قال بنك "يو بي إس" الإثنين، إنه أنهى الاستحواذ الطارئ على منافسه المتعثر "كريدي سويس"، ليتحول إلى بنك سويسري عملاق بمزانية تبلغ 1.6 تريليون دولار، وقدرة أكبر على إدارة الثروات.

وهذه العملية ضخمة للغاية، يراقبها زبائن وموظفون وقادة سياسيون في سويسرا عن كثب.

وفي تعليق على أكبر صفقة في القطاع المصرفي منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، قال الرئيس التنفيذي لبنك "يو بي إس" سيرجيو إرموتي، ورئيس مجلس الإدارة كولم كيليهر في رسالة مفتوحة نشرتها صحف سويسرية اليوم: "هذه بداية فصل جديد".

ومن المنتظر أن يؤدي استحواذ "يو بي إس" على "كريدي سويس" إلى إنشاء عملاق مصرفي أوروبي جديد.

يمثل هذا الاستحواذ، نهاية لأشهر قليلة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للصناعة، كافح خلالها المقرض السويسري المحاصر بالمشكلات من أجل البقاء لكن دون جدوى.

وسبق أن حذّر إرموتي، الجمعة الماضي، من أن الشهور المقبلة ستكون "شاقّة" على الأرجح، مضيفا أنها ستترافق مع "موجة" قرارات صعبة، خصوصا فيما يتعلّق بالتوظيف.

وستدير المجموعة أصولا بقيمة 5 تريليونات دولار، ما يمنح "يو بي إس"، أكبر بنك لإدارة الثروات في العالم، مكانة رائدة في أسواق رئيسية كان من الممكن أن يستغرق الأمر منه سنوات للنمو والوصول إليها.

كما أنهى الاندماج تاريخا عمره 167 عاما لبنك "كريدي سويس" والذي شهد في السنوات الماضية فضائح وخسائر، كما ستُشطب أسهم "كريدي سويس" وأسهم الإيداع الأمريكية من بورصتي سويسرا ونيويورك، بحسب البيان.

وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن "يو بي إس"، حدد "خطوطا حمراء" لموظفي منافسه "كريدي سويس" بعد استكمال استحواذه عليه.

وقالت الصحيفة إن البنك سيفرض قيودا صارمة على المصرفيين في "كريدي سويس"، تشمل حظر إضافة عملاء جدد من البلدان عالية المخاطر، وقيودا على المنتجات المالية المركبة.

ويبلغ عدد موظفي البنكين معا 120 ألفا في أنحاء العالم، ومع ذلك قال "يو بي إس" بالفعل إنه سيخفض الوظائف للاستفادة من الاندماج وخفض التكاليف.

وقال كورنر إنه يدرك أنَّ العديد من الأسئلة عن كيفية تأثير هذه الصفقة على الموظفين في "كريدي سويس" ما تزال قائمة.

وأضاف: "الإغلاق القانوني هو الخطوة المهمة الآن، بينما نعمل على تزويدكم بالإجابات التي تحتاجونها في أسرع وقت ممكن".

ويحضر "يو بي إس" للعملية منذ منتصف مارس/آذار ولديه تصور بالفعل بشأن ما سيبقي عليه وما سيبيعه أو يغلقه لكن "ما يمكنه القيام به" كان محدودا قبل إتمام عملية الدمج.

ستكون عملية دمج أكبر مصرفين في سويسرا معقّدة تقنيا وسياسيا، وستفضي إلى مصرف عملاق لا يشبه أي بنك عرفته سويسرا، ويثير حجم المصرف المتمخض عن الخطوة قلق القادة السياسيين.

وواجه "كريدي سويس" خطر الانهيار عندما هبطت أسعار أسهمه أكثر من 30% خلال جلسة التداول في 15 مارس/آذار، في اعقاب انهيار 3 مصارف إقليمية أمريكية.

وتدخلت حينها الحكومة السويسرية والمصرف المركزي والهيئات الناظمة للقطاع المالي وأجبرت "يو بي إس" على إطلاق عملية استحواذ بقيمة 3.25 مليارات دولار، أُعلن عنها في 19 مارس/آذار.

وتشمل الصفقة ضمانات لـ"يو بي إس" في حال ظهرت أي مفاجآت سلبية ضمن ملفات "كريدي سويس".

ووقّع "يو بي إس" عقد ضمانات مع الحكومة السويسرية الجمعة، يمكن أن تصل قيمتها إلى 9 مليارات فرنك سويسري (8.85 مليار دولار) في حال تجاوزت الخسائر 5 مليارات فرنك.

وما زالت العديد من الأسئلة المرتبطة بعملية الدمج بلا أجوبة، لكن من المتوقع أن صدور النتائج المالية للفصل الثاني من العام، سيوضح الصورة.

وأجّل "يو بي إس" نشر البيانات بأكثر من شهر إلى 31 أغسطس/آب.