الصين تعتزم إجراء عمليات تنقيب على سطح القمر.. لماذا؟

الخميس 3 أغسطس 2023 07:33 م

تعتزم الصين، إجراء عمليات تنقيب على سطح القمر، بحثا عن معادن مهمة، من بينها ما يسمى ‏Changesite- (Y‎‏)، بالإضافة إلى وقود اندماج واعد محتمل.‏

كشف ذلك رئيس قيادة الفضاء في المملكة المتحدة المارشال الجوي بول جودفري، حين حذر في مقابلة مشتركة مع نظيره الأمريكي الجنرال جيمس ديكنسون، من التهديد الذي تشكله الصين وروسيا فيما وراء الستراتوسفير (الغلاف الجوي الطبقي حول الأرض).

قال جودفري، إن الصين وروسيا تستثمران "المليارات" لاستكشاف الفضاء وابتكار أسلحة كونية، حسبما نقل تقرير لصحيفة  "التايمز" البريطانية، وترجمه "الخليج الجديد".

وأضاف أن بكين لديها تكنولوجيا يمكنها "انتزاع" وتحريك الأقمار الصناعية، بينما تمتلك موسكو صواريخ مضادة للأقمار الصناعية، قادرة على ضرب أهداف تدور بسرعة 17,500 ميل في الساعة.

في الوقت ذاته، لفت جودفري إلى أن بكين كانت تبحث في إمكانية التنقيب عن معادن في القمر، بعد أن اكتشفت مهمة اختبار على القمر، في عام 2020، معدناً جديداً للفوسفات يسمى (Changesite-Y) يمكن استخدامه كوقود للاندماج النووي.

وقال: "لقد جاؤوا بعينات من القمر بالفعل، إنهم يتطلعون فقط إلى المضي قدماً في ذلك، سيكون تعدين الكويكبات أمراً قائماً خلال حياتنا هذه".

وتم العثور على العينة التي تم تحليلها - وأكدتها الرابطة الدولية للمعادن كمعدن ‏جديد، وسط 1731 جرامًا (61 أونصة) فقط من عينات القمر التي أعادتها مهمة ‏Chang'E 5‎‏ في عام 2020، والتي اعتبرت أول صخور قمرية عادت إلى ‏الأرض منذ عام 1976.

وهذا المعدن يعد جسيم بلوري واحد، يبلغ نصف قطره حوالي 10 ‏ميكرون.‏

كما نتج عن هذه البعثة بيانات أولية تتعلق بعنصر الهيليوم – 3 داخل غبار القمر، ‏ويُعتقد أن الهليوم -3 وقود محتمل واعد للاندماج النووي. بوجود بروتونين ‏ونيوترون واحد فقط ، فهو فريد من نوعه باعتباره النظير الثابت الوحيد المعروف ‏لأي عنصر يحتوي على بروتونات أكثر من النيوترونات.‏

ومن الناحية النظرية ، فإن تفاعل اندماج الديوتيريوم / الهليوم -3 سيحرر 164.3 ‏ميغاواط / ساعة من الطاقة لكل جرام من الهيليوم -3 - والأهم من ذلك ، لا الهليوم ‏‏3 أو نواتج التفاعل الخاصة به مشعة.‏

لكن عنصر الهيليوم – 3 ذو قيمة كبيرة حيث بدأت الولايات المتحدة في استخدامه ‏في أجهزة الكشف عن النيوترونات بحثًا عن المواد النووية عند معابر الحدود ‏الأميركية، مما أدى إلى زيادة الطلب بشكل كبير ورفع السعر.‏

من جانبه، قال ديكنسون إن "البنتاغون لا يزال واثقاً من قدراته"، وسط مخاوف من أن الولايات المتحدة تتخلف عن الصين في سباق الفضاء.

في عام 2021، اختبرت بكين صاروخاً تفوق سرعته سرعة الصوت، طار حول العالم عبر فضاء منخفض المدار، قبل أن يخطئ هدفه بمقدار 24 ميلاً.

ويعتقد الخبراء أن الصاروخ صاحب القدرة النووية قد يكون قادراً على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية.

وقال ديكنسون: "لدينا تقنيات رائعة في الولايات المتحدة. بالطبع رأينا استعراض أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت من قبل دول أخرى، ولا سيما الصين وروسيا، هذا مجال نواصل النظر فيه فيما يتعلق بكيفية تحجيم هذا النوع من التهديد".

واستعرضت روسيا أسلحتها الهائلة قبل عامين، عندما استخدمت نظاماً صاروخياً مضاداً للصواريخ الباليستية، مصمماً لحماية موسكو من هجوم نووي لتدمير قمر صناعي سوفييتي غير صالح، يُعرف باسم "كوزموس 1408"، حيث أدى الانفجار إلى إنشاء حقل حطام دفع رواد الفضاء على محطة الفضاء الدولية للبحث عن مأوى لهم، ولا يزال حقل الحطام يسبب مشكلات للشركات التجارية اليوم.

وتمتلك كل من الصين والهند وروسيا والولايات المتحدة صواريخ مضادة للأقمار الصناعية، لكن الدول الغربية دعت إلى حظر التجارب المستقبلية بسبب الخطر الذي يشكله الحطام في الفضاء "المزدحم".

وشبَّه ديكنسون تأثير الحطام بمشهد من فيلم (Gravity)، حيث أصبحت ساندرا بولوك وجورج كلوني محاصرين في الفضاء، بعد أن تضرر مكوكهما بسبب سحابة من الحطام الروسي.

في سياق متصل، قال جودفري: "إنه يشبه إلى حد ما التلوث البحري، لا نريد أن نلوث البحار، والأمر كذلك مع الفضاء. هناك تفاهم على أن البشر بحاجة إلى العمل معاً، سواء أكان ذلك حطاماً في الفضاء أو جزيئات بلاستيكية في البحر".

وأُنشِئت قيادة الفضاء البريطانية، ومقرها في مقاطعة باكينغهامشير الإنجليزية، قبل عامين، باستثمار أولي قدره 1.4 مليار جنيه إسترليني، ويعمل بها الآن 500 شخص.

ويقوم حلفاء غربيون آخرون، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وأستراليا، بإنشاء مراكز قيادة عسكرية تركز على الفضاء. بينما يقع مقر قيادة الفضاء الأمريكية في مدينة بيترسون، بولاية كولورادو، ويعمل بها 18 ألف شخص.

وقال جودفري إن روسيا كانت بارعة في التشويش على الأقمار الصناعية- وهو شكل يمكن إنكاره من الهجوم في "المنطقة الرمادية"، والذي يمكن أن يعزل المملكة المتحدة عن العالم الخارجي ويحدث فوضى في الأسواق المالية.

وكان الكرملين يختبر نظاماً للحرب الإلكترونية يسمى "توبول" في أوكرانيا، كجزء من محاولة لقطع وصول كييف إلى أقمار ستارلينك الصناعية.

المصدر | التايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تنقيب الصين القمر معادن وقود

3 أهداف في الأرض والفضاء.. لهذا تزود الصين مصر بأقمار صناعية