تمرد قائد فاجنر.. ماذا يعني؟

السبت 24 يونيو 2023 01:03 م

تصاعدت الأمور قبل ساعات في روسيا، بشكل دراماتيكي، منذ إعلان يفجيني بريجوجين، قائد ميليشا "فاجنر" عن بدء ما أسماه ب"مسيرة العدالة" للإطاحة بوزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ورئيس الأركان فاليري جيراسيموف، وقيادات بالجيش الروسي يتهمها بالفساد.

وجاء تحرك "فاجنر" بعد تأكيد قائدها يفجيني بريجوجين أن قواته تعرضت لقصف مميت من قبل الجيش الروسي في أوكرانيا، وهو ما وصفته وزارة الدفاع الروسية بأنه "مزيف" و "استفزاز".

تحركات "فاجنر" تسارعت بالفعل في الساعات المتأخرة من ليل الجمعة-السبت، حتى أعلنت سيطرتها على مقاطعة روستوف، القريبة من العاصمة الروسية موسكو.

ومع طلوع ساعات الصباح الأولى، أعلنت "فاجنر"  السيطرة على كامل المقرات العسكرية الروسية في روستوف، دون مقاومة، ونشرت صورا لقائدها وهو يتحدث بشكل ودي مع قائد القوات الروسية بالمدينة.

بعدها خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب متلفز، وصف خلاله تحركات "فاجنر" بـ"الطعنة في الظهر"، و "الخيانة لروسيا التي تستوجب العقاب"، متعهدا بالتحرك بشكل صارم ضد "فاجنر" بعد ما حدث، ليخرج بعدها يفجيني بريجوجين لينتقد الرئيس الروسي، ويؤكد أنه أخطأ باتهام "فاجنر" بالخيانة.

ومع كتابة هذه السطور، بعد ظهر السبت، أفادت أنباء بأن قوات شيشانية موالية لموسكو في طريقها إلى روستوف، التي تسيطر عليها "فاجنر"، ما ينذر باندلاع معارك طاحنة بين الجانبين، اللذين يتقنان حرب المدن والعصابات، وهو تطور درامي.

  • إعلان يفجيني بريجوجين التحرك ضد الجيش الروسي، وحديثه عن اعتزامه التقدم بـ25 ألف مقاتل إلى موسكو، يعني أن مساعيه لتوسيط بوتين في النزاع بينه وبين وزير الدفاع سيرجي شويجو باءت بالفشل، وأنه علم أن بوتين ينحاز إلى شويجو، والأخير بدأ يتحرك لنزع قيادة "فاجنر" من بريجوجين، بإعلانه وجوب تسجيل كافة المقاتلين في أوكرانيا عقودا مباشرة مع وزارة الدفاع في موعد أقصاه الأول من يوليو/تموز المقبل.
  • ما سبق جعل الوقت ينفد أمام قائد فاجنر يفجيني بريجوجين، ليبادر بالتحرك، الذي يشبه مغامرة من لا يخشى أية خسائر.
  • يشتبه بأن قائد "فاجنر" لديه أشخاص نافذين يدعمونه داخل الجيش الروسي، وهو ما أعطاه دفعة إضافة للتحرك المغامر في العمق الروسي.
  • هناك 3 احتمالات لتحرك قائد "فاجنر" ضد موسكو:

الأول: نجاحه في الانقلاب والسيطرة على موسكو، وبالتالي عزل بوتين أو وفاته (فرص ضئيلة).

الثاني: اكتفاء قائد "فاجنر" بالسيطرة على قاعدة إقليمية أو أكثر والاحتفاظ بها، مثل روستوف الآن، حيث سيبدأ من هناك حرب استنزاف مع الجيش الروسي(فرص تتراوح بين الضعف والقوة).

الثالث: تمكن موسكو من القبض على بريجوجين أو قتله وهزيمة "فاجنر"، ثم الإعلان عن عمالة بريجوجين لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وستكون نتيجة هذا السيناريو اندلاع أعمال تطهير وحشية من قبل بوتين في روسيا ضد كافة خصومه ومن يشتبه في تأييدهم لقائد "فاجنر" (فرص أكثر ترجيحا).

موضوعات متعلقة