وول ستريت جورنال: نظام السيسي يصعد قمعه بحق المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي  

السبت 11 فبراير 2023 08:41 م

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن نظام الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" صعد حملته القمعية التي تستهدف المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، ممن تحقق مقاطع الفيديو التي ينتجونها رواجا واسعا حتى ولو كانت غير مسيسة.

وأشارت الصحيفة إلي أن هذه الحملة تأتي في إطار حملة أوسع على حرية الرأي والتعبير، بالتزامن مع أزمة اقتصادية تواجه البلاد في الوقت الحالي، وتضع حكومته تحت ضغوط غير مسبوقة.

ونقلت الصحيفة عن نشطاء حقوقيين قولهم إن "السيسي" يحاول من خلال حملته الأخيرة ترويع المؤثرين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي وردعهم عن التشكيك في حكومته.

واستشهدت الصحيفة باعتقال السلطات الشهر الماضي لصانع المحتوى محمد حسام الدين (الشهير بـ"بسة") بعد أن نشر مقطع فيديو ساخر حمل عنوان "الزيارة".

وكان المقطع عبارة عن عن مشهد تمثيلي ساخر لزيارة فتاة لخطيبها في السجن، حصد أكثر من 7.5 مليون مشاهدة على موقع "فيس بوك"، وتوعد فيه حسام الدين (بسة) الذي يرتدي بدلة صفراء خصمه بالخروج من السجن والانتقام منه. 

وذكرت الصحيفة أن السلطات اعتقلت إلى جانب "حسام الدين" 4 ممثلين مصريين آخرين شاركوا في الفيديو ووجهت إليهم اتهامات تتعلق بالإرهاب، على الرغم من حقيقة أن الفيديو لا يحتوي على رسالة سياسية صريحة.

وذكرت الصحيفة أن المصريين العاديين وكذلك بعض المسؤولين، بدأوا فى التشكيك بنهج السيسي فى معالجة الأزمة الاقتصادية الذي تسبب في تفاقم التضخم، عن طريق عرقلة الواردات لتوفير العملة الصعبة المتضائلة.

وأشارت إلي أن ارتفاع الأسعار الناجم عن الفشل الاقتصادي لحكومة السيسي ترك المصريين يكافحون من أجل تحمل تكاليف المواد الغذائية مثل الخبز واللحوم.

وقال مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية "حسام بهجت" (مجموعة حقوقية مقرها القاهرة) : "هناك غضب واضح للغاية، حيث أصبح الناس يوجهون اللوم للسيسي على سوء إدارة الاقتصاد لأول مرة منذ تسع سنوات "

وأضاف: "من الواضح أن السلطات أصبحت أكثر توترًا وحرصا على كبح سلوك المصريين".

ووفقا لهيئات حقوقية، فقد شهد عهد السيسي اعتقال عشرات الآلاف من المصريين لأسباب سياسية، وكانت الساحة الرقمية وهي أخر المساحات الحرة نسبيا أمام المصريين للتعبير عن رأيهم، ولكن يبدو أنها تغلق الآن بعد الاعتقالات الأخيرة التي طالت المؤثرين على مواقع التواصل.

والمؤثر في منصات التواصل الاجتماعي أو ما يعرف بـ"الإنفلونسر" هو الشخص الذي يقوم بنشر محتوى معين لجذب المتابعين وكسب ثقتهم ونيل محبتهم.

وإلى جانب "حسام الدين" أشارت الصحيفة إلي وجود اعتقالات أخرى طالت مؤثرين على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، بينهم الفتاة "نانسي صبحي حجازي" المعروفة بـ"موكا حجازي" ومودة فتحي راشد" (المعروفة باسم مودة الأدهم)

وذكرت الصحيفة أن موكا حجازي حكم عليها بالسجن لمدة عام بتهمة الدعارة وسنتين للدعوة للفجور. فيما حكم على مودة الأدهم بالسجن مدة 6 سنوات بتهمة الاتجار بالبشر.

وفي مارس/آذار الماضي، ألقت السلطات القبض على 3 رجال بفرقة "ظرفاء الغلابة" الساخرة بسبب نشرهم أغنية " الأسعار" التي أشارت إلي غلاء أسعار البنزين واللحوم.

ومنذ توليه الرئاسة في عام 2014، حذر السيسي مرارًا وتكرارًا من مخاطر الإنترنت وما وصفها بأنها "حرب" تستخدم وسائل الإعلام والتواصل لخلق عدم الاستقرار في المجتمع، بما في ذلك بين صفوف الشباب.

وتراقب السلطات المصرية وسائل التواصل الاجتماعي عن كثب وحسابات المعارضين السياسيين عليها، وبدأت في القبض على العديد من الأشخاص لكتابتهم منشورات عبر حساباتهم على الانترنت منذ حوالي عقد من الزمن.

وفي الفترة التي سبقت قمة المناخ الدولية التي استضافتها مصر في الخريف الماضي، قام المسؤولون باعتقال مئات الأشخاص الذين يشتبهون في أنهم متصلون بالدعوات للاحتجاج على مستوى البلاد.

المصدر | وول ستريت جورنال - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قمع مصر نظام السيسي إنفلونسر منتجي محتوى التواصل الاجتماعي