مخيمات النازحين السوريين قرب تركيا بلغت قدرتها القصوى على الاستيعاب

الثلاثاء 9 فبراير 2016 04:02 ص

بلغت مخيمات النازحين في المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا قدراتها القصوى على الاستيعاب مع استمرار تدفق الآلاف من السكان الهاربين من هجوم تشنه قوات النظام في محافظة حلب، وفق ما أكد عاملون في مجال الاغاثة.

وقال «أحمد المحمد» وهو مسؤول ميداني في منظمة «أطباء بلا حدود» يدخل يوميا من تركيا إلى محافظة حلب (شمال) الثلاثاء: «تسببت موجة النزوح الأخيرة بالضغط على أكثر من عشرة مخيمات موجودة في الخط الحدودي الممتد من شمال أعزاز حتى تركيا».

وأوضح أنه بسبب العدد الكبير من العائلات، لم تعد تتوفر أماكن كافية للنوم، لافتا إلى أن كثيرين يضطرون للنوم في الشوارع والعراء بدون بطانيات أو أغطية.

وبحسب «المحمد» الذي يتولى مهمة مدير الصيديلية والتبرعات في منظمة أطباء بلا حدود، فإن منظمات الإغاثة كانت توزع خيما مخصصة لسبعة أشخاص لكن أكثر من عشرين شخصا كانوا يضطرون للنوم فيها في وقت لم تعد منازل السكان في القرى الحدودية تتسع لعدد إضافي من النازحين.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليل الإثنين أن ثمانية مخيمات عشوائية في الجانب السوري من الحدود مع تركيا بلغت طاقتها الاستيعابية القصوى، لافتا إلى أن نحو 31 ألف شخص نزحوا من مدينة حلب ومحيطها في الأيام الأخيرة.

وأشار إلى أن 80% من النازحين من النساء والأطفال، جراء استمرار هجوم قوات النظام الذي بدأته قبل أسبوع في المنطقة بغطاء جوي روسي وتمكنت خلال همن السيطرة على بلدات عدة وقطع طريق إمداد رئيسي للفصائل يربط مدينة حلب بريفها الشمالي نحو تركيا.

وقال «المحمد» إن معظم العائلات غادرت منازلها مع الثياب التي يرتديها أفرادها فقط، في وقت يتسبب البرد واكتظاظ النازحين بحالات إسهال في صفوفهم.

وتعمل منظمات الإغاثة على تلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين، وفق «المحمد» الذي أشار إلى توزيع المنظمة مساعدات غير غذائية على غرار الخيم والبطانيات وفرش النوم وعدة المطبخ على الأهالي.

ويعاني الآلاف من السوريين العالقين عند الحدود السورية مع تركيا من «ضغط نفسي كبير»، وفق «المحمد» الذي يوضح أنهم «تركوا منازلهم وكل ما لديهم خلفهم وهم لا يستطيعون التقدم إلى تركيا التي لا تزال حدودها مقفلة أمام اللاجئين فيما تسمح بدخول شاحنات المساعدات».

وأبدى رئيس قسم العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة «ستيفن أوبراين» أمس الإثنين، قلقه الشديد جراء النزوح الجماعي من مدينة حلب وريفها الشمالي، مشيرا إلى تقارير تفيد بمقتل مدنيين وإصابة آخرين بجروح وبتعرض البنية التحتية المدنية وبينها مستشفيان على الأقل للقصف.

وشدد على أن الناس بحاجة ماسة إلى الماوى والغذاء والمستلزمات المنزلية الأساسية، داعيا كل الأطراف إلى التوقف عن استهداف البنى التحتية المدنية والسماح للمدنيين بالانتقال إلى مناطق أكثر أمنا.

وكان رئيس الوزراء التركي، «أحمد داود أوغلو»، قال إن روسيا ستنسحب من سوريا مهزومة كما انسحبت من أفغانستان.

وأضاف خلال كلمته أمام اجتماع لأعضاء البرلمان عن حزب العدالة والتنمية اليوم الثلاثاء، أن 90% من الغارات الروسية تستهدف المدنيين والمعارضة المعتدلة دون استهداف الإرهابيين.

وأوضح «داود أوغلو» أنه إذا تواصلت الغارات الروسية على حلب فإن عدد اللاجئين سيزداد، وقال إنه حان الوقت للوقوف إلى جانب مدينة حلب حيث تسقط الطائرات الروسية قنابلها على المدنيين، بحسب شبكة «الجزيرة».

وأكد أن تركيا فتحت أبوابها وقلبها لكافة الضحايا والمظلومين دون تمييز منذ اندلاع الاضطرابات في سوريا عام 2011.

وأثنى على الشعب التركي لاستقباله مليونين ونصف المليون لاجئ منذ 5 أعوام دون أن أي يتخذ أي موقف معاد لهم، لافتا إلى أن المجتمع الدولي لم يتصرف بنهج مسؤول بشكل كافي حيال أزمة اللاجئين، بحسب وكالة الأناضول للأنباء.

وأكد «داود أوغلو» أن روسيا تواصل قصف أهداف مدنية بلا لا علاقة لها بالإرهاب، وأن بلاده تمتلك معلومات مكان سقوط كل قذيفة أطلقتها روسيا في سوريا، مشيرا إلى احتمال تدفق نحو 70 ألف لاجئ الأراضي التركية، في حال استمرت العمليات العسكرية في حلب وريفها.

 

المصدر | الخليج الجديد+ أ ف ب

  كلمات مفتاحية

داود أوغلو النازحين السوريين سوريا اللاجئين السوريين روسيا

«داود أوغلو»: روسيا ستنسحب من سوريا مهزومة كما حدث في أفغانستان

«داود أوغلو»: نتوقع وصول 70 ألف لاجئ سوري إلى الحدود التركية

«داود أوغلو»: هناك 30 ألف مدني على الحدود التركية السورية

«داود أوغلو»: قوات «الأسد» قطعت الممر الإنساني إلى حلب بهدف تجويعها

«داود أوغلو» من الرياض: سنواصل دعمنا للمعارضة السورية بالتعاون مع السعودية

أكثر من مليون سوري يعيشون تحت الحصار