ميدل إيست آي: مستقبل مصر قاتم بعد عقد من انقلاب السيسي.. و3 مسارات للتغيير

الأربعاء 5 يوليو 2023 07:24 ص

اعتبر الدكتور يحيى حامد، وزير الاستثمار في عهد حكومة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، أن فرص حدوث تغيير إيجابي في مصر تتضاءل بسرعة، بعدما فشلت البلاد في استغلال "استثناء القاعدة" المتمثلة في كسر سيطرة العسكريين على السلطة بين عامي 2011 و2013.

وفي مقال له بعنوان: "مصر.. بعد عقد من انقلاب السيسي، يبدو المستقبل قاتماً"، نشره موقع "ميدل إيست آي" وترجمه "الخليج الجديد"، يرى حامد أن حكم الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي يبدو كمهزلة تعيد فصول مأساة عاشتها مصر على مدى 70 عاما من حكم العسكريين الأقوياء، وهي فترة تمثل عمر جيل كامل.

الفرصة تأتي مرة واحدة

وأضاف أن "الرئيس المصري الراحل محمد مرسي اعتاد أن يذكرنا بأنه على عكس الأفراد الذين قد تتاح لهم أكثر من فرصة واحدة في حياتهم تحدد مصيرهم، فإن مثل هذه الفرص تأتي إلى الدول مرة واحدة فقط في كل جيل، إذا كان الأمر كذلك".

وتابع: "وبينما نحيي الذكرى العاشرة للانقلاب العسكري العنيف والدموي على الرئيس مرسي الذي أنهى الديمقراطية في مصر، أتذكر تحذيره".

ويعتبر حامد أن السيسي أخضع القوات المسلحة المصرية، والتي كانت لفترة طويلة جزءا مهما ولكنه مستقل نسبيا، من هيكل السلطة، حيث تحكم في تناوب القادة على كل المستويات، وأحيانا بسرعة مذهلة، ودون أي اعتبار للقانون أو الضمانات الدستورية.

وفي المقابل، سمح للجيش أو شجع على ابتلاع الاقتصاد، فلا يسيطر الجيش الآن على إنتاج الجمبري والمعكرونة فحسب، بل يسيطر أيضا على معظم قطاعات الاقتصاد، والشيء الوحيد الذي لا يشارك فيه هو الدفاع الفعلي عن الدولة، على حد قوله، مشيرا إلى أن الصور الأخيرة للجنود المصريين وهم يستسلمون في السودان أثارت السخط والصدمة بين المصريين.

كما تصدر السيسي مشهد أسوأ تهديد وجودي لمصر، وهو سد النهضة الإثيوبي، فآثاره السلبية باتت شبه مؤكدة، وليس لدى حكومته أي خطط لمواجهة هذه التحديات.

انفجار الديون

بالإضافة إلى ذلك، شهدت السنوات الـ 10 الماضية انفجارا في الديون ومجموعة من المشاريع الضخمة، ولكن على عكس الفترة المأساوية، تتميز هذه الفترة الهزلية بغياب أي فوائد قصيرة الأجل للناس.

وتابع الكاتب: "بدلا من الاستثمار في البشر والحماية من التهديدات مثل السد الإثيوبي، ركز السيسي على مشاريع مثل العاصمة الإدارية الجديدة، ويزعم أنه كلف 59 مليار دولار ويقف في الصحراء مثل (كابوس أوزيمانديان) نصب تذكاري للغرور وسوء التخطيط والتساهل، إذا كان هناك رمز لحكم الرجل الواحد، فهذا هو".

وأردف: "لم تكن صورة الاقتصاد الكلي أسوأ من أي وقت مضى، ديون مصر الخارجية آخذة في التضخم، الدخل الحقيقي يتقلص بسبب كل من التضخم والتقييم غير المؤكد للجنيه، أصبحت الدولرة حقيقة واقعة في بعض القطاعات، على الرغم من القوانين المناهضة لها".

وأكمل: "حل الحكومة لهذه المشاكل تمثل في مداهمة الخزائن العامة والخاصة، حيث يتم بيع الأصول الأكثر ربحا في البلاد لتمويل أزمة الديون، وكانت الآثار على المصريين العاديين لا تحصى، لدرجة أن سياسات السيسي وصفت بأنها حرب على الفقراء".

ومع ذلك، ليس الفقراء وحدهم، بل وأيضا الطبقات المتوسطة والمتوسطة العليا التي تختفي بسرعة، هي التي تعاني، كما يقول.

وأردف: المصريون الذين لديهم أي أمل في العمل في الخارج يبادرون بالخروج: الأطباء المصريون، على سبيل المثال، يغادرون الآن بأعداد كبيرة.

ظروف غير مسبوقة

وقال حامد إن "هذه النقطة الأخيرة من المستحيل المبالغة في التأكيد عليها، التنبؤات حول المستقبل متجذرة في بعض الاستقراء من الماضي، إلى جانب تقييم الوضع الحالي العام. لكن الظروف الحالية في مصر غير مسبوقة، وبالتالي من الصعب التنبؤ بالمستقبل بأي قدر من اليقين".

وأضاف أن الانقلاب الذي أوصل السيسي إلى السلطة أصبح ممكنا من خلال الدعم المحلي من الجيش وبعض النخب، ومن خلال القوى الإقليمية التي رأت في الحكومة الديمقراطية، الإسلامية أو غير الإسلامية، خطرا على وجودها؛ ومن خلال دعم الحكومات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة.

ومضى بالقول: "لقد أظهر الانقلاب، بل والسنوات الـ 10 الماضية، للمصريين أن خطاب الغرب حول الديمقراطية وحقوق الإنسان ليس أكثر من امتداد لسياسة خارجية توسعية ومهيمنة، في حالة العديد من الحكومات الأوروبية، يبدو أيضا أنه يتجاوز مجرد الاستغلال الذرائعي للموارد إلى رغبة أكثر جوهرية في إبقاء الشعوب العربية تحت القفل والمفتاح، وعلى الرغم من أن المصريين قد استوعبوا هذا الدرس تماما الآن، إلا أنه يمثل حقيقة مروعة للعالم".

3 مسارات للخروج

واعتبر يحيى حامد أن هناك ثلاثة مسارات محتملة للخروج من الوضع المزري الحالي، الأول هو انقلاب عسكري آخر، من شأنه أن يعزز وضع مصر باعتبارها غير مستقرة بطبيعتها وخاضعة لطموحات الضابط التالي الذي يمكن أن يسود، وبدلا من ذلك، يمكن أن يستمر الوضع الراهن، مع انحدار بطيء إلى عدم القدرة على الحكم، وهو المسار الثاني.

أما المسار الثالث، بحسب الكاتب، فهو أن يعيد المصريون اكتشاف روح عام 2011 وحشد إرادة جماعية لخلق مصر للجميع.

لكنه يعتبر أن هذه النتيجة باتت أقل احتمالا من أي وقت مضى، وحتى لو تحققت، فستكون بتكلفة كبيرة، وتنطوي على مسار طويل، لكنها تظل أفضل نتيجة ممكنة، برأيه.

وأشار إلى أنه بين الوضع الداخلي المنهار، والقوى الإقليمية التي تبدو عازمة على شراء مصر قطعة قطعة، والقوى الغربية التي ليس لديها مصلحة في الديمقراطية أو الكرامة أو حقوق الإنسان الحقيقية لشعوب العالم العربي، لم يبق للمصريين سوى القليل من الأمل، إن وجد.

المصدر | يحيى حامد / ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

انقلاب عسكري السيسي الجيش المصري يحيى حامد محمد مرسي مستقبل مصر

وثائق مسربة.. موقع أمريكي يكشف كيف ساعدت رويترز في الإطاحة بالديمقراطية بمصر

الاستبداد بالقانون.. حُكم مصر بمنطق الانقلاب والتفويض والمذبحة

إعلامي مقرب من السيسي ينتقده عبر منصة إماراتية.. وتفاعل بمواقع التواصل في مصر

دور خليجي أمريكي.. مصر على مفترق طرق: الديمقراطية أو الانهيار؟

كاتب أمريكي في فورين بوليسي يستعرض ملامح أزمة مصر.. ماذا قال عن السيسي؟