استنكرت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين، ما يتعرض له أهل السنة في ديالى من قتل وتهجير وتعذيب وترويع وانتهاك للحرمات واعتداء على المساجد من قبل ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية، بالإضافة إلى تدمير 11 مسجدا ومنع الأذان، والتنكيل بالأئمة والمؤذنين.

وناشدت الهيئة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لحماية أهل السنة في ديالى وفقا للمواثيق والقوانين الدولية، بإدانة هذه الأعمال وتصنيف القائمين بها بالميليشيات الإرهابية، محذرة مما يتعرض له أهل السنة في العراق من حملة منظمة لتهجيرهم من مدنهم وبيوتهم بذريعة كاذبة وخديعة كبرى وهي الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأكدت الهيئة أن هذا التنظيم الذي سيطر على مناطق واسعة تابعة لأهل السنة يقوم بمؤامرة ماكرة من قبل إيران وحلفائها في العراق.

ودعت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين الحكومة العراقية للمساواة بين الشعب العراقي في الحقوق والواجبات، كما طالبتها بالعمل الجاد لوقف الاحتراب والصراع الطائفي وحماية المواطنين جميعا من غير تمييز، وعدم الانحياز لفئة على أخرى حتى تستطيع البلاد الخروج من هذه الفتنة التي تعاظم أمرها.

وقد أعلنت السلطات المحلية في ديالى عن موافقة رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» على إجراءات حكومية، في أعقاب الانهيار الأمني والاعتداءات الطائفية التي شهدتها المحافظة مؤخرا، وسط تشكيك من قوى سنية بجدوى تلك الإجراءات دون معاقبة المجرمين.

وكشف قائمقام قضاء المقدادية في محافظة ديالى «زيد إبراهيم، أول أمس الثلاثاء، أن رئيس الوزراء «حيدر العبادي»، وجه بإعادة بناء المحال التجارية التي هدمت جراء التفجير المتعاقب وترميم المساجد والمحال التي تضررت جراء ردود الأفعال التي عقبت ذلك التفجير بأسرع وقت لإزالة آثار الحادث الإجرامي.

ووصل «العبادي» أول أمس الثلاثاء، إلى قضاء المقدادية وتفقد المقهى الشعبي الذي تعرض لتفجيرين متعاقبين، فضلا عن المساجد التي تم تدميرها في اليوم ذاته، كما عقد اجتماعا أمنيا موسعا بحضور شيوخ عشائر القضاء.

وقد أشاد بالقوات الأمنية في قضاء المقدادية في محافظة ديالى لإلقائها القبض على منفذي الهجمات التي شهدها القضاء مؤخرا، وفيما أكد أن حكومته لن تسمح بحمل السلاح خارج إطار الدولة، معتبرا أن أي سلاح خارج هذا الإطار يحقق أهداف تنظيم «الدولة الإسلامية».

وهذه الزيارة هي الثانية لـ«العبادي» إلى محافظة ديالى عقب أعمال العنف التي شهدها قضاء المقدادية، على خلفية تفجير انتحاري مزدوج استهدف مقهى شعبيا وأسفر عن مقتل وإصابة 63 شخصا.

وأعلن مدير شرطة ديالى العقيد «جاسم السعدي للصحفيين أن حملة اعتقالات تمت بعد أحداث تفجير المقهى في المقدادية وردود الأفعال عليها، فأوضح أن السلطات الأمنية اعتقلت 20 مشتبها بحادث تفجير المقهى وسيتم إطلاق سراح معظمهم لعدم وجود علاقة لهم بالحادث، إضافة إلى اعتقال شخصين فقط بتهمة إحراق ونسف تسعة جوامع في المدينة.

ولم يذكر المسؤول الأمني أية معلومات عن اعتقال المسؤولين والجهات التي نفذت عمليات خطف وقتل لأكثر من 40 شخصا من أهالي المنطقة في أعقاب التفجير المذكور.