إيران والأسد والمستبدون.. أكثر الخاسرين في حال انهيار بوتين

الاثنين 3 يوليو 2023 06:33 ص

في حال انهيار نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإن إيران ورئيس النظام السوري بشار الأسد والسمتبدين سيكونون أكثر الخاسرين، لاسيما في ظل العلاقات الاستراتيجية  بين موسكو وكل من طهران ودمشق.

ذلك ما خلص إليه بول سالم، الرئيس والمدير التنفيذي لـ"معهد الشرق الأوسط" بواشنطن (MEI) في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، معتبرا أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت "انتفاضة" مجموعة فاجنر المسلحة الروسية، بقيادة يفغيني بريغوجين، قد تم بالفعل نزع فتيلها أما أنها مجرد هزة أولى في سلسلة هزات "تشير إلى انهيار قيادة بوتين".

واحتجاجا على سوء إدارة الكرملين للحرب الروسية في أوكرانيا، بحسب بريغوجين، احتلت قوات من فاجنر في 24 يونيو/ حزيران الماضي، مدينتين جنوبي روسيا على مسار زحفها نحو العاصمة موسكو، قبل أن تتراجع بعد 24 ساعة "حقنا للدماء"، وفقا لصفقة توسط فيها رئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكو واستقبل بموجبها بريغوجين في منفاه.

وقال سالم إنه في حال انهيار بوتين "ستكون إيران الخاسر الأكبر، إذ أصبحت إيران وروسيا حليفين فعليا، حيث كانا يقاتلان معا في سوريا للدفاع عن نظام (بشار) الأسد، وترسل إيران طائرات بدون طيار ومساعدات عسكرية أخرى لمساعدة روسيا على متابعة حربها ضد أوكرانيا".

وتبرر روسيا حربها المستمرة في جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022 بأن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.

وتابع سالم أنه "مع انسحاب الولايات المتحدة (عام 2018) من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي لعام 2015) وتصعيد العقوبات ضد إيران، كانت طهران راضية عن وجود قوة عظمى منافسة لها، روسيا، إلى جانبها".

وأردف أن "العلاقة نمت بشكل أعمق مع غرق روسيا أيضا في ظل العقوبات، وتعاون البلدان في بناء علاقات اقتصادية ومالية بديلة لتجنب (تأثيرات) العقوبات".

ورأى أنه "إذا انهار نظام بوتين، وحلت محله الفوضى أو قيادة جديدة عازمة على أخذ روسيا في اتجاه مختلف، فسيترك إيران معرضة للخطر من الناحية الاستراتيجية".

و"قد يؤدي ذلك إلى مضاعفة استراتيجياتها العدوانية/ الدفاعية، عبر البرنامج النووي وتطوير الصواريخ والميليشيات العميلة في العالم العربي، لكنه فرصة للضغط الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، لدفع إيران للعودة إلى الاتفاق النووي أو حتى نسخة أقوى منه"، وفقا لسالم.

واستطرد قائلا إن "أي تقليص للقوة الإيرانية يشكل مصدر قلق كبير لميليشياتها العميلة في المنطقة من حزب الله في لبنان إلى الميليشيات في العراق وسوريا والحوثيين في اليمن، وليس من المستغرب أن تصدر معظم هذه المجموعات رسائل دعم لبوتين في الصراع الداخلي الروسي".

نظام الأسد

و"من المؤكد أن القلق الأكثر إلحاحا بشأن الأحداث في روسيا كان محسوسا في القصر الرئاسي بدمشق، إذ أنقذت القوات العسكرية والجوية الروسية نظام الأسد من هزيمة وشيكة محتملة في 2015، وواصلت موسكو تقديم ضمان من القوة العظمى، عسكريا وسياسيا/ دبلوماسيا، لاستمرار النظام"، بحسب سالم.

وفي 2011 بدأ الأسد قمعا عسكريا لاحتجاجات شعبية مناهضة له طالبت بتداول سلمي للسلطة، مما زج بسوريا في حرب أهلية مدمرة.

ورجح سالم أنه "إذا انسحبت القوات الروسية من سوريا، إما بسبب تغيير النظام في موسكو أو نتيجة لتجمع الصراعات داخل روسيا، فإن الوضع الاستراتيجي لنظام الأسد، داخليا وخارجيا، سيصبح أكثر هشاشة".

وأضاف: "نعم، ستبقى إيران ووكلائها إلى جانب الأسد، لكن خسارة العمود الروسي ستكون ضربة قاصمة، لقد أصبحت روسيا أقل تركيزا خارج المسرح الأوكراني منذ الغزو، وسيكون احتمال فقدان المزيد من التركيز أو الانسحاب بالكامل بمثابة كارثة استراتيجية لنظام الأسد".

وأردف أنه "نظام الأسد سيصبح أكثر عرضة للضغط الغربي/ الدولي والإقليمي لقبول تنازلات يرفضها حتى الآن، ويجب أن يركز الضغط على العودة إلى مفاوضات سياسية جادة حول الإصلاح، وعودة شخصيات المعارضة وإطلاق سراح المعتقلين والعودة التدريجية للاجئين والنازحين، وإنهاء تجارة مخدرات الكبتاجون، والحد من حرية إيران وحزب الله في سوريا".

قوة الديمقراطية

ووفقا لسالم فإنه إذا أدى تمرد فاجنر إلى مزيد من الهزات، "ثم الانهيار النهائي لنظام بوتين، فسيتجدد النقاش الضمني بين الاستبداد والديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

وزاد بأنه "على مدى العقد الماضي، بدت النماذج الاستبدادية في روسيا والصين وكأنها تنضح بالاستقرار والقدرة على قيادة التنمية الاقتصادية وتنامي النفوذ الإقليمي والعالمي".

وتابع: "وبينما بدت الديمقراطية في دوامة هبوط محرجة في مسقط رأسها في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تصاعد الربيع العربي عام 2011 مطالبا بسقوط الحكام المستبدين والاعتماد على صناديق الاقتراع".

واعتبر سالم أن "ما تنقله الأحداث في روسيا هو أن هشاشة شديدة تكمن وراء الانطباع بالاستقرار والقوة، وبالطبع كان ينبغي تعلم هذا الدرس في أحداث الربيع العربي نفسها، عندما سقطت عقود من الحكم الاستبدادي العربي".

وأردف أن "السيناريو الروسي تم تنفيذه بالكامل بالفعل في السودان قبل أشهر، لكن الحكام المستبدين الآخرين في المنطقة، سواء في مصر أو في أي مكان آخر، والذين بدوا مطمئنين بسبب استمرار بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ في السلطة، يجب أن يكون لديهم الآن سبب حقيقي لإعادة التفكير في ثقتهم بأنفسهم (...)، ففي الأنظمة الاستبدادية يكون الحاكم قاسيا ولكن النظام ضعيف".

المصدر | بول سالم/ معهد الشرق الأوسط- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بوتين فاجنر سوريا الأسد مستبدون إيران تمرد

تنبؤات جورج فريدمان قبل 14 عاما: صراع في شرقي أوروبا وانهيار للجيش الروسي