ناشونال إنترست: ليبيا أصبحت "ثمرة معلقة".. وبوتين يتحرك لقطفها

السبت 11 فبراير 2023 03:17 م

يُعرف "أيدار أغانين" بأنه أحد أفضل المستعربين في روسيا، وقد عمل بالأردن والعراق وفلسطين والولايات المتحدة، وأدار النسخة العربية من قناة "روسيا اليوم" بين عامي 2007 و2011،  وكان أحد مستشاري الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" المقربين لشؤون الشرق الأوسط، وبداية من يناير/ كانون الثاني الماضي أصبح سفير روسيا في ليبيا.

وبينما يواصل الغرب في ليبيا الحديث بـ "كلام فارغ" عن انتخابات أو تسوية دستورية، فإن تعيين "أغانين" علامة على أن روسيا تخطط لأخذ ليبيا وعلى الغرب أن ينتبه لذلك، بحسب تحليل لمجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، ترجمه "الخليج الجديد".

البحث عن نقاط الضعف

ويقول التحليل إنه في الوقت الذي يراقب فيه العالم الحرب الروسية في أوكرانيا (منذ 24 فبراير/ شباط 2022)، تبحث روسيا في بقية العالم عن نقاط الضعف.

فقبل عام فقط، ظهر تأثير روسيا على "أوبك"، عندما رفضت السعودية زيادة إنتاج النفط لدعم بقية الاقتصاد العالمي.

وكان النفوذ الروسي في سوريا كافيا لمنع إسرائيل من مساعدة أوكرانيا حتى بأنظمة دفاعية، كما قوض النفوذ الروسي على إيران جهود إحياء الاتفاق النووي مع الغرب.

السفير الروسي في طرابلس أيدار أغانين

وفي ليبيا، يدين الكثير من السياسيين بحياتهم ومسيرتهم المهنية للأسلحة الروسية والمرتزقة الروس، والآن هو الوقت المثالي لسداد ذلك الدين، وبوتين يعرف ذلك.

في المقابل، فإن الغرب لا يكاد يذكر ذلك البلد الواقع في شمال أفريقيا،  إلا عندما تتعطل تدفقات النفط الليبي.

وعندما تدخل حلف "الناتو" في ليبيا عام 2011، فإنه خبز نصف كعكة تغيير النظام الذي يقوده معمر القذافي لكنه لم ينجح في إنهاء المهمة. وبعد محاولة فاترة لإقامة ديمقراطية شهدت ليبيا حربا أهلية ثانية، وبعد محاولة فاشلة أخرى لفرض ديكتاتور جديد، هو خليفة حفتر، توقف الغرب عن المحاولة.

الثمرة المعلقة

في ضوء ذلك، يمكن القول إن ليبيا أصبحت ثمرة معلقة بالنسبة إلى روسيا، فهي بدون حكومة ولا دستور ولا سيادة فيها للقانون ناهيك بكونها مليئة بالميليشيات المأجورة، ويمكن أن تصبح بسرعة مصدر إزعاج.

ويمكن لأغانين أن يطلب بسهولة من أي ميليشيا أن تحاصر أو تخرب مضخة نفط وتحرم الغرب من مئات الآلاف من براميل النفط.

كما يمكنه استخدام ميله الواضح للغة العربية ومعرفته العميقة بالثقافة العربية، التي يفتقر إليها نظراؤه الغربيون، لجذب القبائل الليبية للاعتقاد بأن روسيا ستخدمهم بشكل أفضل.

ويمكنه أيضا محاولة إجبار المهاجرين من جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا على التوجه نحو أوروبا بشكل جماعي.

وفي حالة أكثر تطرفا، يمكنه العمل مع أحد رجال ليبيا السياسيين الأقوياء العديدين لمحاولة إجبار البلاد على العودة إلى الحرب الأهلية.

كما يعمل أغانين لصالح روسيا في بقية أفريقيا، مما يمنح موسكو نفوذا في منطقة الساحل الإفريقي بالإضافة إلى المزيد من النفوذ على مصر (جارة ليبيا).

لذلك، ينصح التحليل الغرب بـ"التفكير بجدية في كيفية إنهاء عقد من البؤس السياسي في ليبيا وإرسال دبلوماسيين ماهرين يمكنهم التعامل مع زعماء القبائل وبناء إجماع ليبي".

ويحذر أنه إذا لم يفعل الغرب ذلك، "على قادته ألا يلوموا أحدا سوى أنفسهم حينما يتوقف نفط البلاد عن التدفق مرة أخرى".

المصدر | ناشونال إنترست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ليبيا روسيا بوتين أغانين الغرب النفط أوكرانيا

ليبيا.. حكومة باشاغا تهدد بتصعيد يوقف إيرادات النفط عن حكومة الدبيبة