العلاقات القطرية الفرنسية.. من المجال الاقتصادي إلى الفضاء العسكري

الجمعة 28 أبريل 2023 08:01 ص

يعود تاريخ العلاقة الخاصة بين فرنسا وقطر إلى سبعينات القرن الماضي، وهي واحدة من أقدم العلاقات وأوسعها وأكثرها ثقة بين باريس ودول الشرق الأوسط.

يرى مقال رالف جونسون في "أوراسيا ريفيو" الذي ترجمه "الخليج الجديد" أن انفتاح قطر وتقاليدها الصديقة للأعمال عززا روابطها مع العديد من الدول الغربية، وتحديداً فرنسا؛ ثاني أكبر هدف للاستثمارات القطرية في أوروبا، بعد بريطانيا. وتتمتع قطر بعلاقات دافئة مع الدول الغربية على الصعيد العالمي، لكنها تظل مستقلة في جوهرها، وهو أمر تشترك فيه مع فرنسا.

تشابه التفكير

ويشير المقال إلى أنه يوجد لدى قطر نزعة استقلالية كما تعد فرنسا واحدة من تلك الدول المتقدمة النادرة التي لا تتماشى بشكل منهجي مع الحلفاء بشكل عام، أو الولايات المتحدة بشكل خاص. ففي عام 2003، أدى الغزو الأمريكي للعراق إلى اصطفاف كل الحلفاء الغربيين خلف القوة العظمى الأمريكية، لكن فرنسا اختارت عدم الانضمام إلى الصراع، وهو استعراض للاستقلال لاحظه العالم العربي.

ولدى قطر استثمارات كبيرة في فرنسا مثل باريس سان جيرمان أغنى فريق كرة قدم في فرنسا، وتمتلك قطر أيضًا، جزئيًا أو كليًا، معظم الفنادق الفاخرة في فرنسا، وأقسامًا كبيرة جدًا من العقارات عالية القيمة، مثل معرض برنتمبس ومركز إليزيه 26 التجاري، فضلا عن الشركات والاستثمارات الأخرى.

وعلى الجانب الآخر يذكر التقرير أن فرنسا نشطت أيضًا في قطر، وبالتحديد من خلال عقد عام 2017 لنظام النقل العام في الدوحة الذي عُهد به إلى مجموعة "إس إن سي في"، وبناء الطريق السريع الممنوح لشركة ينشي.

ونظرًا لتركيز قطر القوي على التعليم، شهد عام 2016 افتتاح فروع قطرية من كلية "إتش إي سي" للأعمال. ومنذ ذلك الحين، تم توقيع المزيد من الاتفاقيات الجامعية، خاصة في مجال تطوير مهارات الأمن السيبراني.

ووفقا لتقرير جلف نيوز وصلت الاستثمارات الفرنسية في قطر إلى 1.16 مليار دولار أمريكي في عام 2021. وحتى الآن، تم تسجيل أكثر من 120 شركة و 80 وكالة امتياز فرنسية في قطر.

ومع كل ما سبق لايزال القطاع العسكري على الأرجح الجانب الأكثر حيوية في العلاقة المزدهرة باستمرار، كما أظهرت التدريبات البحرية المشتركة الأخيرة للبحرية القطرية مع نظيرتها الفرنسية في فبراير/شباط 2023، تحت إشراف وزير الدفاع خالد بن محمد العطية شخصيًا.

تعاون أمني وعسكري

يمثل التعاون في المجالات الأمنية والدفاعية أحد أعمدة العلاقات الثنائية بين قطر وفرنسا، حيث اشترت قطر عدة طائرات رافال فرنسية، كما ينظم الجانبان تدريبات ومناورات عسكرية منتظمة.

ويشير المقال إلى أن القوات البحرية هي الموضوع الحالي للتعزيزات الكبيرة، لا سيما مع وصول عدة سفن حربية من صنع شركة "فينكانتيري"، مثل طرادات فئة الزبارة. ويتألف سلاح الجو القطري في الغالب من طائرات فرنسية (ميراج 2000، حلت محلها مقاتلات رافال تدريجياً)، مع عدد قليل من المعدات البريطانية والأمريكية.

 

وتعد قطر، من بين أكبر مستوردي مقاتلات رافال حيث تم طلب 36 طائرة، ويتم أيضًا تسليم طائرات هليكوبتر فرنسية جديدة، بعد طلبية قوامها 28 وحدة.

ويضيف التقرير أن الثقة بين البلدين وصلت إلى مستويات كافية لقطر للحصول على قدرات إدارة برامج الدفاع الخاصة بها بمساعدة فرنسا. ويتوقع أن تحصل قطر على برامج رقمية مثل برنامج "في بي سي آي" وهو عبارة عن برنامج لمركبات المشاة القتالية تقدمه شركة نكستر الفرنسية، أحد الموردين الرئيسيين في قطر.

رغم التقلبات

ويشير التقرير إلى أن العلاقة بين قطر وفرنسا شهدت، مثل أي علاقة أخرى طويلة الأمد، تقلبات متكررة. لكن في كل مرة، كان لدى مسؤولي الدولتين البراعة السياسية والدبلوماسية للتنقل بمهارة.

وفي كل مناسبة، تم العثور على طريقة للحفاظ على المصالح المتبادلة والعلاقة المزدهرة التي ستبقى مثمرة في المستقبل لكلا الجانبين.

المصدر |  رالف جونسون | أوراسيا ريفيو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر فرنسا ميراج رافال ماكرون

فائض الميزان التجاري القطري يتراجع أكثر من 19%