ذكر موقع "المونيتور" الأمريكي، الأحد، أن الولايات المتحدة والسعودية تخططان لبدء أول مناورة تدريبية مشتركة لمكافحة الطائرات بدون طيار في الأسبوع الأخير من مارس/ آذار الجاري.

ووفق أربعة مسؤولين عسكريين أمريكيين مطلعين على الأمر، بحسب تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، فإن مناورة "الرمال الحمراء" الأولى ستشمل أنظمة دفاع جوي مملوكة للبلدين، لكنها لن تضم جيوشا إقليمية أخرى.

وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يعتزمون ضم نظرائهم من جيوش شرق أوسطية إضافية إلى النسخ اللاحقة من المناورة في الأشهر المقبلة، والتي من المتوقع أن تُجرى جميعها في  السعودية بفضل المساحات الشاسعة من الصحاري بعيدا عن المراكز السكانية، ما يتيح تجربة أسلحة جديدة.

طائرات إيران

وهذه المناورة، وفق التقرير، من أفكار قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل إريك كوريلا، وأهم خطوة في جهود وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) المتأخرة للتكيف مع التقدم السريع الذي حققته إيران في حرب الطائرات بدون طيار في السنوات الأخيرة.

وبعد أكثر من ثلاث سنوات من ضرب الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية الموجهة لمنشآت شركة أرامكو النفطية السعودية في المملكة، أقر مسؤولو الدفاع الأمريكيون صراحة بأن الاعتماد على الوسائل التقليدية فشل في ردع هجمات إيران.

وأفاد التقرير بأن مسؤولي الجيش الأمريكي سيقدمون لنظرائهم السعوديين جهاز محاكاة جديد تم تطويره العام الماضي، ويُسمى مبدئيا "أداة التدريب المؤقتة للمنصة المضادة للطائرات بدون طيار"، لتدريب الأفراد على الاستجابة لهجمات الطائرات بدون طيار المعادية.

"الرمال الحمراء"

ويعتمد كبار الضباط في القيادة المركزية الأمريكية على مناورة "الرمال الحمراء" لتصبح أرض الاختبار الأولى في الشرق الأوسط لتكنولوجيا مكافحة الطائرات بدون طيار وصواريخ غربية ناشئة، حيث يهدف مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى توجيه الشركاء والحلفاء في المنطقة بعيدا عن شراء معدات عسكرية متطورة من الصين، وفق التقرير.

وقال قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية اللفتنانت جنرال أليكس غرينكويتش لـ"المونيتور": أعتقد أن ما ستمكّنهم مناورة "الرمال الصحراء" من القيام به هو الحصول على رؤية أفضل لجودة المعدات الغربية والأوروبية والأمريكية خاصة.

وأشاد بالقوات المسلحة السعودية لتطويرها أساليب جديدة لتعقب وإسقاط الطائرات بدون طيار الإيرانية التي أطلقها المتمردون الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن.

وقال غرينكويتش: "هناك في الواقع الكثير يمكننا أن نتعلمه منهم (السعوديين) من منظور (التكتيكات والتقنيات والإجراءات)، لا أعتقد أن هناك الكثير مما يمكننا تقديمه للسعوديين".

جولة لويد أوستن

ولم يتضح على الفور سبب عدم جدولة جيوش إضافية متحالفة مع الولايات المتحدة والسعودية للمشاركة في افتتاح مناورة "الرمال الحمراء"، لكن مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قال إنه يوجد تردد بين بعض المسؤولين في المنطقة بشأن أن يُنظر إليهم على أنهم جزء من هذه التدريبات.

ويقول مسؤولو دفاع أمريكيون إن إيران تواصل شحن صواريخها وطائراتها بدون طيار إلى مجموعات تعمل لصالحها بالوكالة في المنطقة، مما يؤدي إلى مخاوف من أن العدد الهائل من المقذوفات الإيرانية يمكن أن يكون ساحقا  للدفاعات الجوية الإقليمية إذا اندلع صراع مفتوح مع طهران أو وكلائها.

وأفاد التقرير بأن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وصل إلى الشرق الأوسط الأحد لمتابعة جهود إدارة بايدن لإقناع الجيوش العربية بتبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون نحو إنشاء شبكة دفاع جوي إقليمية لحماية أنفسهم بشكل أكثر فعالية من التهديدات الجوية الإيرانية. وبدأ أوستن جولته من الأردن الأحد، ومن المقر أن تشمل أيضا إسرائيل ومصر.

وشدد التقرير على أنه بالرغم من الاهتمام الكبير بالمنطقة، إلا أنه لا تزال هناك مخاوف من أن التقدم لا يواكب التقدم الإيرانني، خاصة وأن روسيا تستعد الآن لتعزيز تكنولوجيا أسلحة طهران مقابل دعمها لحرب موسكو المستمرة في أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

ونفت إيران أكثر من مرة صحة اتهامات غربية لها بتزويد روسيا بطائرات بدون طيار تستخدمها ضد أوكرانيا.