سلطان النعماني.. عراب وساطات عمان ورجلها الأمني القوي يكثف جهوده بملف اليمن

الأحد 2 يوليو 2023 11:56 ص

جدد تقرير نشره موقع "إنتلجنس أونلاين" الاستخباراتي الفرنسي الإشادة بوزير المكتب السلطاني في عمان والمشرف على أجهزة الأمن والاستخبارات، سلطان بن محمد النعماني، لا سيما أنه يقود حاليا جهود عمان للعب دور الوسيط الإقليمي الفعال في عدة قضايا، أبرزها الصراع في اليمن.

ويقول الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إن تدفقات شبه يومية من الدبلوماسيين ورؤساء أجهزة الاستخبارات لا تكاد تتوقف على مكتب سلطان النعماني، وهذا الأمر ليس بدون سبب، بل بموجب التفويض الممنوح له من قبل السلطان هيثم بن طارق آل سعيد.

ويتولى النعماني مسؤولية أنشطة الوساطة الإقليمية في مسقط على المستويين الرسمي وغير الرسمي، وفي الوقت نفسه، يراقب تماسك وولاء المؤسسات الأمنية العمانية، وظل يراقبها باهتمام منذ أن تولى منصبه في عام 2011.

عينه السلطان الراحل قابوس بن سعيد في منصبه، بعد أن كان أمينًا عامًا للشؤون الملكية من 2001 إلى 2011.

قلب إدارة الدولة العمانية

ويقع النعماني الآن في قلب إدارة الدولة العمانية، حيث يشرف مع مساعديه سليمان بن خالد الزكواني، مسؤول الشؤون العسكرية، وناصر بن صالح بن سعود المعولى، مسؤول الاتصال والتنسيق بجهاز الأمن الداخلي والذي يتولى الإشراف على جهازي الأمن الداخلي، والشرطة والجمارك، واللذين يترأسهما سعيد بن علي بن زاهر الهلالي، وحسن بن محسن الشريقي، وهما يخضعان تماما الآن للنعماني، رغم الخصومة السابقة بينهم، بحسب التقرير.

وكانت أقاويل قد ترددت بأن السلطان هيثم بن طارق سيطيح بسلطان النعماني، باعتباره أحد أبرز المقربين من سلفه الراحل قابوس بن سعيد، لكن – وعلى العكس – تمسك السلطان هيثم بالنعماني، كوزير للمكتب الساني، وهو المنصب الذي كان معينا فيه من قبل السلطان الراحل قابوس، بعد الإطاحة بسلفه علي بن ماجد المعمري في مارس/آذار 2011، وعقب احتجاجات شعبية نادرة في السلطنة.

ومنذ ذلك الحين، عمل النعماني على الإطاحة بموظفين شيعة قيل إن المعمري، الذي كان مقربا من إيران، عينهم داخل الأجهزة الأمنية، وجاء بدلا منهم بمجندين شبان حديثي التخرج، اختبر بنفسه ولاءهم للسلطان هيثم.

ويعتمد سلطان النعماني عل ابنه لمراقبة بعض الشؤون المالية للمملكة، والذي ولد عام 1987، وهو يرأس شركة الاستشارات المالية JEO Capital Management ، التي لها مكاتب في مسقط والمنامة.

عراب الوساطات

ويقول "إنتلجنس أونلاين" إنه من موقعه المريح في أروقة السلطنة في عمان، يشرف سلطان النعماني على ملف سياسة الوساطات التي تقودها مسقط، حيث يمسك في يديه الآن مجموعة واسعة من الاتصالات.

ويضيف التقرير أن الأولوية الرئيسية له الآن هي أزمة اليمن، حيث يعمل جاهدًا للتوسط من أجل هدنة دائمة للصراع، وويبقى على اتصال جيد بصنعاء، حيث يقوم بزيارات منتظمة بين  العاصمة اليمنية ومكتب الحوثيين في مسقط برئاسة محمد عبدالسلام، علاوة على اتصالاته المتطورة في السعودية وإيران.

وفي 26 أبريل/نيسان الماضي، زاره وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لمناقشة هذا الموضوع شديد الحساسية، ودُعي السفير السعودي في مسقط، عبدالله بن سعود العنزي، بانتظام لإجراء محادثات، كما كان الحال مؤخرًا في 7 يونيو/حزيران المنصرم.

تخفيف التوتر مع الإمارات

وفي الوقت الذي يدعو فيه إلى الاستقرار والتنمية الاقتصادية والازدهار الإقليمي، نجح سلطان النعماني في تسوية خلافاته مع رئيس المخابرات في أبوظبي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، والذي اتهم بإقامة دائرة استخباراتية (حلقة تجسس) في السلطنة بعهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد.

ويرجع الخلاف إلى عهد السلطان قابوس بن سعيد؛ حيث كان يُزعم أن جواسيس الإمارات تمكنوا من التسلل إلى أعلى الرتب في الإدارة العمانية قبل أن يتم الكشف عنهم، في عام 2019، من قبل أجهزة مكافحة التجسس بالسلطنة التي يترأسها النعماني.

وتسبب الكشف عن هؤلاء الجواسيس، الذين أُطلق عليهم اسم "الخلايا السرية"؛ في توقف التعاون الاستخباراتي الثنائي بين مسقط وأبوظبي بشكل مفاجئ.

الآن، ووضع الاثنان (سلطان النعماني وطحنون بن زايد) نظامًا جديدًا للتعاون الأمني المشترك، والذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر/تشربن الأول 2022 ويوفر طريقة فعالة لتبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سلطنة عمان سلطان النعماني هيثم بن طارق وساطة عمان الحرب في اليمن الاستخبارات العمانية

الوساطة العمانية.. هل تمنح فرصة جديدة لليمن؟

سلطان عُمان يجري زيارته الثانية لألمانيا منذ توليه الحكم