ستراتفور: ماذا وراء زيارة مودي لأمريكا؟

الخميس 22 يونيو 2023 12:40 م

سلط موقع "ستراتفور" الأمريكي الضوء على زيارة الدولة الرسمية لرئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى الولايات المتحدة، مرجحا أن تشهد الإعلان عن اتفاقيات متعددة من شأنها تعزيز صناعة الدفاع المحلية في الهند وتعزيز العلاقات الدفاعية بينها وبين الولايات المتحدة، في مواجهة تنامي النفوذ الصيني إقليميا ودوليا.

 وذكر الموقع، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أن زيارة مودي الحالية هي الأولى "رسميا" له إلى الولايات المتحدة، بعد زيارات غير رسمية في السنوات السابقة.

وخلال زيارته، من المتوقع أن يحضر مودي اجتماعًا في واشنطن مع الرؤساء التنفيذيين لأكبر 20 شركة في الولايات المتحدة ومأدبة غداء في وزارة الخارجية، تستضيفها نائبة الرئيس، كامالا هاريس، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكين؛ وحفل عشاء في 23 يونيو/حزيران مع أعضاء الجالية الهندية في مبنى رونالد ريغان.

وتؤكد زيارة مودي على ما وصفه البيت الأبيض بأنه "شراكة عميقة ووثيقة بين الولايات المتحدة والهند"، والدور المهم الذي تراه الولايات المتحدة للهند في مواجهة نفوذ الصين المتنامي.

 واستعدادًا لرحلة مودي، سافر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إلى الهند في الفترة من 4 إلى 5 يونيو/حزيران، والتقى بنظيره الهندي، راجناث سينغ، لمناقشة الارتقاء بالعلاقات الدفاعية الثنائية وللتوصل إلى خارطة طريق مدتها 5 سنوات من أجل التطوير والإنتاج المشترك لصناعات الدفاع وتقنياتها.

كما زار مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الهند في الفترة من 13 إلى 14 يونيو/حزيران، والتقى بمودي ومسؤولين آخرين لتسوية جدول أعمال رحلة رئيس الوزراء الهندي إلى الولايات المتحدة ووضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل اتفاقيات الشراء والإنتاج الدفاعي المشترك.

وتأتي زيارة مودي في الوقت الذي تعمل فيه الهند والولايات المتحدة على تعزيز العلاقات بينهما وسط مخاوف متبادلة بشأن تأكيد الصين المتزايد ونفوذها الإقليمي والعالمي المتزايد. ولطالما اعتمدت الهند على روسيا في الحصول على الأسلحة والعتاد، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا، في فبراير/شباط 2022، هدد إمدادات نيودلهي الموثوقة من الأسلحة الروسية، سواء لزيادة مخاطر فرض عقوبات أمريكية أو لوجود مشكلات لوجستية، أعاقت شحنات الأسلحة الروسية.

وجاءت المخاطر على إمدادات الأسلحة الهندية وسط توترات متفاقمة مع الصين، مدفوعة جزئياً بالاشتباكات الأخيرة بين قوات البلدين على طول حدودهما المتنازع عليها، فضلاً عن نشاط الصين الموسع في المحيط الهندي، والذي شمل عمليات عبور متكررة عبر الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.

ودفع ذلك الهند إلى تسريع جهودها، المستمرة منذ سنوات، لتعزيز صناعة الدفاع المحلية وتنويع مصادرها الأجنبية للأسلحة والعتاد. وسعت الولايات المتحدة بنشاط إلى دعم تلك الجهود على أمل ألا يسفر ذلك عن تقليل اعتماد الهند على روسيا فحسب، بل أيضا عن تعزيز شريك تعتبره حيويًا في مواجهة النفوذ الإقليمي والعالمي المتنامي للصين.

وعلى هذه الخلفية، غير المعلنة، ركزت الهند والولايات المتحدة على تعزيز التعاون الدفاعي الثنائي ودعم صناعة الدفاع المحلية في السنوات الأخيرة.

وفي مارس/آذار الماضي، نشر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) تقريرًا أظهر أن روسيا لا تزال أكبر مورد للأسلحة للهند، لكن حصتها من إجمالي واردات الأسلحة الهندية انخفضت من 64% في 2013-2017 إلى 45% في 2018-2022 بسبب مزيج من "المنافسة القوية من الدول الموردة الأخرى، وزيادة إنتاج الأسلحة الهندية محليا منذ عام 2022، وتحديدا بعد فرض قيود على صادرات روسيا الدفاعية بعد غزوها لأوكرانيا".

 وفي يونيو/حزيران 2020، لقي ما لا يقل عن 4 جنود صينيين و20 جنديًا هنديًا حتفهم في اشتباكات عنيفة في وادي جالوان على طول حدود الهيمالايا، في أول اشتباك مميت بين الجانبين منذ عقود.

ورغم سعي الهند والصين لاحقا إلى تجنب المواجهات وخفض التصعيد بسرعة على طول حدودهما، إلا أن الاشتباكات المتفرقة على الحدود ظلت مستمرة، ووقع آخرها في أوائل ديسمبر/كانون الأول 2022 في ولاية أروناتشال براديش، شمال شرقي الهند.

المصدر | ستراتفور/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الهند ناريندرا مودي الولايات المتحدة مانموهان سينغ