استقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة، وزير خارجية البحرين عبداللطيف بن راشد الزياني، الذي وصل في زيارة رسمية إلى كييف.

وهذه هي الزيارة أول زيارة لوزير خارجية البحرين إلى أوكرانيا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يوليو/تموز 1992، والثانية لوزير خارجية دولة خليجية منذ اندلاع الصراع مع روسيا في فبراير/شباط 2022، بعد زيارة نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، قبل شهرين.

وقال زيلينسكي إن "هذه إشارة مهمة للتعاون والدعم بين الدولتين".

وجرى خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر حول مشاركة مملكة البحرين في إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب، وكذلك المشاركة في مشاريع تعاون واعدة في المجالات الإنسانية والاقتصادية.

وركز زيلينسكي على مسألة إزالة الألغام من مناطق واسعة من الأراضي الأوكرانية الملوثة نتيجة للأعمال العدائية الروسية، والاحتياجات العملية للمعدات اللازمة.

وشكر الرئيس الأوكراني البحرين على دعمها المستمر لوحدة أراضي كييف وسيادتها على خلفية العدوان الروسي الشامل، والذي شهدته مرارًا خلال التصويت على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة.

وشدد على أن المساعدة الإنسانية من البحرين هي أيضا مهمة جدا لأوكرانيا ومواطنيها.

وقال الرئيس الأوكراني: "لأن نضالنا لا يتم فقط على الجبهة، فشعبنا ومجتمعنا أيضا في ساحة المعركة، وعملهم يساعد جيشنا على تحرير أراضينا".

وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا ستنتصر بالتأكيد، لأنها تحارب العدوان وتحمي أراضيها وعائلاتها، وشدد على أن أوكرانيا تسعى إلى السلام، ولهذا السبب عرضت على المجتمع الدولي صيغة أوكرانية للسلام.

وتابع: "سنكون ممتنين لجميع الدول التي تريد حقًا مساعدة أوكرانيا في تحقيق السلام".

ودعا زيلينسكي البحرين للمشاركة في العملية الدبلوماسية ذات الصلة، ولا سيما للمشاركة في تنفيذ نقاط معينة من الصيغة والمشاركة في قمة السلام المستقبلية.

ولفت انتباه وزير خارجية البحرين إلى مشكلة الترحيل القسري للأطفال الأوكرانيين إلى روسيا، والبحث عن سبل لإعادتهم إلى وطنهم وعائلاتهم.

وفي السياق، أكد الزياني، أن زيارته لأوكرانيا تعد فرصة لمناقشة سبل تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق الخير والنفع للشعبين.

وقال خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأوكراني ديميتري كوليبا، إنه "خلال الزيارة بحثنا تطورات الحرب في أوكرانيا وانعكاساتها على الأمن والاستقرار في القارة الأوروبية والعالم".

وجدد دعوة البحرين الى ضرورة وقف الحرب في أوكرانيا، ودعوة الملك في العديد من المناسبات على ضرورة إنهاء الحرب والتوصل إلى حل سياسي للصراع بالوسائل السلمية وعبر المفاوضات والطرق الدبلوماسية، حفاظاً على الأمن والسلم في أوروبا والعالم.

وأشار إلى أن المباحثات تناولت مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية العالمية، والحروب والصراعات الدائرة وانعكاساتها على الشعوب وآثارها المدمرة على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، وعلى وجه الخصوص في منطقة الشرق الأوسط.

بدوره، أكد كوليبا أهمية الزيارة الأولى لمسؤول رفيع المستوى من مملكة البحرين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ أكثر من 30 عاماً.

وأشاد كوليبا بموقف البحرين الداعي إلى وقف الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا أن المباحثات تناولت تعزيز الحوار السياسي بين البلدين وتكثيف التنسيق بين الجانبين في المحافل الدولية، إضافة إلى فتح مجالات جديدة للتعاون المشترك بما في ذلك المجالات التجارية والاقتصادية والأمن الغذائي.

وشدد على رغبة بلاده في توسيع التعاون بين أوكرانيا ومجلس التعاون لدول الخليج.

كما التقى الزياني خلال زيارته كييف رئيس البرلمان الأوكراني رسلان ستيفانتشوك والنائب الأول لرئيس الوزراء ووزيرة التنمية الاقتصادية والتجارة بأوكرانيا يوليا سفيريدينكو.

وأواخر فبراير/شباط 2023، زار وزير الخارجية السعودي أوكرانيا كأول مسؤول خليجي وعربي منذ الغزو الروسي، ووقع اتفاقيات تتضمن مساعدات إنسانية ومشتقات نفطية بـ400 مليون دولار.

وأطلقت روسيا، في 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.