كيف يستعد الشرق الأوسط لعصر ما بعد النفط والمركبات الكهربائية في النقل؟.. بهذا السؤال ألقى تقرير نشره موقع شبكة cnbc الأمريكية الضوء على التحولات الدائرة في المنطقة إلى السيارات الكهربائية، والتي باتت تعبر عنها استراتيجيات طموحة، لا سيما في دول الخليج، ظهرت ملامحها في شراكات ومبادرات ضخمة في هذا الإطار.

وقال التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن لاعبو السيارات الرئيسيون في الولايات المتحدة والصين يتنافسون الآن  على موطئ قدم في سوق السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط، حيث تستعد شركة "جنرال موتورز" الأمريكية  لإطلاق سيارات "كاديلاك ليريك"، و"جي إم سي هامر EV"، و"شيفروليه بولت EUV" في الشرق الأوسط هذا العام، بينما تعتزم مواطنتها شركة "فورد" إطلاق سيارات كهربائية في المنطقة في عام 2024.

أما الصين، فقد ألقت بثقلها في المنطقة عبر قطاع السيارات الكهربائية المتنامي لديها، وفي هذا الإطار وقعت وزارة الاستثمار السعودية، قريبا، صفقة بقيمة 5.6 مليار دولار مع شركة "هيومان هورايزونز"، وهي شركة صينية لتصنيع السيارات الكهربائية.

وتمتلك شركة استثمارية مملوكة لدولة الإمارات حصة 7% في شركة Nio، وهي شركة سيارات كهربائية مقرها شنغهاي، بعد أن استثمرت 738.5 مليون دولار في الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية الشهر الماضي.

وتنتشر السيارات الكهربائية الصينية الأخرى في السوق أيضًا، بما في ذلك Zeekr في إسرائيل و BYD الصينية في الأردن.

وبشكل طموح للغاية، تعمل السعودية بجد على علامتها التجارية الخاصة من السيارات الكهربائية، Ceer ، وتخطط لتركيب 50 ألف محطة شحن محلية بحلول عام 2025.

كما أن الرياض تمتلك حوالي 60% من شركة Lucid Motors لصناعة السيارات الكهربائية الفاخرة في الولايات المتحدة، حيث استثمر صندوق الاستثمارات العامة السعودي مؤخرا 1.8 مليار دولار أخرى بالشركة.

وفي البحرين، دخلت شركة Gauss Auto، وهي شركة تصنيع أمريكية، في شراكة هذا العام مع شركة Marson Group البحرينية لافتتاح مصنع للسيارات الكهربائية في البلاد.

الإمارات والسويد

ويقول التقرير إن إحدى أحدث المبادرات لجلب مستقبل السيارات الكهربائية إلى الشرق الأوسط هي شراكة الإمارات مع شركة Einride، وهي شركة نقل كهربائية مستقلة مقرها في السويد وتركز على سوق الخدمات اللوجستية.

ومنذ أكثر من شهر بقليل، أعلنت شركة Einride، التي احتلت المرتبة 13 على قائمة CNBC Disruptor 50 لعام 2023، عن شراكة مع وزارة الطاقة والبنية التحتية في الإمارات لإنشاء بنية تحتية للشحن المستدام داخل البلاد.

وعبر مشروع أطلق عليه "فالكون رايز"، تخطط الشركة السويدية لنشر شبكة نقل شحن تمتد على مدى 300 ميل عبر أبوظبي ودبي والشارقة.

وتمول السعودية بطموح أيضا البنية التحتية للسماح بنمو كبير لقطاع السيارات الكهربائية، فمنذ عام 2021 تعمل المبادرة السعودية لتطوير البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية (SEVCIDI) على تحقيق هدف تركيب 50 ألف محطة شحن محلية بحلول 2025.

ويخلص التقرير في الختام إلى القول: الانتقال إلى السيارة الكهربائية قادم، لكن التوقيت والاستثمارات المطلوبة هائلة، وهو ما تقوم به دول المنطقة.