روبوت دردشة يقترح الحل.. سوء استخدام عربي للذكاء الاصطناعي

الاثنين 14 أغسطس 2023 09:53 ص

"من المهم لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطوير إطار عمل ولوائح قوية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، لضمان استخدام التكنولوجيا بطريقة مسؤولة ومستدامة".

تلك كانت إجابة "روبوت دردشة" عن سؤال وجهته إليه سارة الزعيمي، نائبة مدير الاتصالات في مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط التابع لـ"المجلس الأطلسي" الأمريكي للأبحاث (Atlantic Council)، بشأن سبل مواجهة سوء استخدام الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأوضحت سارة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن المستخدم العربي أصبح يمكنه بنقرة واحدة عبر منصات فنية تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي إنتاج أعمال فنية مبهرة والادعاء بأنها من "إبداعه"، وهو "اتجاه إشكالي من وجهة نظر أخلاقية".

وتابعت أن "الفن عموما هو السعي الفكري والتعبيري الواعي إلى الكمال الجمالي أو محاولة لنقل المشاعر والرسائل المعرفية المعقدة (...)، لكن حتى لو كان المجتمع الفني منفتحا على إعادة تعريف معنى الفن، فمن الذي يجب أن يُنسب إليه الفضل كمؤلف لتلك القطع: اليد البشرية التي تكتب المطلوب أم الآلة التي تعالج البيانات أم كلاهما؟".

و"مقاطع الفيديو والبرامج الموسيقية، التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، محيرة أيضا، ففي جميع أنحاء العالم العربي، يوجد تدفق لأغانٍ تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مثل الجدل الذي أثاره إنتاج الملحن المصري عمرو مصطفى لأغنية جديدة بصوت المطربة (الراحلة) أم كلثوم"، كما أضافت سارة.

وشددت على أنه "من الضروري إدراك أن الفن الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يعرقل العملية الفنية ويهدد سبل عيش مجتمع الفن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

وبينت أنه "يجب أن يخضع العديد من المبدعين، مثل الكتاب والشعراء والمصممين والموسيقيين والرسامين، لتدريب مطول واستثمار الوقت والمال والبقاء على قيد الحياة في سوق شديدة التنافسية، والآن يتعين عليهم أيضا التنافس مع تقنية علمية غير محدودة وفنانين زائفين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت".

نقطة عمياء

كما "يشكل استخدام مساعد "تشات بوت" (chatbot) لإنتاج أوراق بحثية أو عروض تقديمية أو أي محتوى مكتوب آخر تحديا عالميا في السياقات الأكاديمية والمهنية، وهي ظاهرة مقلقة أكثر في العالم العربي، خاصة بعد طرح النسخ العربية من "تشات جي بي تي" (Chat GPT) و"جوجل بيرد" (Google's Bard)"، وفقا لسارة.

وأضافت أن "دول مثل الإمارات سارعت بالفعل للحصول على "زيرو جي بي تي" (Zero GPT)، وهي أداة تكتشف استخدام المساعدين الشخصيين مثل "تشات جي بي تي" و"جوجل بيرد"، لكن العديد من الدول العربية تعاني من ضعف انتشار التكنولوجيا الرقمية".

وأكدت أنه لا ينبغي أن تكون دول مجلس التعاون الخليجي هي المعيار أثناء مناقشة عيوب الذكاء الاصطناعي في المنطقة، قمن غير العدل مثلا أن يتم وضع دولة مثل اليمن، تواجه آثار حرب أهلية مستمرة منذ 2014، في مجموعة أسواق التكنولوجيا الناشئة مثل السعودية والإمارات.

و"من المهم أخلاقيا حماية حقوق الملكية الفكرية الفردية والجماعية، وهي نقطة عمياء أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، كما تابعت سارة.

وزادت بأنه "على الرغم من أن العديد من البلدان العربية تخطو خطوات كبيرة في تعزيز الإطار القانوني للدفاع عن حقوق التأليف والنشر والعلامات التجارية، إلا أن السلوك والثقافة الشعبية اليومية لا تتوافق في كثير من الأحيان مع لوائح الملكية الفكرية".

وأضافت أن "استخدام الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع لا يمكن أن يؤدي إلا إلى تفاقم هذه الانتهاكات، مما يترك المخترعين والمبدعين والعلامات التجارية دون حماية تذكر".

و"الدول العربية ليست معزولة عن المحادثات الدولية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، فمثلا تبنت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في 2021 توصيات اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي"، بحسب سارة.

وتابعت أن "دول مثل مصر كشفت عن استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي مع بعض الإشارات الأولية إلى الآثار الأخلاقية، لكن توجد أسئلة مشروعة حول مدى تنفيذ تلك التشريعات والاستراتيجيات الطموحة في الممارسة العملية".

المصدر | سارة الزعيمي/ المجلس الأطلسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الذكاء الاصطناعي سوء استخدام الفن العلم أخلاقيات