العفو الدولية: قانون العمل الأهلي يُعرّض منظمات المجتمع المدني في مصر للإغلاق

الخميس 13 أبريل 2023 09:59 ص

حذرت منظمة العفو الدولية "أمنيستي" من أن منظمات المجتمع المدني المستقلة قد تُجبر على الإغلاق في مصر مع انقضاء الموعد النهائي لتسجيل المنظمات غير الحكومية بموجب القانون القمعي لتنظيم ممارسة العمل الأهلي لسنة 2019.

وقالت المنظمة في بيان لها الأربعاء، إن إغلاق منظمات المجتمع المدني سيحدُّ أكثر من مساحة المشاركة المدنية ونشاط حقوق الإنسان في مصر.

وفي 5 أبريل/نيسان الجاري، قالت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية نيفين القباج، إنَّ المنظمات غير الحكومية التي لم تُسجل بموجب قانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي لسنة 2019 بحلول 12 أبريل/نيسان الجاري تواجه خطر الحل، مؤكدة أنه لن يُمنح أي تمديدات أخرى.

وذكرت "أمنيستي" أن بيان الوزيرة المصرية تجاهل الدعوات المتزايدة من المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، فضلًا عن خبراء الأمم المتحدة، لإلغاء أو تعديل القانون لضمان امتثاله للمعايير الدولية بشأن الحق في حرية تكوين الجمعيات أو الانضمام إليها.

وحسب المنظمة يمنح قانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي لسنة 2019 السلطات صلاحيات واسعة للغاية للإشراف على تسجيل المنظمات غير الحكومية، وأنشطتها، وتمويلها، وحلّها.

ويقيّد أنشطة المنظمات غير الحكومية من خلال قصر عملها على "تنمية المجتمع"، وهو مفهوم غامض التعريف يمكن استخدامه بالفعل لحظر العمل في مجال حقوق الإنسان.

كما يمنع المنظمات غير الحكومية من إجراء البحوث ونشر نتائجها دون إذن مسبق من الحكومة.

وعلّقت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وهي واحدة من أقدم منظمات حقوق الإنسان في مصر، أنشطتها في يناير/كانون الثاني 2022 بعد 18 عامًا، مُشيرة إلى البيئة القمعية وعدم قدرتها على القيام بالعمل الحقوقي في ظل القانون شديد القسوة.

ملاحقات قضائية

وقال التقرير: "على مدى السنوات التسع الماضية، كثفت السلطات المصرية محاكماتها الجائرة واحتجازها غير القانوني للعاملين في المنظمات غير الحكومية لعرقلة العمل في مجال حقوق الإنسان".

وأضاف: "في التحقيق الجنائي الذي دام عقدًا من الزمن في العمل المشروع لمنظمات المجتمع المدني في القضية 173 لعام 2011، المعروفة باسم قضية التمويل الأجنبي، لا يزال ما لا يقل عن 15 من العاملين في المنظمات غير الحكومية خاضعين للتحقيق".

وتابع: "كما لا يزال العديد من العاملين في المنظمات غير الحكومية مسجونين ظلمًا بسبب عملهم المشروع في مجال حقوق الإنسان".

وأشارت "أمنيستي" إلى أن مؤسس ومدير مركز عدالة للحقوق والحريات محمد باقر، محتجز تعسفيًا منذ 29 سبتمبر/أيلول 2019. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، حُكم عليه بالسجن لمدة 4 سنوات بعد محاكمة بالغة الجور أمام محكمة طوارئ بتهمة "نشر أخبار كاذبة".

وتتعلق التهمة بتقارير صادرة عن مركز عدالة للحقوق والحريات حول ظروف الاحتجاز واستخدام عقوبة الإعدام في مصر.

وفي 5 مارس/آذار 2023، أدانت محكمة طوارئ عزت غنيم، مؤسس التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، و29 آخرين، بتهم هزلية نابعة من عملهم في مجال حقوق الإنسان أو معارضتهم السلمية، وحكمت عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين 5 سنوات والمؤبد، بعد محاكمة جائرة.

وتابعت المنظمة: "يجب على المجتمع الدولي أن يدعو السلطات المصرية إلى وضع حد لحملتها القمعية ضد المنظمات غير الحكومية المستقلة. وينبغي على السلطات الإفراج العاجل عن المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يقبعون ظلمًا في السجن، وإلغاء جميع الإدانات الجائرة، وإسقاط القضية 173 بشكل نهائي، وإلغاء قرارات حظر السفر وتجميد الأصول المفروضة على العاملين في المنظمات غير الحكومية".

في 5 أبريل/نيسان 2023، أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي أنَّ 35653 منظمة غير حكومية قد سجلت بموجب قانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي لسنة 2019.

وفي وقت سابق، ذكرت السلطات أنَّ هناك 52500 جمعية ومؤسسة أهلية في البلاد.

وتعمل أبرز المنظمات غير الحكومية لحقوق الإنسان في مصر، بما في ذلك تلك التي تقدم المساعدة القانونية المجانية لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، كشركات غير ربحية أو كمكاتب محاماة وتواجه خطر الحل لعدم التسجيل بموجب قانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي لسنة 2019.

وقد أفادت المنظمات المسجلة بموجب قانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي باستمرار بأن السلطات إما أخرت أو رفضت الموافقة على تمويلها ومشاريعها.

المصدر | الخليج الجديد + مواقع

  كلمات مفتاحية

أمنيستي منظمة العفو الدولية مصر منظمات المجتمع المدني قانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي العمل الأهلي