرة متنامية خلال العام المنصرم، حيث تجاوز 255 مليار دولار عام 2022.

 بالإضافة إلى ذلك، فإن تأكيد وزير الخارجية الصيني على زيارة إثيوبيا والجابون وأنجولا وبنين ومصر ومقر الاتحاد الأفريقي ومقر جامعة الدول العربية خلال جولته المرتقبة لمصر والعديد من الدول الأفريقية الأخرى يعكس الموقع المهم الذي تشغله العلاقات الصينية المصرية والعلاقات الصينية العربية في دبلوماسية بكين.

أهمية مصرية 

بحسب الكاتبة المتخصصة بالشؤون الصينية، فإن القاهرة تحظي بأهمية خاصة لدى بكين، نظرا لحجم التعاون المشترك المتزايد بين البلدين في السنوات الأخيرة.

وخلال العقد الأخير، سجل التعاون المشترك بين الصين ومصر قفزة تاريخية، حيث كانت الصين أكبر شريك تجاري لمصر لمدة تسع سنوات متتالية، وبالنسبة للصين، تعد مصر واحدة من أكثر الدول نشاطًا وأسرعها نموًا في القارة الأفريقية.

تؤكد زيارة وزير الخارجية الصيني الجديد إلى مصر رغبة الصينيين في التقدم بسلاسة وبشكل ملموس في مشاريعهم بمنطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع القطار الكهربائي السريع بمدينة العاشر من رمضان، وغيرها من المشاريع المتنوعة التي تنفذها الشركات الصينية في مصر.

وتعد تلك الزيارة تأكيدا من الجانب الصيني على أهمية مصر من الناحية الاقتصادية والتجارية والاستثمارية للصين، في ضوء ما توفره منطقة شمال غرب قناة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر، من خلال شركة "تيدا" الصينية العملاقة التي وفرت أكثر من 40 ألف فرصة عمل للمصريين.

كما تأتي زيارة وزير الخارجية الصيني بمثابة تأكيد من قبل الصين على استكمال خط الإنتاج الأول المشترك للقاح ضد جائحة كورونا المستجد في القارة الأفريقية، بجعل مصر مركزا إقليميا صينيا أساسيا لتصدير اللقاح والأقنعة وأجهزة التنفس الطبي إلى أفريقيا عبر مصر وبالتعاون بالطبع مع الصين.

وإضافة إلى ذلك فإن زيارة وزير الخارجية الصيني الجديد لها معاني خاصة، بعد مساهمة ورش عمل لوبان الصينية في تعليم وتدريب الكوادر البشرية والفنية المصرية من خلال الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية بجامعة قناة السويس، والعديد من الكوادر المصرية الشابة تخرجت من خلال هذه الورش الصينية.

تكتسب زيارة وزير الخارجية الصيني أهمية خاصة لمواجهة تحديات اقتصادية خطيرة، بعد تفشي وباء كورونا "كوفيد -19"، والتعافي البطيء للاقتصاد العالمي الحالي.

لذلك، أصبح التعاون بين الصين ومصر وأفريقيا أقوى وأكثر شعبية على المستوى العام والشعبي.

أهمية عربية

بالنسبة للجانب العربي بشكل عام، فإن زيارة "قانج" إلى مقر جامعة الدول العربية ومصر لها أهمية خاصة في الجوانب أبرزها أنها تأتي كتأكيد صيني لما تم الاتفاق عليه قبل شهر، بعد القمة السعودية العربية الصينية المشتركة الناجحة، وبعد القمة الصينية الخليجية الأولى.

ويعزز ذلك دور الصين في المنطقة كأكبر تحرك دبلوماسي من حيث الحجم والمستوى تجاه العالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

وتأتي الزيارة أيضا كتأكيد صيني على أهمية "العمل بكل الجهود لبناء المجتمع العربي الصيني من أجل مستقبل مشترك نحو العصر الجديد" ودفع العمل المشترك بين الطرفين.

واستفاد قرابة ملياري مواطن عربي وأفريقي من التعاون مع الصين في بناء "الحزام والطريق". بالإضافة إلى التوافق الاستراتيجي بين الصين والدول العربية والأفريقية في جميع القضايا الإقليمية والدولية الكبرى، ومعارضة الهيمنة الأمريكية.

بالإضافة إلى أهم هذه الإمكانات الهائلة والآفاق الواسعة للتعاون المستقبلي بين جميع الأطراف.

 وخلصت الكاتبة إلى أن لدى الصين رغبة أكبر في حل الصراعات الأفريقية والعربية وعلى رأسها ملف أزمة سد النهضة، من خلال لعب دور أكثر إيجابية يعزز وجودها الأفريقي وانخراطها في البيئة العربية بشكل مكثف وعميق.

المصدر | نادية حلمي/ مودرن ديبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر الصين العلاقات الصينية المصري العلاقات الصينية الأفريقية العلاقات الصينية العربية

مودرن دبلوماسي: دور متنامي لإقليم جوانغدونج في زيادة التجارة بين مصر والصين

ميدل إيست آي: شركات المقاولات التركية تملأ الفراغ الصيني في أفريقيا