روسيا وأوكرانيا.. لا أحد يريد وقف الحرب ولكن البدائل أسوأ

الخميس 6 يوليو 2023 09:39 م

"لا يبدو أن أيًا من اللاعبين الرئيسيين في الحرب الروسية الأوكرانية يؤيد وقف الحرب وصنع السلام، لكن بالنسبة لهم جميعًا، قد تكون البدائل أسوأ".

هكذا يخلص تحليل لمركز "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي، وترجمه "الخليج الجديد"، الأحداث الأخيرة التي تضمنت تمرد رئيس "فاجنر" الروسية يفغيني بريغوجين قصير الأمد في روسيا، وما تلاه هي أحداث غامضة ومفتوحة للتأويل.

ويقول التحليل: "من شبه المؤكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يعتقد أن قبضته على السلطة قوية للغاية عندما بدأ ما أسماه عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا العام الماضي".

ويضيف: "ربما كان المقصود من مشاركة مجموعة فاجنر أن تكون نوعًا من استراتيجية (فرق تسد)، مما يمنحه بديلاً عن الجيش".

وأدت الرغبة في الحد من الخسائر بالنسبة للروس إلى لعب دور كبير لمجموعة "فاجنر"، مما مهد الطريق للمنافسة، وفي نهاية المطاف مواجهة بين بريغوجين وكبار ضباط الجيش الروسي.

ومع استمرار الحرب، وجد بوتين نفسه محاصرا، مما جعله أكثر اعتمادًا على كبار الضباط، سواء بقي كبار الجنرالات الحاليين أو تم استبدالهم.

أما البديل، فهو مضاعفة "العملية العسكرية الخاصة"، أو تعبئة المزيد من القوات، أو اللجوء إلى الأسلحة التي تم استبعادها حتى الآن، على أنها تنطوي على مخاطرة كبيرة أو استفزازية.

ويعلق التحليل: "لا يبدو أي من هذه الخيارات مستساغًا".

وبالمثل، يخاطر التصعيد العسكري الروسي بالخروج عن نطاق السيطرة بطرق يمكن أن تهدد العلاقات المشحونة بشكل متزايد بين الصين وأوروبا، وبالتالي تهدد استقرارها، والذي يحتل الحفاظ عليه أولوية قصوى للحزب الشيوعي الصيني.

ومنذ اندلاع حرب أوكرانيا، أوضحت بكين مرارًا وتكرارًا أنها تعارض أي لجوء إلى الأسلحة النووية.

وقد تستنتج الصين أن تمرد "فاجنر" يجعل إنهاء الحرب أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وفي أعقاب التمرد أيضا، قد تميل الولايات المتحدة وأوروبا إلى رؤية فرصة لتصعيد مساعدتهم العسكرية لأوكرانيا، بهدف طرد القوات الروسية من جميع أنحاء أوكرانيا بأكثر الطرق إذلالًا.

ومع ذلك، يجب مقاومة هذا الإغراء، حيث ستظل روسيا هناك، مع بوتين أو بدونه، مع واحدة من أكبر ترسانتين نوويتين في العالم، فروسيا قوة يجب على الغرب التعايش معها.

في المقابل، قد تدرك أوكرانيا أن استمرار الحرب، خاصة إذا عززت روسيا من قدراتها العسكرية، سيزيد من تدمير البلاد حتى لو كان الهجوم المضاد الأخير الذي طال انتظاره في كييف، والذي لم يحرز تقدمًا كبيرًا بعد، قد حقق في النهاية نجاحًا أكبر.

ويضيف: "قد يكون الثمن مرتفعًا جدًا.. وكذلك هناك خطر كبير من التصعيد الروسي المضاد".

ربما شعر البعض في أوكرانيا بالتشجيع من تمرد "فاجنر"، مما يؤكد هشاشة القيادة العسكرية الروسية، إن لم يكن النظام نفسه، ولكن حتى لو أطيح ببوتين، فما هو احتمال ظهور قيادة أكثر عقلانية وأقل قومية؟، يتساءل التحليل.

ويتابع: "لا أحد يعرف على وجه اليقين إلى متى ستستمر المستويات القوية الحالية للالتزام الأمريكي والأوروبي تجاه أوكرانيا، فقد يفوز مرشح الولايات المتحدة في انتخابات 2024 بأفكار أخرى حول دعم أوكرانيا بخلاف إدارة الرئيس جو بايدن".

المصدر | ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا أوكرانيا بوتين فاجنر

لهذه الأسباب.. أوكرانيا بحاجة إلى عضوية الناتو وليس "النموذج الإسرائيلي"

زيلينسكي: القوات الأوكرانية أخذت زمام المبادرة لاستعادة أراضينا

الاستماع لوجهة النظر الأخرى.. مودرن دبلوماسي يطرح حلا للأزمة الروسية الأوكرانية