بنوك عالمية تتسابق للاستثمار والتوظيف بالسعودية والإمارات.. وهذا هو السبب

الأحد 26 فبراير 2023 09:18 ص

رصد تقرير نشره موقع "إنترناشونال فايننس ريفيو" حراكا على مستوى التواجد والتوظيف لبنوك عالمية في منطقة الخليج خلال الفترة الماضية، لاسيما في السعودية والإمارات، مدفوعة بالخطط الطموحة التي وضعها البلدان للتنوع الاقتصادي بعيدا عن عائدات النفط، ما يعني دفع نشاط أسواق رأس المال المحلية المستدامة.

ومن بين البنوك والشركات المالية العالمية التي عززت وجودها في السعودية والإمارات، بالإضافة إلى مواقع أخرى في الشرق الأوسط، "إتش إس بي سي HSBC"، و"جولدمان ساكسGoldman Sachs"، و"سيتي جروب Citigroup"، و"جي بي مورجان JP Morgan"، و"مورجان ستانلي Morgan Stanley"، وكان هناك أيضا "لازار Lazard" و"مويلس Moelis" و"روتشيلد Rothschild"، وفقا للتقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".

ولا تزال الأخيرة "روتشيلد" تقف في قائمة الانتظار للانضمام إلى حشد الكيانات المصرفية في الرياض، وتقول مصادر إنها تقدمت بطلب للحصول على ترخيص لإنشاء مكتب كامل في المملكة سيرأسه مارك سيدويل، وزير مجلس الوزراء البريطاني السابق الذي انضم إلى الشركة العام الماضي.

تعيينات متسارعة

وقد اختارت "لازار"، الرياض مقرا لمركزها المصرفي الاستثماري الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعينت وسيم الخطيب رئيسا لأعمال الاستشارات المالية بتلك المنطقة، ومعه سارة السحيمي التي تم تعيينها في سبتمبر/أيلول الماضي.

وتخطط "جولدمان ساكس" أيضا لفتح مكتب جديد في الرياض في وقت لاحق من هذا العام، بعد مضاعفة عدد موظفيها في المملكة بأكثر من الضعف في السنوات الأخيرة، كجزء من سياستها لزيادة كبيرة في الموظفين في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كانت هناك عدة تعيينات عليا أخرى في الرياض في الأشهر الأخيرة، حيث عين "إتش إس بي سي" فارس الغنام رئيسا تنفيذيا له في السعودية، وقال إن التعيين جزء من "مرحلة جديدة من النمو في المملكة"، وعين "ستاندرد تشارترد" مازن فهد البنيان في منصب الرئيس التنفيذي بالسعودية، وعين "جولدمان ساكس" محمد البنيان عضوا منتدبا في السعودية، وعين "دويتشه بنك" العنود القحطاني مديرًا عامًا لفرعه السعودي.

وفي دبي، نقل بنك "إتش إس بي سي" كبير المصرفيين جوليان وينتزل من المملكة المتحدة لرئاسة الخدمات المصرفية العالمية في المنطقة، وعين "سيتي جروب" كمال بن قابو رئيسا للأسواق في المنطقة، وعين "هوليهان لوكي" آندي كيرنز رئيسًا لأسواق رأس المال في الشرق الأوسط وأفريقيا، ونقلت "جولدمان ساكس" تشارلز دير كيندرين وسيمون مارتن من لندن إلى دبي في سبتمبر/أيلول.

ونقل التقرير عن مصادر في القطاع أن بعض البنوك نقلت أيضًا موظفين من روسيا إلى منطقة الخليج، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث تحولوا إلى تغطية الشرق الأوسط، نظرًا لأن هناك صفقات طموحة تلوح في الأفق.

أسواق رأس المال المحلية

وقال التقرير إن عمليات التوظيف والنقل السابق ذكرها كانت مدفوعة بالتفاؤل بأن خطط البلدان لتقليل الاعتماد على عائدات النفط ستدفع نشاط أسواق رأس المال المحلي المستدام.

ويُعد إنشاء أسواق رأس مال محلية أعمق أمرًا أساسيًا في رؤية السعودية 2030 وخطط الإمارات لعام 2031، وهذا يعني أنه يتم إدراج الأصول الثمينة في الاكتتاب، للمساعدة في جلب مصادر سيولة جديدة من المستثمرين المحليين والدوليين، فضلاً عن زيادة ترجيح المنطقة في مؤشرات الأسواق الناشئة.

وقال "إتش إس بي سي" إنه يعتزم زيادة عدد المصرفيين الاستثماريين العام المقبل في السعودية، حيث يعد أكبر بنك استثماري، بنسبة تصل إلى 15%.

ويعمل لدى البنك في السعودية حوالي 250 موظفًا، من بينهم حوالي 55 مصرفيًا استثماريًا، أكثر بكثير من الشركات الأجنبية الأخرى.

وقال باتريك ديليفانيس، الذي تم تعيينه مؤخرًا كرئيس مشارك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "مورجان ستانلي": "نحن اليوم أكبر بكثير من حيث عدد الموظفين مما كان عليه قبل 5 سنوات".

ومع استعداد صناديق الثروة السيادية الخليجية لتوظيف رؤوس الأموال الذي تطلبه الشركات والمصدرون والمستثمرون، يستمر نمو الأسواق المالية في التسارع، ويزداد تدفق رؤوس الأموال إلى الأنظمة المالية المحلية الخليجية من الخارج، يقول التقرير.

وقال مصرفي آخر إن ارتفاع أسعار النفط وانسحاب المستثمرين من روسيا والأسواق الناشئة الأخرى "دفعوا بقوة" ما كان التزامًا واضحًا طويل الأجل لتطوير أسواق رأس المال المحلية والاستثمار في المنطقة.

رسوم قياسية

ويقول التقرير إن العام الماضي سجل رقماً قياسياً لرسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط، حيث جلبت البنوك 1.51 مليار دولار من اكتتاب الديون والأسهم وعمليات الدمج والاستحواذ والقروض المشتركة، بزيادة 15% عن عام 2021 وتجاوز العام القياسي السابق لعام 2007 ، وفقًا لبيانات "رفينيتيف".

وقال نويل كوين الرئيس التنفيذي لبنك "إتش إس بي سي" للصحفيين، الثلاثاء الماضي، بعد تقديم نتائج 2022: "لقد كان عامًا مميزًا لأعمالنا في الشرق الأوسط"، مضيفا: "نحن نخصص المزيد من الموارد للشرق الأوسط، إنها فرصة نمو جيدة ليست فقط على المدى القصير، بل نرى فرصًا جيدة على المدى المتوسط والطويل، لذلك نحن نعمل على زيادة استثماراتنا".

وكان "إتش إس بي سي" قد أعلن عن تحقيق أرباح قبل خصم الضرائب بقيمة 1.7 مليار دولار أمريكي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العام الماضي، بزيادة قدرها 19% عن عام 2021.

المصدر | إنترناشونال فايننس ريفيو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

رؤية السعودية 2030 التنويع الاقتصادي بنوك عالمية اقتصاد السعودية اقتصاد الإمارات الأسواق المالية الخليجية