أوراسيا ريفيو: إعادة تشكيل النظام العالمي فرصة ذهبية لتعزيز الاقتصاد الإيراني المتضرر

الأحد 30 يوليو 2023 08:33 م

اعتبر تحليل نشره موقع "أوراسيا ريفيو"، أن إعادة التشكيل الجارية للنظام العالمي، متمثلة في صعود الصين والشكوك حول الهيمنة الأمريكية، وزيادة التنافس بينهما وغيرها من العوامل، توفر فرصة ذهبية لإيران لتوسيع صادراتها النفطية ومن ثم تعزيز اقتصادها المتضرر من العقوبات الأمريكية.

وذكر التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد" أنه بالرغم من التحديات وتبيان التوترات مع أمريكا منذ ثورة الإيرانية في 1979، حافظت طهران على مستوى من الاستقرار مع الإدارات المتعاقبة في واشنطن، وكان الاتفاق النووي الموقع في 2015 بمثابة مفترق طرق للعداء التاريخي بين الغرب وطهران.

كان الاتفاق النووي على الرغم من تضمنه العديد من القيود، أفضل خيار عملي لإيران، حتى انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه بشكل غير رسمي في عام 2018.

وبموجب هذا الانسحاب تمت إعادة العقوبات على طهران وهو ما أثر بالسلب مجددا على الاقتصاد الإيراني.

تحولات عالمية

لكن على الرغم من ذلك، سرعان ما خدمت الظروف إيران مجددا، وبعد سنوات قليلة يشهد العالم تحولات غير مسبوقة تمثلت في الصراع الروسي الأوكراني وظهور "صين" حازمة بشكل متزايد، بنت نفسها كنواة لنظام "بديل" يتحدى النظام الليبرالي الذي بناه الغرب في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

ولفت التحليل إلى أن الصين اليوم هي واحدة من أكبر أسواق تصدير النفط الإيراني إلى جانب سوريا وفنزويلا.

وأشار إلى أن آسيا بشكل عام ستكون أكبر سوق للمواد الهيدروكربونية على مدى العقود المقبلة، مع قيادة الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان.

وستحتاج دول جنوب شرق آسيا أيضًا إلى المزيد في المستقبل لدعم النمو، وسيتم الحصول على الطاقة في نهاية المطاف من أي مكان يكون في متناول اليد.

ووفق التحليل إن فإن بدء إيران في بيع نفط أرخص للصين من روسيا تظهر براجماتيتها في العمل عبر الخطوط الجيوسياسية.

الجانب الآخر المهم للنفط الإيراني هو أنه يؤثر بشكل مباشر على الأسعار العالمية، حيث تعد طهران عضوًا مؤسسًا في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).

والغريب أن تدفق النفط الإيراني في السوق يقوض تخفيضات الإنتاج من قبل السعودية التي تقود أوبك التي تتطلع إلى زيادة الأرباح من خلال زيادة الأسعار.

وذكر التحليل أنه في الوقت الحالي يتم التشكيك في قوة العقوبات الأمريكية على إيران بشكل متزايد، والفرق في المستقبل هو أنها لن تكون فقط البلدان الخاضعة للعقوبات، ولكن أولئك الذين يسارعون لتجنب الوقوع في بين معركة قادمة بين الصين والولايات المتحدة من أجل السيادة العالمية سيبحثون بشكل متزايد عن البدائل.

ووسط تزايد النقاشات حول "إزالة الدولرة" من قطاعات الأعمال، حيث كانت مثل هذه الحجج غير مفهومة حتى ظهرت مؤخرًا تغييرات جوهرية في الفكر العالمي؛ تعمل إيران بنجاح متزايد وسط هذه الأساليب.

مصالح وطنية  

وذكر التحليل أن دولة مثل الهند، مستوردة صافية للنفط، عانقت صدام حسين ووافقت على وقف استيراد النفط الإيراني عندما احتاج الموقف إلى مثل هذا الموقف المتشدد، وفقًا لمطالب السياسة الواقعية.

تعمل الدول من أجل المصلحة الوطنية أولاً، سواء أحبها الآخرون أم لا والواقع الإيراني لا يختلف عن ذلك.

المصدر | أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

النفط الإيراني إعادة تشكيل النظام العالمي التنافس الأمريكي الصيني العقوبات الأمريكية