واشنطن بوست: الصعود الصاروخي لدول الخليج يعيد تشكيل العالم

السبت 17 يونيو 2023 12:49 م

صعود دول الخليج العربي، خاصة السعودية، يعيد تشكيل الشرق الأوسط بالفعل، لكن سيكون لها تأثيرات قوية في جميع أنحاء العالم، لا سيما أن هذا الصعود يتوقع أن يستمر بفعل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وتركز الطلب على الطاقة في منطقة الخليج.. هذا هو خلاصة تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست".

ويبدأ التقرير، الذي كتبه فريد زكريا، كاتب عمود الشؤون الخارجية بالصحيفة، وترجمه "الخليج الجديد" في طرح سؤال سريع: "ما هو الاقتصاد الرئيسي الأسرع نموًا في العالم العام الماضي؟"، ويجيب: "إذا خمنت الهند أو الصين أو أي من النمور الآسيوية، فأنت مخطئ.. الجواب: السعودية التي بلغ معدل النمو بها 8.7%، والكويت والإمارات اللتان سجلتا أيضا نموا ممتازا".

ما الذي يفسر الازدهار؟

تقول الصحيفة إنه على الرغم من توقعات الكثيرين، لا يزال العالم يعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، وقد أدت الحرب في أوكرانيا والعقوبات ضد روسيا إلى تقليص أهمية موسكو في أسواق النفط والغاز العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، يخضع أكبر منتجي النفط الآخرين في العالم، إيران وفنزويلا، للعقوبات، والتي تسببت في تحلل بنيتها التحتية للنفط.

الولايات المتحدة تنتج الكثير النفط والغاز، لكنها لا تزال تستوردهما أيضا بكميات كبيرة.

نتيجة لذلك، يعتمد العالم الآن على عدد قليل من البلدان في الخليج العربي للحصول على إمدادات ثابتة من النفط والغاز.

ووفقا لما سبق، ستستمر هذه الظروف في العقد القادم، وإذا حدث ذلك، فسوف يشهد الخليج أكبر تدفق للثروة في التاريخ.

ويقال بالفعل إن صناديق الثروة السيادية الأربعة الرئيسية لهذه البلدان جمعت ما يقرب من 3 تريليونات دولار من الأصول، مع 42% زيادة على مدى العامين الماضيين.

وتتوقع السعودية أن تتجاوز أداة الاستثمار الرئيسية لديها، المتمثلة في صندوق الاستثمارات العامة، تريليوني دولار. بحلول عام 2030، وهو الأكبر في العالم.

وفي المستقبل، ستكون هذه أهم مجمعات رأس المال على هذا الكوكب، كما يقول التقرير.

عواقب الثروة الهائلة

ويقول التقرير إن العواقب الاقتصادية لهذه الثروة تحيط بنا في كل مكان، حتى في مجال الرياضة والترفيه، حيث سيطرت السعودية على محافل دولية رياضية، مثل الجولف، وتسعي لشراء حقوق سباقات الفورمولا 1 بأكثر من 20 مليار دولار، واجتذبت نجم كرة القدم الأشهر في العالم كريستيانو رونالدو مقابل 200 مليون دولار في السنة، وتقوم باستثمارات ضخمة في عالم ألعاب الإنترنت، وتتحرك على أمل أن تصبح لاعبا محوريا في عالم الفضاء.

ويضيف: "انظر إلى الفرق الرياضية المرموقة والفنادق الفخمة والعلامات التجارية المتدرجة في أوروبا وستجد خلفها الامتيازات الخليجية، وكما أخبرني أحد الوزراء الخليجيين: لقد بنينا الكثير من البنى التحتية في بلادنا. الآن يأتي المال للاستثمار".

وقد أعادت هذه الزيادة في الثروة تشكيل الشرق الأوسط، فالأطراف المهيمنة في المنطقة (مصر، العراق، سوريا) لأسباب مختلفة (الفقر، الانقسام، الاختلال الوظيفي)، باتت غير قادرة على لعب أدوار قيادية، وبدلا من ذلك أصبح الخليج هو مكان العمل.

وحققت المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص تحولًا استراتيجيًا كبيرًا في سياستها الخارجية.

فخلال سنواته الأولى في السلطة، استخدم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، ثروة بلاده ببذخ وخشونة، فقد حاول بطرق مختلفة للضغط على النظام أو قلبه في قطر ولبنان والأردن، علاوة على شن حرب ساخنة في اليمن وأخرى باردة مع إيران، لكن لم ينجح أي من مساعيه تلك.

وعلى النقيض من ذلك، يبدو أنه قد نضج وأصلح ما كاد أن يفسده، فتصالح مع دولة قطر والأردن وأعاد العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وسعى إلى اتفاق سلام في اليمن.

الخليج والصين

وخلال فورة النمو الأخيرة في السعودية ودول الخليج، تلفت الصحيفة إلى مساع حثيثة من تلك الدول لتعميق علاقاتها مع أطراف خارج المنظومة الأمريكية، وبالتحديد الصين، والتي تنمو العلاقات، لا سيما التجارية، بينها بسرعة.

ويقول الكاتب: لم تطلب السعودية والخليج الطلاق مع الولايات المتحدة، إنهم يريدون علاقات اقتصادية أوثق مع الصين مع استمرار العلاقات الأمنية مع أمريكا، هم يريدون التعامل بحرية مع الجميع، بما في ذلك روسيا أيضا.

المصدر | فريد زكريا | واشنطن بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

دول الخليج ثروات النفط العلاقات السعودية الصينية محمد بن سلمان

النقد الدولي: الإصلاحات ثروة فعلية لدول الخليج