قال تقرير نشرته مجلة "إيكونوميست" إن الحرب في أوكرانيا شجعت روسيا وإيران على التقارب أكثر وتنشيط طرق التبادل التجاري بينهما، ومن أبرزها طرق النقل البرية والبحرية.
وبعد أن ابتعدت روسيا، من قبل، عن الاستثمار في البنية التحتية الإيرانية خوفًا من العقوبات الغربية، جعلتها الحرب في أوكرانيا تتجاهل هذا الحذر.
مشروع بحري
ومنذ إنشاء قناة السويس في مصر عام 1869، وربط الشرق بالغرب، حاولت العديد من دول الشرق الأوسط أن تحذو حذوها، فقامت إسرائيل مؤخرًا بقطع قناة من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر، أو خط سكة حديد من مينائها في حيفا عبر الأردن وإلى الخليج.
ويروج وزير النقل العراقي السابق بلا كلل لمخطط لشق قناة من ميناء البصرة جنوب العراق وصولا إلى تركيا.
ومع ذلك، فإن أخطر مشروع هو مشروع روسي إيراني لربط بحر قزوين بالمحيط الهندي، وفقا للتقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".
وتقول "إيكونوميست" إنه بعد عقود من دراسات الجدوى، دفع الخوف المشترك من العزلة من قبل القوى الغربية روسيا وإيران إلى بناء ممر مانع للعقوبات.
ومنذ أن شدد الغرب العقوبات على روسيا بعد غزوها أوكرانيا، فتح "الزوجان المنبوذان" روسيا وإيران خط سكة حديد دائريا عبر كازاخستان وتركمانستان.
وتعمل روسيا على تحديث موانئها باستثمارات إيرانية، بينما تعمل شركة شحن إيرانية على بحر قزوين على تعزيز أسطول الشحن الإيراني.
وتساعد روسيا في بناء خط سكة حديد بطول 164 كم عبر إيران حتى حدودها مع أذربيجان على شاطئ بحر قزوين.
وبمجرد اكتمال ذلك، سيكون هناك خط سكة حديد يتحدى العقوبات يمتد من بحر البلطيق إلى بندر عباس على الخليج العربي.
ويشير التقرير إلى أن التجارة الروسية الإيرانية السنوية قفزت بالفعل بنسبة 20% خلال عام إلى ما يقرب من 5 مليارات دولار، كما يقول إميل أفدالياني، أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة تبليسي الجورجية.
ويتوقع النقاد الروس أن التجارة مع إيران يمكن أن تتجاوز التجارة بين روسيا وتركيا، والتي بلغت 30 مليار دولار.
وزودت روسيا الشهر الماضي إيران بالزيوت المكررة (البنزين والديزل) عن طريق السكك الحديدية، وقد شحنت مؤخرًا 12 مليون طن من الحبوب عبر إيران إلى الهند.
وتشمل المشاريع الأخرى تطوير القنوات الروسية بين نهري الدون والفولجا التي تربط البحر الأسود ببحر قزوين.
ويمكن لخط سكة حديد آخر، إلى ميناء تشابهار الإيراني الجنوبي الشرقي، أن يسرع الصادرات الروسية إلى الهند أكثر.
