موسكو تخشى إعاقة الطائرات المسيرة الأسطول الروسي في أوكرانيا

الأحد 4 يونيو 2023 07:40 ص

أصبح الغزو الروسي الموسع لأوكرانيا "حرب طائرات بدون طيار"، وفقًا للعديد من المراقبين في روسيا والغرب، حيث استخدم كلا الجانبين هذه المركبات غير المأهولة لإلحاق أضرار بالآخر.

يتناول مقال بول جوبل في "جيمس تاون" الذي ترجمه "الخليج الجديد" استخدام الطائرات بدون طيار في الحرب في أوكرانيا حيث كرّس بعض المعلقين الروس اهتمامًا خاصًا للطائرات بدون طيار لأنهم ينظرون إليها كدليل مقنع على أن الغرب متورط الآن بعمق في الصراع، لأن أوكرانيا لا تملك القدرة على إنتاج جميع التقنيات المعنية بمفردها.

من جانب آخر يشير التقرير إلى أن هجمات أوكرانيا على القواعد البحرية الروسية خلال الأشهر الثمانية الماضية وخاصة على السفن البحرية خلال الشهر الماضي بالإضافة إلى المؤشرات المتزايدة أن مثل هذه الهجمات تعكس استخدام تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي في موسكو إلى التحذير من أن المشكلة أكبر بكثير مما يتحدث عنه أي شخص علنًا لأن هذا الاتجاه يعني أن الأمر أصبح خطيرًا على الأسطول الروسي.

يشير التقرير إلى أن موسكو أصبحت أكثر قلقًا من أنه، بالرغم من النجاحات الأوكرانية المحدودة في هذا المجال حتى الآن، فإن الاستخدام المتزايد للطائرات بدون طيار يزيد من احتمال أن يترك هذا النوع الجديد من الحرب الأسطول الروسي المتعثر بالفعل في موقف صعب أو يؤدي إلى إصابته.

ويرى التقرير أن السبب المباشر لمخاوف الروس هو سلسلة هجمات الطائرات بدون طيار على السفينة إيفان خورس التابعة للبحرية الروسية، وهي سفينة جمع معلومات استخبارية تزن 4000 طن، خلال الشهر الماضي والتغطية المثيرة للقلق بشكل متزايد.

وبالرغم من هذا الخطاب، أصر المسؤولون الروس على إحباط هذه الهجمات، وقدموا أدلة على أنهم لم يلحقوا أضرارًا كافية لمنع السفينة من العودة تحت سلطتها إلى قاعدة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم المحتلة.

ووفقا للمقال يرى المتخوفون في روسيا أن الهجمات على إيفان خورس يجب أن تجبر موسكو على "التفكير في أمن السفن الروسية في محيطات العالم" لأن هذه الهجمات "لا ينبغي اعتبارها في معزولة ولكنها جزء من سلسلة من الأحداث، والتي بدأت مع الانفجارات على خطوط أنابيب نورد ستريم في سبتمبر/أيلول 2022 حيث يرى الروس أن أوكرانيا لم يكن لديها القدرة على إلحاق هذا الضرر، وبالتالي، يجب على المرء أن يفترض أن الهجوم قد تم من قبل الدول الغربية، أو على الأقل بمساعدة مباشرة.

وأيضا يضيف المقال أنه بالنظر إلى أن أوكرانيا غير قادرة على بناء الأسلحة وأنظمة التوجيه المعنية، فإن هذا يعني أن هذه الهجمات اللاحقة، بما في ذلك تلك التي تعرضت لها إيفان خورس، ضمت دولًا غربية أخرى أيضًا وهذا مؤشر آخر على أن الصراع آخذ في التصاعد.

والآن يوجد تحذيرات تقول أنه يجب على موسكو "الاستعداد لمزيد من تطور الأحداث في محيطات العالم.

ويرى التقرير أنه على أحد المستويات، بالطبع، هذه مجرد دعاية لتخويف الدول الغربية من أن أي مساعدة إضافية لأوكرانيا، فيما أصبح جزءًا أساسيًا من الحرب، محفوفة بالمخاطر. لكن من ناحية أخرى، وربما الأهم من ذلك، أنها تعكس المخاوف الأساسية في العاصمة الروسية من أن الطائرات بدون طيار لم تغير طبيعة الحرب في أوكرانيا فحسب، بل عملت أيضًا على تغيير دور القوات البحرية بشكل عام.

 إذا كان من الممكن شن هجمات مدمرة وقاتلة على بعد مئات أو حتى آلاف الكيلومترات من أهدافها، وإذا كان من الممكن تنفيذها بطرق لا تنطوي على خسائر مباشرة من قبل الجانب الذي ينفذها، فسوف يزداد الإغراء بالتأكيد لاستخدام هذه الوسائل.

ويرى التقرير أن هذه التطورات ستؤدي بالتأكيد إلى تفاقم الجدل داخل مؤسسة الدفاع الروسية حول مقدار وحتى ما إذا كان يجب تطوير البحرية الروسية وهي قوة مرهقة بالفعل وتفتقر موسكو إلى كل من الأموال والقدرة على توسيع بناء السفن.

باختصار، فإن المناقشات الحالية في موسكو حول إيفان خورس والهجمات عليها ليست سوى غيض من فيض معركة سياسية أكبر بكثير من المرجح أن تلعب في صراعات أخرى، ليس فقط بين نخبة بوتين الحالية ولكن أيضًا في الشرق الأوسط.

المصدر | بول جوبل | جيمس تاون - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا طائرات بدون طيار البحرية الروسية بوتين