بدأ السفير التونسي لدى سوريا محمد المهذبي مباشرة عمله في العاصمة دمشق، بعد تسليم أوراق اعتماده سفيراً مفوضاً فوق العادة لوزير الخارجية والمغتربين في النظام السوري فيصل المقداد.

وخلال تسلمه أوراق اعتماد المهذبي، تحدث المقداد عن عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين، لافتا إلى أهمية البناء على اللقاء الذي جمع بين قائدي البلدين في القمة العربية بجدة لتعزيز العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات.

ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري، عن المقداد إشارته إلى محاولات الدول الغربية تفتيت الدول العربية وتمزيقها ومحاولة إنهاء الروابط فيما بينها.

وأكد الدبلوماسي السوري، على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، بما يخدم مصلحة الدول العربية ويحقق تطلعات الشعب العربي.

بدوره، عبر المهذبي عن اعتزازه لتعيينه للعمل في سوريا، مشيرا إلى عمق الروابط التي تجمع البلدين، وحرص القيادة التونسية على تعزيز العلاقات المتبادلة في المجالات كافة بين الدولتين.

وأعلنت سوريا وتونس، في أبريل/نيسان الماضي، أنهما ستعيدان فتح سفارتيهما، بعد نحو عقد من قطع تونس العلاقات مع دمشق، احتجاجاً على الحملة التي استهدفت المحتجّين المعارضين لرئيس النظام السوري بشار الأسد.

والتقى الأسد، مع الرئيس التونسي قيس سعيد الجمعة، على هامش مشاركتهما في القمة العربية 32 بمدينة جدة، حيث تطرقا إلى "العلاقات الثنائية في مختلف المجالات"، حسب وكالة "سانا" التي قالت إن الأسد رحّب بعودة العلاقات مع تونس، مشيراً إلى "ضرورة تعزيز هذه العلاقات ليس فقط على المستوى السياسي والاقتصادي فقط، وإنما على المستوى الثقافي والفكري والشعبي".

فيما أعرب سعيّد عن بالغ سعادته بعقد هذا "اللقاء التاريخي"، الذي قال إنه "يعكس علاقات الأخوّة بين تونس وسوريا، بعكس ما ادّعاه البعض، في وقت من الأوقات، بأنهم أصدقاء سوريا، في حين أنهم ساهموا في معاناة الشعب السوري لسنوات طويلة".

ومنذ أن سيطر سعيد على جميع السلطات تقريبا في يوليو/تموز 2021، فيما وصفه خصومه السياسيون بالانقلاب، أرسلت تونس إشارات بأنها منفتحة على تغيير موقفها الدبلوماسي تجاه سوريا.