لتعزيز التعاون الاستراتيجي.. السعودية تستضيف قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى

الأربعاء 19 يوليو 2023 08:55 ص

في نقلة جديدة تشهدها العلاقات بين الخليج العربي وآسيا الوسطى، ستضيف جدة، الأربعاء، أول قمة خليجية مع مجموعة دول آسيا الوسطى، بالتزامن مع اللقاء التشاوري الثامن عشر لقادة دول مجلس التعاون.

ويشارك في القمة قادة دول مجلس التعاون، وقادة دول آسيا الوسطى، وهي كازاخستان، وقرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان.

وقالت الأمانة العامة للمجلس عبر "تويتر"، إن القمة تستهدف "تعزيز علاقات دول مجلس التعاون مع دول آسيا، انطلاقاً من مبادئ وأهداف مجلس التعاون المنصوص عليها في النظام الأساسي لعام 1981 وإيجاد نوع من الشراكة وتطوير الآليات لضمان استدامة التشاور والحوار".

وتنعقد القمة في ظل تزايد الاهتمام والتنافس الإقليميين والدوليين بدول آسيا الوسطى الخمس؛ نظراً لموقعها وأهميتها الجيواستراتيجية، والثروات الطبيعية التي تمتلكها هذه الدول بما يؤهلها لقفزات تنموية كبيرة.

ورغم كونها دولاً حبيسة (لا تطل على بحار مفتوحة أو محيطات)، فإن منطقة آسيا الوسطى "تمثل قلب الأرض"، وفقاً للجغرافي البريطاني جون ماكيندر، أحد مؤسسي علم الجيوبوليتك، مبيناً أن "من يسيطر عليها يتحكم في العالم".

وتأتي القمة عقب الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى الذي عقد بالعاصمة السعودية الرياض خلال سبتمبر/أيلول 2022، بمشاركة وزراء الخارجية من الجانبين.

وحينها، أكد الجانبان في بيان مشترك "التزامهم بتأسيس شراكة مستقبلية قوية وطموحة بين دولهم، بناءً على القيم والمصالح المشتركة والروابط التاريخية العميقة بين شعوبهم، والتعاون القائم بينهم على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، وفي شتى المجالات".

وشهدت الفترة التي سبقت القمة عدداً من الزيارات رفيعة المستوى بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى، وجرى توقيع اتفاقيات ثنائية في عدد من المجالات.

في يوليو/تموز 2022، استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في جدة، الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، حيث عقد الطرفان جلسة مباحثات رسمية، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه التعاون في شتى المجالات، إضافة إلى استعراض عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

وأجرى الرئيس الأوزبكستاني شوكت ميرضيايف، في أغسطس/آب 2022، زيارة رسمية إلى السعودية، التقى خلالها ولي العهد السعودي، وعقد معه جلسة مباحثات رسمية، وشهدا مراسم تبادل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية بين البلدين في عدد من المجالات بما في ذلك الطاقة، والزراعة، والصحة.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أجرى الرئيس الكازاخستاني زيارة رسمية إلى الإمارات التقى خلالها برئيسها الشيخ محمد بن زايد.

كما أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في يونيو/حزيران الماضي، جولة آسيوية شملت 4 دول، كلها من هذه المجموعة، هي أوزبكستان وقرغيزستان وكازاخستان وطاجيكستان.

وتأسست العلاقات الدبلوماسية بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى بعد استقلال هذه الدول عن الاتحاد السوفيتي في مطلع تسعينات القرن الماضي.

لكن العلاقات التاريخية والثقافية بين الجانبين ترجع إلى قرون عدّة، حيث كانت هذه المنطقة الجغرافية الواقعة في قلب القارة الآسيوية، محط اهتمام العرب والمسلمين مع وجود روابط بين الثقافة العربية والإسلامية وثقافات دول آسيا الوسطى التي عرفت في التاريخ الإسلامي ببلاد ما وراء النهر، وكان لها تأثير كبير في الثقافة الإسلامية.

وبمعطيات الواقع المعاصر، تمتدُّ الدول الخمس على مساحة تتجاوز أكثر من 4 ملايين كيلومتر مربع، بعدد سكان يصل إلى 73 مليون نسمة، وناتج محلي إجمالي يصل إلى نحو 300 مليار دولار للبلدان الخمس مجتمعة.

ولدى هذه الدول احتياطات ضخمة من المعادن والنفط والغاز الطبيعي والفحم، وحتى المياه. إذ تصل احتياطيات الغاز في دول آسيا الوسطى والقوقاز إلى 34% من الإجمالي العالمي، وأكبر الاكتشافات كانت في تركمانستان وكازاخستان.

كما أن طاجيكستان تملك منابع ضخمة للمياه، إذ تصل إلى 60% من المنابع في آسيا الوسطى.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية جدة آسيا الوسطى آسيا تعاون الخليج

صحيفة عبرية: الزيارات إلى دول الخليج تُظهر نفوذها الإقليمي

ما هي أهمية التقارب الخليجي مع أسيا الوسطى بالنسبة للصين؟

لماذا اجتمعت دول آسيا الوسطى مع دول الخليج العربي؟

التنافس الأمريكي الصيني وطالبان والحرب الأوكرانية وراء التعاون الخليجي مع دول آسيا الوسطى