رغم الإخفاقات.. أبوظبي تواصل استكشاف فرص للاستحواذ على مصارف كبرى

الخميس 22 يونيو 2023 07:28 ص

كثفت إمارة أبوظبي مؤخرا من مساعيها لإبرام صفقات استحواذ على بنوك دولية سعيا لزيادة ثقلها في القطاع المالي العالمي لكنها واجهت إخفاقات كبيرة.

وعقدت "القابضة" (ADQ) محادثات مبدئية للاستحواذ على مصرف الاستثمار المتخصص "لازارد" بداية العام الجاري، بحسب أشخاص على دراية بالموضوع.

وأكد الأشخاص، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم لسرية المناقشات، أن المفاوضات انهارت سريعاً جراء الخلافات حول مستقبل استقلالية مصرف "وول ستريت" الذي تأسس قبل 175 سنة، بحسب ما نقله تلفزيون "اقتصاد الشرق بلومبرج".

بالوقت نفسه تقريباً، تردد أن "بنك أبوظبي الأول" (FAB) يدرس عرضاً بقيمة 35 مليار دولار لشراء مصرف "ستاندرد تشارترد" البريطاني.

وسبق له أن حاول شراء أكبر مصرف استثماري في مصر خلال 2022، مع ذلك لم تنجح أي من الصفقتين.

وقال أشخاص مطلعون خلال مارس/ آذار الماضي إن "رويال جروب"، برئاسة مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، درست إمكانية الاستحواذ على ذراع مصرف "سيليكون فالي بنك" في المملكة المتحدة عقب انهياره، ثم بنهاية الأمر اشتراه مصرف "إتش إس بي سي هولدينغز" مقابل جنيه إسترليني واحد (1.3 دولار).

ونجحت أبوظبي في إبرام بعض الصفقات بالقطاع المالي، لكن لا يوجد ما يوحي بأنها ستتوقف عن البحث عن صفقات كبرى.

وتدير الإمارة ثروة سيادية بقيمة 1.5 تريليون دولار تقريباً، وتعد أيضاً موطناً لصناديق سيادية على غرار "جهاز أبوظبي للاستثمار" وشركة "مبادلة للاستثمار".

ويهدف هذا التوسع المدفوع بطموح عائلة آل نهيان الحاكمة– وبصفة خاصة الشيخ طحنون- لتحقيق ثقل عالمي أكبر للإمارة، علاوة على إيجاد سبل جديدة لنمو قطاعها المصرفي.

محدودية الفرص محليا

ويتجاوز تعداد سكان الإمارات 9 ملايين نسمة بقليل وهو عدد محدود نسبياً. ويعمل هناك فعلياً عدد ضخم من المصارف الإقليمية والأجنبية. وفي ظل محدودية فرص التوسع بالسوق المحلية، تتطلع بعض المؤسسات المالية بالدولة للتوسع خارجياً.

لطالما نافس بنك "أبوظبي الأول" بنك قطر الوطني للظفر بموقع أكبر مقرض في منطقة الشرق الأوسط.

وأظهر كلا البنكين نواياهما لتوسيع حضورهما الدولي، لكن اقتصر الأمر إلى حد الآن على بلدان إقليمية على غرار تركيا ومصر.

واشترى "بنك أبوظبي الأول" الوحدة المصرية لبنك "عوده" في 2021، وبعد عام سحب عرضاً بقيمة 1.2 مليار دولار لشراء بنك الاستثمار المصري "إي إف جي- هيرمس" بعد مواجهته تأخيرات تنظيمية طويلة، حسبما أفادت "بلومبرج".

وفي حالة "ستاندرد تشارترد"، كان إتمام الصفقة معقداً وبعيد المنال بالنظر إلى العقبات والاختلافات في حجم البنكين، وفي وقت سابق من العام الجاري، قال أشخاص مطلعون إن الموافقات التنظيمية واشتراطات الامتثال كانت بين العقبات أمام نجاح الاستحواذ.

لكن، لم تكن جميع المناقشات غير موفقة، ففي مايو/ أيار، اشترت "مبادلة" حصة أغلبية في "فورترس إنفستمنت جروب" بالتعاون مع فريق إدارة شركة إدارة الأصول الأمريكية عبر صفقة قدرت "فورترس" بأكثر من ملياريّ دولار.

ويأتي طموح أبوظبي المتزايد في وقت انهارت به مجموعة من البنوك حول العالم. في ظل وفرة السيولة بعد ارتفاع أسعار النفط مؤخرا.

مساع مستمرة

في وقت سابق من العام الجاري، أسست "القابضة ADQ" والشركة العالمية القابضة- يرأس كلتاهما الشيخ طحنون- مجموعة استثمارية جديدة بدعم شركة الأسهم الخاصة الأمريكية "جنرال أتلانتك".

ويسعى الكيان الجديد لأن يصبح أكبر شركة لإدارة الأصول في المنطقة.

وكان من شأن نجاح صفقة "ستاندرد تشارترد" أن تجعل من "بنك أبوظبي الأول" عملاق بالخدمات المصرفية للأسواق الناشئة بأصول تزيد على تريليون دولار - أي حوالي ثلث حجم بنك "إتش إس بي سي".

ورغم عدم تحقيق نجاحات يتوقع شابير مالك، محلل قطاع البنوك لدى "إي إف جي هيرمس"، أن يواصل "بنك أبوظبي الأول" البحث عن صفقات.

وقال: "لكي يواصل البنك التوسع بنفس وتيرة الأعوام السابقة، يحتاج للبحث عن التوسع خارج الإمارات… ستحدد نوعية صفقات الدمج والاستحواذ التي قد يجريها البنك مسار السهم والأداء المالي على المديين القصير والقريب".

المصدر | الخليج الجديد + مواقع

  كلمات مفتاحية

إمارة أبوظبي الإمارات شركة القابضة بنك أبوظبي الأول استحواذات مصرفية